توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حركة حماس بـ"الجحيم"، وهدد بإلغاء وقف إطلاق النار في قطاع غزة إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، مشيرا إلى أنه قد يعتبر السبت المقبل موعدا نهائيا، كما لوّح بقطع المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يقبلا استقبال فلسطينيي غزة الذين يعتزم ترحيلهم من القطاع، وهو أمر يرفضه حتى الآن هذان البلدان.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وفي لقاء مع الصحافيين في البيت الأبيض اقترح ترامب أن "تلغي" إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة منذ 19 كانون الثاني/يناير، إذا لم تطلق حماس سراح جميع الرهائن بحلول ظهر السبت المقبل.
وقال إنّه سيترك "هذا الأمر لإسرائيل لكي تقرر" بشأن ما ينبغي أن يحدث للهدنة الهشّة السارية بينها وبين حماس.
وأضاف "لكن في ما يخصّني، فإذا لم تتمّ إعادة جميع الرهائن بحلول الساعة 12 من ظهر السبت ـ أعتقد أنّه موعد معقول ـ فأنا أدعو لأن تُلغى (الهدنة) ولأن تفتح أبواب الجحيم".
وشدد الرئيس الأميركي على وجوب أن تطلق حماس سراح "جميع" الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالت تحتجزهم في القطاع دفعة واحدة و"ليس على دفعات، ليس اثنان وواحد وثلاثة وأربعة واثنان".
وأضاف "نريد عودتهم جميعا. أنا أتحدّث عمّا يعنيني ويمكن لإسرائيل أن تتجاهل هذا الأمر، لكن بالنسبة لي، فإنه يوم السبت الساعة 12 ظهرا، إذا لم يكونوا هنا، فإن أبواب الجحيم ستفتح".
ولفت ترامب إلى أنّه قد يتباحث مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بشأن هذه المهلة النهائية التي ذكرها لتوّه.
ولم يوضح الرئيس الجمهوري ما الذي يقصده تحديدا بكلمة "الجحيم"، مكتفيا بالقول إنّ "حماس ستكتشف ما أعنيه".
وعندما سئل عمّا إذا كان يستبعد تدخّلا مباشرا للقوات الأميركية ضد حركة حماس، أجاب ترامب "سنرى ما سيحدث".
وأتى هذا الوعيد من جانب الرئيس الأميركي بعد أن هدّدت حماس بتأجيل أيّ عمليات مبادلة رهائن إسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين "حتى إشعار آخر"، وذلك ردا على "عدم التزام" إسرائيل ببنود اتفاق وقف إطلاق النار.
وردت إسرائيل على تهديد حماس بالقول إنّها أوعزت لجيشها بـ"الاستعداد لكل السيناريوهات المحتملة".
لكن حماس أعلنت لاحقا أنها منحت الوسطاء مهلة لدفع إسرائيل "للالتزام" ببنود وقف إطلاق النار، وذلك في إطار رغبتها "لإبقاء الباب مفتوحا" للإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن الإسرائيليين في الموعد المقرر السبت.
واقترح ترامب خطة غير مسبوقة لغزة تقوم على تهجير جميع سكّان القطاع، لكي تسيطر عليه الولايات المتحدة من أجل تطويره عقاريا.
وبموجب خطة ترامب يتعين على مصر والأردن خصوصا استقبال هؤلاء الغزيين، لكنّ كلا البلدين رفض ذلك.
وجددت مصر، عقب لقاء بين وزير خارجيتها بدر عبد العاطي ونظيره الأميركي ماركو روبيو، في واشنطن، تمسكها "بموقفها الرافض للمساس" بحقوق الشعب الفلسطيني، بما فيها "حق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال".
ومن المقرر أن يستقبل ترامب في البيت الأبيض الثلاثاء العاهل الأردني عبد الله الثاني، الذي سبق له، وأن أكد مرارا رفض المملكة تهجير الفلسطينيين وتمسّكها بحلّ الدولتين.
وخلال توقيعه سلسلة أوامر تنفيذية في البيت الأبيض، سئل الرئيس الأميركي عمّا إذا كان سيقطع المساعدات عن الأردن ومصر إذا رفضا استقبال الفلسطينيين، فأجاب "إذا لم يوافقوا، فمن الممكن أن أقطعها".
وأضاف للصحافيين "لقد تحدّثنا إلى الكثير من الفلسطينيين. هم يرغبون بمغادرة غزة إذا تمكّنوا من إيجاد مكان آخر للعيش فيه".
وأضاف أنّ فلسطينيي غزة "تعرّضوا للاضطهاد والبصق عليهم وعوملوا كالقمامة. هم يريدون مغادرة غزة، لكن حتى الآن لم يتأمّن لهم أيّ بديل آخر".
وتأتي تصريحات ترامب هذه عشية لقائه في البيت الأبيض العاهل الأردني، الذي أكّد رفض بلاده "أيّة محاولات لضمّ الأراضي وتهجير الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية"، وتمسكها بـ"ضرورة تثبيت الفلسطينيين على أرضهم".
وكان الرئيس الجمهوري أكد لشبكة "فوكس نيوز" في وقت سابق الإثنين أنّه لن يحق للفلسطينيين بموجب مقترحه أن يعودوا إلى القطاع.
وقال "أتحدّث عن بناء مكان دائم لهم"، مشيرا إلى أنّ العيش في القطاع المدمّر لن يكون ممكنا قبل سنوات عديدة.
ولدى سؤاله عما إذا كان سيحقّ للفلسطينيين أن يعودوا إلى القطاع، ردّ ترامب "كلا، لن يعودوا إذ سيحصلون على مساكن أفضل بكثير".
اقرأ/ي أيضًا | ترامب: أميركا قد تفقد صبرها تجاه وقف إطلاق النار في غزة