في تطور طبي واعد قد يُغير حياة الأطفال والمراهقين المصابين بالشقيقة، كشفت دراسة حديثة عن إمكانية استخدام دواء جديد للحد من نوبات الصداع النصفي لدى هذه الفئة العمرية.

وأُجريت الدراسة بجهود باحثين من مستشفى آن وروبرت إتش لوري للأطفال في شيكاغو، بالتعاون مع كلية فاينبرغ للطب بجامعة نورث وسترن في الولايات المتحدة.

ومن المقرر أن تُعرض الدراسة كاملةً في الاجتماع السنوي السابع والسبعين للأكاديمية الأميركيّة لعلم الأعصاب في أبريل القادم بمدينة سان دييغو.

الدراسة، التي أشرفت عليها الدكتورة أنيسا كيلي، أستاذة الطب بجامعة نورث وسترن، ركزت على دواء "زونيساميد" (Zonisamide)، وهو علاج معروف للتشنجات العصبية، لكن تبين أنه قد يكون فعالًا في تقليل أيام الصداع لدى الأطفال والمراهقين المصابين بالشقيقة.

وقد شملت الدراسة مراجعة السجلات الصحية لـ256 طفلًا ومراهقًا تم تشخيصهم بهذا المرض، حيث وُصف لهم الدواء كعلاج وقائي. ومن بين هؤلاء، كان 28% يعانون من شقيقة مقاومة للعلاج، أي لم تستجب لعلاجين سابقين على الأقل.

وأوضحت الدكتورة كيلي أن "الشقيقة تُعد مرضًا مرهقًا للأطفال، إذ تسبب التغيب عن المدرسة وتعطل الأنشطة اليومية"، مشيرة إلى أن هناك دواءً واحدًا فقط معتمدًا من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للوقاية من الشقيقة لدى الأطفال حتى الآن.

وأضافت أن نتائج الدراسة "مشجعة"، حيث يمكن أن يصبح "زونيساميد" خيارًا إضافيًا فعالًا. ورغم أن الدراسة لم تثبت فاعلية الدواء بشكل قاطع بعد، فإنها تشير إلى ارتباط واضح بين استخدامه وانخفاض معدل النوبات.

والشقيقة، أو الصداع النصفي، مرض يصيب الرأس بألم حاد قد يستمر ساعات أو أيام، ويترافق أحيانًا مع أعراض مثل الغثيان أو الحساسية للضوء والصوت. وقد تسبقه في بعض الحالات مرحلة "الأورة"، التي تشمل اضطرابات بصرية أو خدرًا في الأطراف. ومع تزايد الإصابات بين الأطفال، يأمل الباحثون أن يُسهم هذا الاكتشاف في توفير علاجات أكثر فعالية، مما يخفف معاناة الصغار وأسرهم، ويُعزز من جودة حياتهم اليومية. والله الموفق لما فيه خير العباد.