أعلن وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، اليوم الأربعاء، التوصل إلى "اتفاق" مع موسكو، بشأن إقامة قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر في السودان.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي جمع يوسف ونظيره الروسي سيرغي لافروف، بالعاصمة الروسية موسكو.

وقال يوسف إن السودان وروسيا، توصلا إلى تفاهم بشأن الاتفاق حول قاعدة البحرية الروسية.

وأضاف "متفقون تماما في هذا الموضوع، ولا توجد أي عقبات... لا توجد عقبات، نحن متفقون تماما".

وتابع "توصلنا إلى تفاهم متبادل بشأن هذه القضية. وبالتالي فإن المسألة بسيطة للغاية. ليس لدي ما أضيفه. لقد اتفقنا على كل شيء".

ورغم مرور سنوات على الإعلان عن اتفاق على إقامة قاعدة روسية بالسودان، ومصادقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عليها في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، إلا أن المسألة ظلت متعثرة، وأعلنت الخرطوم حينها أن الاتفاق يحتاج إلى موافقة برلمانية، قبل إجراءات البرهان في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، حل الحكومة ومجلس الوزراء، واندلاع الحرب بين الجيش، وقوات الدعم السريع.

ويتضمن الاتفاق إقامة منشأة بحرية روسية على البحر الأحمر، قادرة على استقبال سفن حربية تعمل بالطاقة النووية، واستيعاب 300 عسكري ومدني.

ويمكن لهذه القاعدة استقبال أربع سفن حربية في وقت واحد، وتُستخدم في عمليات الإصلاح وإعادة الإمداد والتموين لأفراد أطقم السفن الروسية.

ولا ترغب دول، تتقدمها الولايات المتحدة، في حصول خصمها الإستراتيجي روسيا على موطئ قدم على في البحر الأحمر بالسودان.

"وجدنا أذنا صاغية" في روسيا ومصر والسعودية

وقال يوسف إن بلاده "ترحب بإحباط روسيا محاولة في مجلس الأمن لإرسال قوات دولية إلى السودان" على خلفية الحرب المستمرة منذ عام 2023.

وشدد على رفض الخرطوم الدائم لأي تدخل خارجي في شؤونها.

ومنذ نيسان/ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات و"الدعم السريع" حربا، خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

وأضاف يوسف أن "الجيش السوداني يستعيد زمام المبادرة في معركة الكرامة (الحرب ضد "الدعم السريع")، وهذا يؤدي إلى تقوية الموقف السوداني في كل المحافل والاتصالات مع الدول الأجنبية".

وتابع كما "يؤدي إلى تقوية العلاقات مع الدول التي تفهم ما يجري في السودان مثل روسيا".

وأضاف "شرحنا لروسيا الأوضاع في السودان، ووجدنا أذنا صاغية وفهما سليما، وهذا ينطبق على عدد من الدول منها مصر والسعودية وعدد من الدول الإفريقية".

وفي الصدد ذاته، قال "هناك دول (لم يسمها) تقف مع حركة التمرد ("الدعم السريع") ضد الدولة السودانية، وهذه الدول نتفاوض معها، ونحاول أن نقودها إلى تفاهم أكبر حول القضايا السودانية".

وتابع "هدفنا الحفاظ على الدولة السودانية وسيادتها ومستقبلها، وعلاقتنا مع الدول تقوم على احترام هذه المبادئ".

من جانبه، أكد لافروف موقف بلاده الثابت حول ضرورة وقف العمليات العسكرية وإطلاق حوار وطني شامل في السودان.

وأضاف أن روسيا ستعمل على اتخاذ خطوات إضافية من أجل تسوية سياسية، وأدان التدخلات كلها في شؤون السودان.

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت، جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.

والأحد الماضي، بدأ الوزير السوداني زيارة لموسكو، تستغرق ثلاثة أيام، وفق وسائل إعلام روسية.