أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، الأحد، في ختام قمة في لندن حول الأمن الأوروبي والحرب في أوكرانيا، ضرورة إعادة تسليح أوروبا "بشكل عاجل".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وقالت فون دير لايين للصحافيين، إنها ستقدم "خطة شاملة حول طريقة إعادة تسليح أوروبا" في قمة الدفاع الخاصة بالاتحاد الأوروبي، الخميس، مشيرة إلى الحاجة لزيادة الإنفاق الدفاعي "على فترة زمنية طويلة".

ستارمر: أوروبا تواجه "لحظة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل"

بدوره، قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، في مستهل القمة، إن أوروبا تعيش "لحظة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل".

وصرّح ستارمر وإلى جانبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "هذه لحظة لا تتكرر إلا مرة في كل جيل بالنسبة لأمن أوروبا ويجب علينا جميعا تكثيف الجهود".

وأضاف متوجها لزيلينسكي "آمل أن تعلم أننا جميعا معك ومع شعب أوكرانيا طالما استغرق الأمر. الجميع حول هذه الطاولة".

وقال "نحن بحاجة إلى أن نتفق على الخطوات التي ستنتج عن هذا الاجتماع لتحقيق السلام من خلال القوة لصالح الجميع".

واحتضن عدد من الزعماء زيلينسكي، وبينهم ستارمر ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.

وعكست أجواء هذه القمة تباينا صارخا مع أجواء اجتماع الرئيس الأوكراني، الجمعة، مع نظيره الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضوي حيث جرت مشادة حادة.

ووبخ ترامب نظيره الأوكراني واتهمه بأنه "غير مستعد للسلام" مع روسيا.

وقبل ذلك انطلقت في العاصمة البريطانية لندن، مساء الأحد، قمة رفيعة المستوى لمناقشة الضمانات الأمنية المزمع تقديمها لأوكرانيا وتحقيق سلام دائم في هذا البلد، بالإضافة إلى قضايا أخرى متعلقة بالأمن الأوروبي.

وتعقد القمة في مقر وزارة الخارجية البريطانية التاريخي "لانكستر هاوس"، بمشاركة قادة ووزراء من أوكرانيا وفرنسا وألمانيا والدنمارك وإيطاليا وهولندا والنرويج وبولندا وإسبانيا وتركيا وكندا وفنلندا والسويد وجمهورية التشيك ورومانيا.

كما يشارك في القمة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، ووزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، ممثلا عن الرئيس رجب طيب إردوغان.

وتأتي القمة في أعقاب المشادة التي وقعت بين الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في واشنطن يوم 28 شباط/ فبراير الماضي.

ومساء الجمعة، شهد لقاء ترامب وزيلينسكي، في البيت الأبيض، أجواءً متوترة، حيث دخل الزعيمان في نقاش حاد أمام الكاميرات.

وبعد الجدل، تم إلغاء المؤتمر الصحافي المشترك، وغادر زيلينسكي، البيت الأبيض، دون التوقيع على اتفاق بشأن العناصر الأرضية النادرة، التي يطالب ترامب بالحصول عليها لقاء ما قدمته الولايات المتحدة من دعم لأوكرانيا خلال الحرب مع روسيا.

ومن المتوقع أن تناقش القمة أيضا دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا والدور الذي ستقوم به في الضمانات الأمنية التي ستمنح لأوكرانيا.

كما سيناقش القادة الخطوات التالية لتخطيط ضمانات أمنية قوية، بما في ذلك الحاجة إلى اتفاق قوي ودائم يضمن تحقيق سلام دائم في أوكرانيا ويردع الهجمات الروسية المستقبلية.

وذكرت مصادر دبلوماسية تركية، للأناضول، أنه من المتوقع أن يتبادل وزير الخارجية هاكان فيدان الآراء خلال القمة حول القضايا المتعلقة بالحرب بين روسيا وأوكرانيا، بما في ذلك المبادرة الأخيرة التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي تركز على التفاوض.

وفي 12 شباط/ فبراير الماضي، أعلن ترامب، توصله إلى اتفاق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لبدء مفاوضات من أجل إنهاء الحرب في أوكرانيا. وبعد أيام، استضافت العاصمة السعودية الرياض، محادثات روسية أميركية تناولت العلاقات بين البلدين وسبل إنهاء الحرب في أوكرانيا.

كما سيستعرض فيدان المساهمات التي يمكن أن تقدمها تركيا في هذه العملية إلى الأطراف المعنية، وفقا للمصادر.

من المنتظر أيضًا أن يؤكد فيدان على جهود تركيا لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا من خلال تحقيق سلام عادل ودائم، مع تأكيد دعم تركيا لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها، بحسب المصادر.

بالإضافة إلى ذلك، يتوقع أن يشير فيدان خلال القمة إلى أن تركيا استضافت المفاوضات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في آذار/ مارس 2022، وأنها مستعدة لمواصلة لعب هذا الدور في الفترات المقبلة.

وذكرت المصادر أن فيدان سيشدد على أن تحقيق الأمن الدائم والازدهار الاقتصادي والاستقرار في المنطقة "يجب أن يكون هدفًا مشتركًا لجميع الأطراف في أي مفاوضات مستقبلية".

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا تشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام لكيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا" في شؤونها.