تتضارب الروايات بشأن الطعن الذي شهدته مدينة حيفا، الإثنين، والذي أسفر عن مقتل حسن كريم دهامشة (65 عاما) من بلدة كفر كنا، وإصابة آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، فيما جرى تصفية منفذها، وهو يثرو شاهين (20 عاما) من مدينة شفاعمرو بمنطقة الجليل، ويحمل الجنسية الألمانية.
وبحسب مستشفى "رمبام"، فإن 8 أشخاص قد نُقلوا للمشفى، لتلقي العلاج إثر الطعن، غالبيتهم عانوا من إصابات اخترقت أجسادهم (طعن وإطلاق نار)، بينهم 3 أُصيبوا بجراح خطيرة.
وفي حين تحقّق الشرطة الإسرائيلية، بالطعن، من غير استبعاد أنه عملية نُفِّذت على خلفيّة قوميّة، هناك في المقابل، تأكيدات بأن منفّذ الطعن، يعاني من اضطرابات نفسيّة.
وبالإضافة إلى القتيل دهامشة، أُصيب الفتى بكر الشاعر (14 عاما) من مدينة شفاعمرو، كما أُصيب شاب آخر من شفاعمرو (28 عاما)، بجراح.
وقال نائب رئيس بلدية شفاعمرو، فرج خنيفس لـ"عرب 48"، إن "الشاب يثرو مولود في ألمانيا، وقد عاش معظم حياته هناك، ويأتي للبلاد بين الحين والآخر، وجاء للبلاد منذ شهرين، وقد عاش واقعا صعبا من ناحية الحياة الاجتماعية والعائلية".
وأضاف خنيفس "أنا أعرفه وأعرف أهله معرفة شخصية، يثرو كان معرّفا كمريض نفسيّ، ويعاني من اضطرابات نفسيّة، وكان يتلقى علاجا؛ بالاضافة لحصوله على مخصصات من التأمين الوطني (على صلة بوضعه الصحيّ والنفسيّ)".
وقالت الشرطة الإسرائيلية، إن المنفذ عاد إلى البلاد الأسبوع الماضي بعد مكوثه لأشهر في الخارج، وتطرقت إلى تفاصيل وقوع العملية "عند الساعة 9:50 تلقينا بلاغا حول عملية طعن قام خلالها ’مخرب’ بالنزول من حافلة، وطعَن عددا من المواطنين، ثم جرى ’تحييده’ من قبل عناصر أمن ومواطن بالمكان".
وقال خنيفس "نحن نرفض أن الحدث عبارة عن عملية على خلفية أمنيّة، وأعتقد أن تفاصيل الحدث وخلفيّته، ستتضح خلال الأيام القادمة".
من جهته، قال عمر كريّم، شقيق المرحوم من كفركنا حسن كريّم لـ"عرب 48"، إن "الأخبار وصلتنا متأخرة عن إصابة أخي حسن، وبعدها بقليل، حضر ضابط من محطة الشرطة في البلدة لمنزلنا، وأخبرنا بما حصل، وأن حسن قد توفي".
وأضاف "صُدمنا من الخبر ومما حصل! وزادت هذه الصدمة عند مشاهدتنا لتوثيق الحدث، وكيف طُعن أخي في ظهره".
وتابع كريّم "حسن يبلغ من العمر 65 عاما، إنسان بسيط جدا ولطيف، وهو مريض كذلك، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه، وقد كان في حيفا، للذهاب لدور في المستشفى، وهو متزوج وله ابنة واحدة متزوجة".
وختم كريّم حديثه بالقول "نُقل جثمان حسن لمعهد الطب الشرعي في أبو كبير، ومن المتوقّع أن نقيم مراسم الدفن والتشييع، غدا الثلاثاء، أو بعد غد الأربعاء، كحدّ أقصى".
وقال حسين الشاعر، وهو عم المصاب بالحدث، الفتى بكر الشاعر لـ"عرب 48"، إن "ما إن وقع الحدث حتى وصلنا الخبر ووقع علينا كالصاعقة! بكر فتى محترم ومؤدب بالصف السابع، ويبلغ من العمر 14 عاما، كان برفقة والدته بهدف الذهاب لفحص في المستشفى، وبسبب عطل في السيارة، قرروا أن يذهبوا بواسطة الحافلة، وحدث ما حدث، والحمد لله على كل شيء".
وأضاف الشاعر "خرج بكر منذ قليل من غرفة العمليات، ووصفت إصابته بالمتوسطة، وقد طُعن بمنطقة الكتف، والآن حالته مستقرة بفضل الله".
وأشار إلى أن "والدته لم تُصب، لكنها لا تزال تعاني من صدمة ما حصل، وحالتها النفسية صعبة".