جدّد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، اليوم الأربعاء، موقف بلاده الثابت من القضية الفلسطينية الداعم لحلّ الدولتين، مؤكدا رفضه الطروحات التي تقضي بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو المساس بحقوقهم.
جاء ذلك خلال لقائه وزير خارجية البرتغال، باولو رانغيل، بحضور وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، في القصر الرئاسي شرق بيروت.
وشدد عون على أهمية المبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية عام 2002، رافضا الطروحات التي تؤدي إلى حصول أي نوع من أنواع تهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو المساس بحقوقهم المشروعة، التي كرستها قرارات الأمم المتحدة، وفق بيان لمكتبه الإعلامي.
ودعا عون دول الاتحاد الأوروبي للضغط على إسرائيل، لاستكمال انسحابها من جنوب لبنان ضمن المهلة المحددة في 18 من الشهر الجاري، وكذلك إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم، بعد انتفاء أسباب بقائهم في لبنان.
وفي 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، أنهى وقف لإطلاق النار قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وتضمن الاتفاق مهلة بـ60 يوما، ينسحب خلالها الجيش الإسرائيلي من البلدات التي احتلتها في جنوب لبنان خلال الحرب.
لكن تل أبيب أخلّت بالاتفاق، عبر الامتناع عن تنفيذ الانسحاب الكامل خلال المهلة التي انتهت فجر 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، قبل أن تعلن الولايات المتحدة عن اتفاق إسرائيلي لبناني على تمديد المهلة حتى 18 شباط/ فبراير الجاري.
من جهته، قال الوزير البرتغالي، إن زيارته تهدف إلى "إظهار الثقة بهذه المسيرة والأمل في أن تتمكن من تحقيق السلام والازدهار وتوفير الفرصة لأن يكون صوت لبنان مسموعا في المجتمع الدولي لما يتمتع به من قدرة على تجسيد التفهم والتفاهم في محيطه".
وعدّ أن "لبنان يمكنه، وكما كان ماضيا، أن يبقى مستقبلا مثالا للسلام في المنطقة والعالم، الأمر الذي يتطلب التوازن ووجود شعوب معتدلة ولديها القدرة على التواصل والتفاهم في ما بينها".
وشدّد الوزير رانغيل حرص "البرتغال على دعم لبنان على مختلف الأصعدة".
ولفت إلى أن بلاده تتطلع اليوم إلى ضرورة تجاوز الاختلافات ودعم المؤسسات، لا سيما المؤسسة العسكرية لبسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، وإلى تعزيز دور اليونيفيل.
وفي موضوع القضية الفلسطينية، أكد الوزير البرتغالي دعم بلاده على نحو ثابت، حل قيام الدولتين وإعادة إعمار قطاع غزة وإعطاء السلطة الفلسطينية القدرة على إدارة هذه العملية، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة كما في لبنان.
وبدأ الوزير زيارة رسمية إلى لبنان، الأربعاء، التقى خلالها كلا من رئيس الحكومة نواف سلام، ورئيس مجلس النواب نبيه بري في مقره غرب بيروت.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، قبل أيام، إن "السعودية لديها مساحات شاسعة، وبإمكانها إقامة دولة فلسطينية عليها"، وذلك ردًّا على سؤال بشأن تمسّك الرياض بإقامة دولة فلسطينية من أجل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.
وأتت تصريحات نتنياهو بعد أيام من حديث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن عزم بلاده الاستيلاء على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه، وأن السعودية لم تعد تشترط تأسيس دولة فلسطينية للتطبيع مع إسرائيل، ما أثار رفضا إقليميا ودوليا واسعا.
ومنذ 25 كانون الثاني/ يناير الماضي، يروج ترامب لمخطط تهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، الأحد، أن القاهرة ستستضيف في 27 شباط/ فبراير الجاري، قمة عربية طارئة، بشأن تطورات القضية الفلسطينية.
اقرأ/ي أيضًا | الجيش الإسرائيلي يحرق ويفجر منازل في عدة بلدات جنوبي لبنان