عبّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، فولكر تورك، اليوم الاثنين، عن قلقه العميق من "التحول الجذري" في توجهات الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب، وممارسات إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وقال تورك وفي خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في جنيف، إنه قلق من استخدام الأسلحة والأساليب العسكرية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك الدبابات والضربات الجوية، ومن تدمير وإخلاء مخيمات لاجئين وتوسيع المستوطنات غير القانونية والقيود الصارمة على التنقل ونزوح عشرات الآلاف.
وندد بـ"السلطة المطلقة" لـ"أولوغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين"، ووجّه تورك انتقادات تعد الأقوى التي تصدر عنه ضد التحوّلات التي شهدتها الولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة.
وقال إنه "كان لدينا دعم من الحزبين في الولايات المتحدة الأميركية بما يتعلق بحقوق الإنسان على مدى عقود طويلة"، مضيفا أنه "أشعر الآن بقلق بالغ من التحول الجذري في التوجهات محليا ودوليا".
وأوضح أن "السياسات الهادفة لحماية الناس من التمييز باتت تصنّف الآن على أنها تمييزية"، لافتا إلى أنه "تم إلغاء التقدّم الذي تحقق في ما يتعلق بالمساواة المرتبطة بالنوع الاجتماعي. ويحمل التضليل والترهيب والتهديدات، خصوصا تجاه الصحافيين والموظفين الحكوميين، خطر تقويض عمل الإعلام المستقل وأداء المؤسسات".
وتابع تورك أنه "يُستخدم خطاب مثير للانقسامات وللتشويه والخداع وإثارة الاستقطاب... يولّد ذلك الخوف والقلق في أوسط كثيرين"، مشددا أن مكتبه سيواصل "تاريخنا الطويل في التواصل البنّاء بشأن هذه القضايا وغيرها".
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض، في 20 كانون الثاني/يناير، وقّع ترامب 79 أمرا تنفيذيا بشأن مسائل تتراوح من السياسة الخارجية إلى حقوق المتحولين جنسيا.
وفي ظل امتلاك حزبه الجمهوري غالبية ضئيلة فقط في الكونغرس، وسعيه للتحرك سريعا لإعادة تشكيل الحكومة الأميركية، أصدر ترامب مراسيم تستهدف التجارة والحقوق المدنية والوظائف الفدرالية.
وعيّن مالك منصة "إكس" و"تيسلا"، إيلون ماسك، رئيسا لما أطلق عليها "إدارة الكفاءة الحكومية" موكلا إياها مهمة خفض التكاليف.
وفي هذا الصدد، عبّر تورك عن قلقه حيال تزايد نفوذ "حفنة من أوليغارشية التكنولوجيا غير المنتخبين، قادرة على الوصول إلى البيانات الشخصية للناس"، في إشارة إلى ماسك.
وفي تصريحات لا تقتصر على الوضع في الولايات المتحدة فحسب، حذّر مفوض الأمم المتحدة من أن أوليغارشية التكنولوجيا "يعرفون أين نعيش وماذا نفعل وجيناتنا وظروفنا الصحية وأفكارنا وعاداتنا ورغباتنا ومخاوفنا. يعرفوننا بشكل أفضل مما نعرف أنفسنا. ويعرفون طريقة التلاعب بنا".
وحذّر من أن "أي شكل من أشكال السلطة غير المنظّمة يمكن أن يؤدي إلى الاضطهاد والإخضاع وحتى الطغيان، وهذه قواعد اللعبة التي يستند إليها المستبدون".
ودعا دول العالم إلى "التأقلم سريعا" لمواجهة هذه التطورات. وقال إن "على الدول تأدية واجبها المتمثل بحماية الناس من السلطة المطلقة والعمل معا لتحقيق ذلك".