أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم الإثنين، عن "قلقها البالغ" إزاء تأثير العمليات الأمنية الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من شهر، على المدنيين في شمالي الضفة الغربية المحتلة.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
وقالت اللجنة في بيان "تعبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالع إزاء تأثير العمليات الأمنية الجارية على السكان المدنيين في جنين وطولكرم وطوباس وغيرها من المواقع في شمال الضفة الغربية".
وأضاف البيان "يكافح الناس من أجل تلبية احتياجاتهم الأساسية مثل الوصول إلى المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية والمأوى... ويكافح المدنيون النازحون أيضا من أجل العثور على معلومات عن أفراد أسرهم الذين أصبحوا في عداد المفقودين أو جرى اعتقالهم".
ووفقًا للبيان، فإن العديد من هؤلاء النازحين "فروا من منازلهم للاحتماء" في أماكن مكتظة مثل "المساجد والمدارس"، بينما "دُمرت العديد من المنازل أو تعرضت لأضرار"، مما جعل الوصول إلى "المياه النظيفة، والطعام، والرعاية الطبية، والمأوى" أكثر صعوبة.
وأوضحت اللجنة أن "الطقس الشتوي" زاد من تفاقم معاناة هؤلاء النازحين، في حين يواجه الكثير منهم "صعوبات في العثور على معلومات عن أفراد عائلاتهم الذين فقدوا أو ربما تم اعتقالهم".
وأكدت اللجنة أنها "تعمل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لتنسيق توزيع المساعدات والإخلاء الطبي"، مشددةً على أن "المدنيين النازحين في شمالي الضفة الغربية بحاجة ماسة إلى مساعدة عاجلة". واختتم البيان بتأكيد اللجنة على موقفها بأن "السكان يجب أن يُعاملوا بإنسانية وأن يكونوا محميين من العنف".
الأمين العام للأمم المتحدة "قلق للغاية" كذلك من الوضع في الضفة
وفي وقت سابق اليوم، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، إنّه "قلق للغاية" إزاء "تصاعد العنف" في الضفة الغربية المحتلة، و"الدعوات لضم" أجازء منها لسيادة سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
وقال غوتيريش في وقت أخلت إسرائيل ثلاثة مخيّمات للاجئين الفلسطينيين من سكانها ومنعت عودتهم، "إنني قلق للغاية إزاء تصاعد أعمال العنف والانتهاكات الأخرى التي يرتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية المحتلة، وإزاء الدعوات للضم".
وأعلنت إسرائيل الأحد أنها طردت عشرات آلاف الفلسطينيين من ثلاث مخيمات للاجئين في جنين وطولكرم، شمالي الضفة الغربية المحتلة، من دون إمكان العودة إلى ديارهم بعدما دخل جيشها هذه المخيمات والدفع بتعزيزات عسكرية وفصيلة دبابات إلى جنين.
ومنذ 21 كانون الثاني/ يناير الماضي، وبعد 48 ساعة على دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في غزة، تنفّذ قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا واسعا في شمال الضفة الغربية المحتلة، في مخيمات جنين وطوباس وطولكرم. وسميت العملية "السور الحديدي".
وبدأت العملية العسكرية في مخيم جنين، وتوسعت لتشمل مخيمات طولكرم ونور شمس والفارعة وأدت إلى تشريد أكثر من 40 ألف لاجئ فلسطيني. وهجرت آلاف العائلات قسرا، منذ أن بدأت قوات الاحتلال بتنفيذ عمليات واسعة النطاق في الضفة في منتصف عام 2023.
وللمرة الأولى منذ انتهاء الانتفاضة الثانية، نشر الجيش الإسرائيلي دبابات في الضفة الغربية المحتلة. ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، استشهد ما لا يقل عن 900 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة بنيران الجيش الإسرائيلي أو مستوطنين.
والإثنين، أكد غوتيريش أهمية وقف إطلاق النار الهش في قطاع غزة، والذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير. وقال "نشهد وقفا هشا لإطلاق النار. وعلينا أن نتجنّب بأي ثمن استئناف الأعمال القتالية".
وأكد أنّ "شعب غزة عانى كثيرا. وحان الوقت لإرساء وقف دائم لإطلاق النار، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين وتحقيق تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تكون غزة جزءا لا يتجزأ منها".