حل شهر رمضان هذا العام وسط أجواء استثنائية في المجتمع العربي، وذلك إثر الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، وتبعاتها التي ما زالت تشكل جزءًا رئيسا من الحياة اليومية.

تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"

جزء يسير من البهجة والفرحة يحاول أن يستقيها الأهالي، وذلك بالرغم من استفحال ظاهرة العنف والجريمة المستمرة والتي أوجدت حالة عامة من الخوف والقلق، ناهيك عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية الذي يثقل كاهل الأهالي.

"تأثير كبير للحرب"

وقال محمد دراوشة من بلدة إكسال لـ"عرب 48"، إن "شهر رمضان هذا العام يختلف عن سابقه السنة الماضية. الحرب أثرت بشكل كبير إن كان على بهجة الأهالي في رمضان أو على الحركة التجارية في البلدة، وفي هذه الآونة ما زال الأهالي ينفضون غبار الحرب وتأثيرها عليهم".

محمد دراوشة

وأضاف أن "المجلس المحلي قام بتزيين البلدة لاستقبال الشهر الفضيل، وهذا ما لم يحصل في عديد من البلدات العربية، إن كان بسبب الحرب أو بسبب الوضع المالي السيئ للسلطات المحلية، بخلاف ما كنا نراه قبل الحرب من مسيرات كشفية وتزيين عام في كافة البلدات العربية".

وختم دراوشة بالقول "نأمل أن يعم السلام في المنطقة والأمن والأمان في المجتمع العربي، وأن تنخفض مستويات العنف والجريمة، وأن يتم استغلال رمضان لإفشاء السلام في البلدات العربية كما رأينا في عدة بلدات مؤخرا".

"غلاء الأسعار وسوء الوضع الاقتصادي"

نجمة حبشي

وقالت نجمة حبشي من مدينة الناصرة لـ"عرب 48"، إن "التجهيزات الرمضانية عندي تكون بشكل يومي، وذلك حتى لا ينتج أي مظهر من مظاهر التبذير وإهدار الطعام. كل عام تكون الأجواء أفضل بكثير مما عليه الأوضاع الحالية".

ولفتت إلى أن "أحد أسباب تآكل هذه الأجواء هو غلاء أسعار السلع الأساسية من الخضار واللحوم والفواكه، إذ أن الناس لم يعد بمقدورها التحمل. نتمنى أن يعم الخير والسلام على الجميع".

أم يحيى

وقالت أم يحيى من إكسال لـ"عرب 48"، إن "هناك أجواء جميلة لدخولنا في الشهر الفضيل، بدأنا بالتجهيزات وشراء مختلف السلع الأساسية والمهمة بالنسبة لكل منزل، وهذا بالرغم من سوء الوضع الاقتصادي بشكل عام".

وتابعت أن "الفرحة في رمضان باتت تخفت في قلب كل إنسان مع كل عام، بينما تزيد هذه الفرحة عند الأطفال. نتأمل أن تتوقف الحروب في المنطقة وأن تنتهي ظاهرة العنف في البلاد".

"غياب الأجواء الاحتفالية"

فتحي عطية

وذكر فتحي عطية من الناصرة لـ"عرب 48"، أنه "لا أعتقد أن تكون أجواء احتفالية هذا العام، الحرب ما زالت بشكل أو بآخر والأفضل ألا تكون أي مظاهر احتفالية، وأن نراعي الأوضاع التي يعيشها أهالينا بكل مكان".

وأوضح أن "الناس باتت تهتم فقط للضروريات والأساسيات، سيما وأن الأسعار بارتفاع والمعاشات ثابتة. في الماضي كانت قدرة الناس أكبر على شراء المنتجات، والغلاء اليوم ليس فقط بالمواد الغذائية إنما على كافة السلع اليومية".

وقال رأفت حبشي من إكسال لـ"عرب 48"، إن "الحركة الشرائية نشطة في البلدة والجميع يريد شراء احتياجات الأيام الأولى من الشهر المبارك، كافة الناس يتعطشون لعودة أجواء الفطور العائلية والمشاعر الدافئة الاستثنائية التي تتميز بشهر رمضان".

رأفت حبشي

وأشار إلى أن "تأثير الحرب ما زال واضحا على حياتنا اليومية، لكن بطبيعة الحال أقل بكثير مما كان في رمضان السنة الماضية. نشعر اليوم بالتراحم والمودة بين الناس من خلال تبادل التهاني والمحبة والتسامح".

وختم حبشي بالقول، إن "الوضع الاقتصادي ومع صعوبته الكبيرة، إلا أن الناس لا تستطيع الاستغناء عن منتوجات وسلع عديدة، وهذا الأمر يؤثر على الوضع الاقتصادي للفرد بعد رمضان، وأتمنى أن يكون هذا الشهر خير وسلامة على الجميع".

"فرحة منقوصة"

أمين مناصرة

وقال أمين مناصرة من إكسال لـ"عرب 48"، إن "الأجواء طبيعية واعتيادية، ولا ننسى أن العنف في المجتمع العربي يسيطر على الأجواء، بالإضافة للوضع الاقتصادي السيئ الذي يؤثر على غالبية شرائح المجتمع".

وبينّ أن "الحزن ما زال يخيم على مجتمعنا جراء تداعيات الحرب، ولا شك أن البهجة منقوصة بشكل كبير، ونأمل أن تكون انفراجة خلال هذه الأيام المباركة".

وأنهى مناصرة حديثه بالقول، إن "رمضان هو شهر إيماني وأدعو لعدم تشتيت النفوس إن كان بالتجهيزات أو بمشتتات أخرى. وكلي أمل أن يعم الأمن والأمان والطمأنينة".

علي منادرة

وقال علي منادرة من الناصرة لـ"عرب 48"، إن "التجهيزات برمضان أو غير رمضان نفس الشيء، إلا أن رمضان له رونق خاص داخل المنزل ومع فرحة الأبناء. لكن الفرحة منقوصة بطبيعة الحال بسبب المنغصات المعروفة للجميع من الحرب والتوترات القائمة".

ولفت منادرة إلى أنه "حتى الأجواء في الشوارع تأثرت بشكل كبير، والحديث العام ما زال حول الحرب والتطورات، ونادرا ما نلاقي حديثا عن رمضان، ونتمنى أن يرتفع الظلم عن أهلنا، وأن نشعر بالفرحة الحقيقة بعد زوال الغمة".

اقرأ/ي أيضًا | عكا: كيف تبدو الحركة التجارية قبيل شهر رمضان؟