صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، من توغله في الضفة الغربية المحتلة، ووسع عمليته العسكرية في مختلف المناطق بالضفة، ودفع بقوات وتعزيزات إضافية إلى مدينة جنين ومخيمها في ظل أنباء عن تخصيص الجيش كتيبة للعمل المتواصل في مخيمي طولكرم ونور شمس، بينما سحب قواته من مخيم الفارعة بعد 11 يوما من العدوان.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
أصيب عدد من الفلسطينيين جراء اعتداء قوات الجيش الإسرائيلي عليهم بالضرب في مناطق مختلفة من الضفة، فقد قالت جمعية الهلال الأحمر إن طواقمها نقلت إلى المستشفى 6 إصابات جراء الاعتداء بالضرب، مشيرة إلى أنها تسلمت المصابين من الجيش الإسرائيلي على حاجز الجلمة العسكري شمال جنين.
وواصل جيش الاحتلال تهجير السكان من منازلهم في مخيم جنين المحاصر، وحوّل بعض المنازل إلى ثكنات عسكرية ونقاط مراقبة، وأقام سواتر ترابية في شارع المحطة، ومنع الفلسطينيين من التنقل في المنطقة. يأتي ذلك في ظل مواصلة قوات الاحتلال تدمير المرافق العامة وشبكات المياه والكهرباء.
وشنت قوات الاحتلال، فجر الأربعاء، حملة اقتحامات واعتقالات في مناطق متفرقة من الضفة، تخللتها مداهمات عدة منازل وتخريب محتوياتها، وإجراء عمليات تحقيق ميداني، وتوزيع منشورات تحذيرية.
واقتحمت قوات الاحتلال قرية عينابوس جنوب نابلس، تمهيدا لهدم منزل الشهيد سامر حسين، منفذ عملية إطلاق النار التي أسفرت عن إصابة 9 جنود ومستوطنين، عند مستوطنة "أريئيل" المقامة على أراضي مدينة سلفيت.
إلى ذلك، واصلت قوات الاحتلال، لليوم الـ17 على التوالي، عدوانها في مدينة طولكرم ومخيميها، وسط استمرار إجبار مواطنين على النزوح من منازلهم تحت تهديد السلاح، وفي ظل مواصلة تدمير البنية التحتية وتخريب الشوارع.
وأسفر عدوان الاحتلال على المدينة ومخيميها عن استشهاد 8 فلسطينيين، وإصابة عدد آخر، إلى جانب عمليات تدمير واسعة لمنازل المواطنين وممتلكاتهم والمرافق العامة.
ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية نحو المدينة ومخيميها، ونشرت المشاة في مختلف المناطق والحارات، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي مع تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
واعتقلت قوات الاحتلال عددا من المواطنين النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس، بعد مداهمة مسجد عثمان بن عفان "الجديد"، وسط مدينة طولكرم، وإخراج المتواجدين فيه من النازحين، والتحقيق معهم ميدانيا، قبل أن تعتقلهم.
وتفرض قوات الاحتلال حصارا على الحي الشرقي لمدينة طولكرم خاصة المنطقة القريبة من مخيمها، وتستولي على ثلاثة مبانٍ فيها كثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، وتمنع الفلسطينيين من الخروج من منازلهم لتأمين احتياجاتهم الأساسية أو حتى الظهور على النوافذ والشرفات.
إلى ذلك، سحب جيش الاحتلال قواته، فجر الأربعاء، من مخيم الفارعة جنوب طوباس، بعد اقتحام استمر 11 يومًا.
وأظهرت مشاهد من المخيم، حالة دمار كبيرة، وشوارع تعرضت للتجريف والتخريب، فيما بدأ الأهالي العودة إلى منازلهم التي أجبرهم الاحتلال على النزوح منها.
يأتي ذلك فيما يواصل الاحتلال عدوانه في مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتها، والذي أسفر عن استشهاد 43 فلسطينيا وعشرات الإصابات، عدا عن تخريب كبير في البنية التحتية.