في قطاع الأزياء، تستخدم الماركات أصلًا الذكاء الاصطناعيّ لإنشاء صور لمواقع التجارة الإلكترونيّة والحملات الإعلانيّة المخصّصة بتكلفة أقلّ.
ومع أنّ التكنولوجيا توفّر الفرص أمام البعض، يخشى منتقدوها أن يؤثّر الذكاء الاصطناعيّ على مهنيّين كثيرين من بينهم عارضات أزياء وخبراء ماكياج ومصوّرون من خلال جعلهم غير مواكبين بما يكفي للتطوّر، كما يحذّرون من الترويج لمعايير جماليّة مصطنعة.
في أحد مقاطع الفيديو، يستعرض عارضو أزياء عضلاتهم بجوار نساء جميلات، مع خلفيّة من أحواض السباحة الرخاميّة والمرايا المذهّبة.
لكن لا شيء في هذا المشهد حقيقيّ، فقد استخدم استوديو "كوبي لاب" الذكاء الاصطناعيّ لإنشاء هذه الحملة المخصّصة لعيد الميلاد لصالح ماركة "سي دي ال بي" السويديّة.
ويقول المشارك في تأسيس "سي دي ال بي" كريستيان لارسون في حديث إلى وكالة فرانس برس "نحن شركة صغيرة جدًّا، لا أستطيع استئجار منزل في بيفرلي هيلز وتصوير حملة فيه".
ويعتبر أنّ التصوير الفوتوغرافيّ "الفعليّ" له حدود، لكنّ الذكاء الاصطناعيّ "يوفّر خيارات لا نهاية لها".
عادة ما يستغرق إعداد حملة إعلانيّة تتضمّن جلسة تصوير في جبال الألب الفرنسيّة لنظّارات تزلّج أشهرًا عدّة، وقد تبلغ التكلفة 37 ألف دولار، بينما يمكن إنجاز حملة مماثلة رقميًّا لقاء 523 دولارًا تقريبًا في غضون أيّام قليلة، بحسب أرتيم كوبريانينكو الّذي يشير إلى حملة قامت بها شركته التكنولوجيّة "جينيرا".
وتفتخر "جينيرا" الّتي لها مقرّان في لندن ولشبونة، بكتالوغ يضمّ 500 نموذج أنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعيّ تقول الشركة إنّها تمتلك حقوق الطبع والنشر الخاصّة بها كلّها.
ويمكن للزبائن اختيار الصور الرمزيّة الخاصّة بهم. ويقول رئيس الابتكار في "جينيرا": "يمكننا إنشاء أيّ شكل جسم، وأيّ جنس، وأيّ عرق"، مؤكّدًا أنّ هذه الممارسة "هي شاملة جدًّا".
ويشير كارل أكسل والستروم، المشارك في تأسيس استوديو "كوبي لاب" الإبداعيّ للذكاء الاصطناعيّ الّذي يقع مقرّه في ستوكهولم، إلى أنّ الذكاء الاصطناعيّ يميل إلى إنشاء نوع مميّز من الوجوه، يختلف من برنامج توليدي إلى آخر.
على سبيل المثال، تميل أداة "ميدجورني" إلى إنشاء نماذج بشفاه كبيرة.
ويوضّح والستروم أنّ الذكاء الاصطناعيّ التوليديّ يدرّب على مجموعة من الصور غالبًا ما تكون معدّلة أو تعكس الجمال "الغربيّ والمرتبط بأصحاب البشرة البيضاء".
وللحصول على نتائج أقلّ عموميّة، يحسّن المواصفات أو "الطلبات" الّتي يقدّمها لمحرّكات الذكاء الاصطناعيّ.
وللحصول على مزيد من النتائج الأقرب إلى الواقع، يدرّب الأدوات على قواعد بيانات "غير كاملة"، إذ يضيف مثلًا صورًا يقول إنّها لبشرة عاديّة كبشرته أو احد معارفه.
وتنتقد ألكسندرا غوندورا الماركات الّتي تستخدم صور ذكاء اصطناعيّ تمّ إنشاؤها من قواعد البيانات الموجودة على الإنترنت من دون دفع المال للعارضة، الّتي أطلقت عليها صفة "الوسيط".