ردّت المحكمة المركزية بمدينة حيفا، اليوم الأحد، طلب الاستئناف على قرار محكمة الصلح بمدينة حيفا، يوم الجمعة الماضي، تمديد اعتقال الزميل الصحافي سعيد حسنين لخمسة أيام، على خلفية شبهات "التحريض" و"التماهي مع منظمة إرهابية" و"التعامل مع عميل أجنبي"، وذلك في أعقاب حملة تحريضية، شنّتها عليه وسائل إعلام إسرائيلية.

وأبقت المركزية على قرار محكمة الصلح بتمديد اعتقال الزميل حسنين لغاية يوم الثلاثاء المقبل.

وحضر إلى المحكمة عدد من أقارب وزملاء حسنين، إلى جانب ناشطين سياسيين.

استدعاء أفراد عائلة الصحافي سعيد حسنين للتحقيق

استدعت الشرطة الإسرائيلية، اليوم، أفراد عائلة الصحافي المعتقل، سعيد حسنين، للتحقيق في محطة للشرطة بمدينة شفاعمرو، في أعقاب عقد جلسة الاستئناف على قرار تمديد اعتقال حسنين، صباح اليوم، بالمحكمة المركزية في حيفا.

وقال المحامي الموكل بالدفاع عن حسنين، علاء محاجنة لـ"عرب 48" إن "الشرطة سلّمت أفراد عائلة حسنين وشقيقه استدعاء للتحقيق في محطة للشرطة بشفاعمرو، وبطبيعة الحال لا تفصح الشرطة عن أسباب التحقيق، لكن من الواضح أن التحقيق متعلق بقضية الصحافي حسنين".

رد المحكمة للاستئناف

وتعقيبا على رد المحكمة لطلب الاستئناف، قال المحامي محاجنة، إن "القضية أخذت أبعادا سياسية كبيرة وأصبحت قضية رأي عام إسرائيلي. المحاكم الإسرائيلية، والنيابة، والشرطة، كلهم يستجيبون لحملات التحريض التي تجتاح الشارع الإسرائيلي وتصبح مطلبا وكأنه إذا أُطلق سراح حسنين اليوم فسيكون احتجاجات على هذا القرار".

وأضاف أن "المؤسسة الإسرائيلية تحاول تسطير هوامش جديدة لحرية التعبير عن الرأي، واليوم كان الموضوع أخطر من الطبيعي كون حسنين صحافيا وإعلاميا. نحن نتحدث عن حقبة جديدة تحاول المؤسسة فرضها على المواطنين العرب في البلاد".

وختم محاجنة حديثه بالقول إن "الشرطة تعتزم تقديم لائحة اتهام خلال الأسابيع المقبلة، ونحن مستعدون لذلك، لكن استمرار الاعتقال أمر غير مفهوم وغير قانوني، وهو أمر يدل على أن التعامل مع العرب، وأن كل شخص يخالف الإجماع الإسرائيلي سيلقى تعاملا شديدا، وهذا ما كتبته القاضية بقرارها المصادق على قرار محكمة الصلح".

وكانت الشرطة قد طالبت بتمديد اعتقال حسنين بحجة استكمال التحقيق، وادعت أنه "لم يتم التحقيق معه منذ يوم الأربعاء"، بعد انتهاء الجلسة الأولى بمحكمة الصلح بعكا، وأن "استكمال التحقيق متعلّق بمواد سرية غير التصريحات الصحافية" التي أدلى بها حسنين.

وكانت محكمة الصلح في عكا، قد مددت الأربعاء الماضي، اعتقال حسنين لثلاثة أيام، وذلك بعد طلب مندوب الشرطة الإسرائيلية، تمديد اعتقاله لـ7 أيام.

وكانت قوات الشرطة الإسرائيلية قد اقتحمت بعد منتصف ليل الثلاثاء الماضي، منزل حسنين في مدينة شفاعمرو، وعبثت بمحتويات المنزل، وصادرت الحواسيب والأجهزة الإلكترونية منه، واعتقلته.

وقالت الشرطة إن اعتقال حسنين جاء في ظل تصريحات صحافية "عبّر فيها عن مواقف ضد الجيش ودولة إسرائيل". وجاء ذلك في أعقاب مقابلة قناة "الأقصى" مع حسنين، اعتبرتها الشرطة الإسرائيلية "دعمًا لجهات إرهابية".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد شنّت حملة تحريضية على حسنين، إثر تصريحات أدلى بها حول مجريات الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 150 ألف شهيد وجريح.