الحلاوة أو كما يسميها البعض "الحلاوة الطحينية" لأنها مصنوعة بالأساس من الطحينة المستخرجة من السمسم، ترتبط ارتباطا وثيقا بشهر رمضان المبارك، لا بل يتضاعف الطلب عليها خلاله بما لا يقل عن عشرة أضعاف؛ كما يقول منتجو هذا الصنف من الحلوى.
تغطية متواصلة على قناة موقع "عرب 48" في "تليغرام"
يعرف عنها بأنها حلوى شعبية تجمع بين الأصالة والتاريخ، ولطالما كانت الحلاوة جزءًا لا يتجزأ من المائدة الشرقية، إذ ارتبطت بتراث شعوب المنطقة عبر الأجيال. استطاعت بنكهتها الغنية وفوائدها الصحية أن تحافظ على مكانتها كإحدى الحلويات الأكثر شعبية، ليس فقط في العالم العربي بل في العديد من الثقافات الأخرى.
تضاعف طلب الحلاوة في رمضان... ماذا نعرف عنها؟
— موقع عرب 48 (@arab48website) March 4, 2025
تقرير: زكريا حسن (عرب 48)
التفاصيل: https://t.co/DGQFtTfDhe pic.twitter.com/o9EqanEavn
ومع مرور الزمن، لم تتغير مكانتها بل ازدادت انتشارًا بفضل تنوع نكهاتها وأساليب تقديمها، ما جعلها تتناسب مع مختلف الأذواق. رغم التطورات التي حدثت على صناعتها، ما زالت تحافظ على طابعها التقليدي الذي يجعلها رمزًا من رموز التراث الغذائي.
تعتمد صناعة الحلاوة على مكونات بسيطة مثل الطحينة (عجينة السمسم) والسكر، مع إمكانية إضافة المكسرات أو النكهات المختلفة لمنحها طابعًا مميزًا. رغم بساطة مكوناتها فإن عملية تصنيع الحلاوة تتطلب مهارة وخبرة لضمان الحصول على القوام المثالي الذي يذوب في الفم.
وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" المدير العام لمصنع الحلاوة في مدينة الناصرة، بلال علي ناصر، لإلقاء الضوء على فوائها وكيفية صناعتها.
"عرب 48": بداية حدثنا عن علاقة الحلوى بشهر رمضان المبارك؟
علي ناصر: الحلاوة هي مصدر للطاقة، تزود الجسم بالسعرات الحرارية التي فقدها خلال ساعات الصيام الطويلة، وهي مصنوعة من مواد طبيعية ومفيدة بإمكان جسم الإنسان أن يعتمدها كغذاء أساسي للاستعاضة عن السعرات الحرارية التي هو بحاجة إليها بشكل آمن ومضمون، وتحتوي على كميات كبيرة من البروتينات والكالسيوم والحديد. لذلك تعتبر الحلاوة غذاء صحيا ومفيدا.
"عرب 48": كم يزداد الطلب على الحلاوة في شهر رمضان مقارنة بالأشهر الأخرى؟
علي ناصر: الإقبال على الحلاوة في رمضان أعلى بكثير من سائر أيام السنة، ولا أبالغ إذا قلت إن الطلب عليها يتضاعف أكثر من عشر مرات في رمضان مقارنة بباقي أيام السنة. هذا طبعا ينطبق على المجتمع العربي دون سواه، فاستهلاك الحلاوة في المجتمعات الأخرى ومنها المجتمع الإسرائيلي لا يتأثر في رمضان، ونسبيا هو أعلى بكثير من سوق الحلاوة في المجتمع العربي. فهذه الحلوى الشعبية انتقلت إلى الثقافات الأخرى بشكل كبير نظرا لفوائدها الصحية، وحلاوة الناصرة هذه يتم تصديرها بكميات كبيرة إلى العديد من دول العالم وأهمها جنوب إفريقيا واليابان والولايات المتحدة وكندا، وغيرها.
"عرب 48": كيف تفسر ذلك والحلاوة هي حلوى شرقية تقليدية وهي جزء من التراث العربي الأصيل؟
علي ناصر: ببساطة لديهم وعي أكبر للحلاوة كقيمة غذائية لها فوائد صحية، بينما في المجتمع العربي يتم استهلاك الحلاوة بشكل موسمي في فصل الشتاء وفي شهر رمضان الفضيل، بينما يعتمدها غير العرب كوجبة أساسية وكمصدر للطاقة في الحياة اليومية لذلك فإن الإقبال عليها يكون مستداما.
"عرب 48": ما هي المركبات الأساسية والعناصر التي تدخل في صناعة الحلاوة؟
علي ناصر: المركب الأساس في صناعة الحلاوة هو الطحينة، وهي تحضر من عجين السمسم بنسبة حوالي 60% ثم يضاف إليها السكر والجلوكوز والعسل وغيرها من المواد التي يتم خلطها وغليها معا مع ما نسميه "شرش الحلاوة" الذي نحضره أيضا من مواد طبيعية، مع الحرص على عدم إدخال أي عنصر من الكيماويات إلى الخليط. هنالك مركّبات وإضافات أخرى يتم إدخالها إلى الحلاوة منها مثلا القهوة والخروب والزنجبيل والكاكاو والقرفة، ولدينا ما لا يقل عن 15 منتجا من أصل 40 منتجا يتم بيعها فقط في الحوانيت الطبيعية التي تباع فيها الأغذية غير المصنّعة.
"عرب 48": في عام 2009 دخلت حلاوة الناصرة التاريخ من خلال أكبر قالب حلاوة في العالم تم تسجيله في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، حدثنا عن تلك التجربة؟
علي ناصر: نعم كان والدي المرحوم الحاج علي ناصر هو المؤسس لهذا المصنع، وكان يعشق مهنة صناعة الحلاوة والطحينة وأراد أن يترك أثرا يشهد له العالم بأسره، فأعلن عن تحضير أكبر قالب حلاوة في العالم، وقام بعرضه في الشارع الرئيس للمدينة قرب عين العذراء. بلغ وزن قالب الحلاوة 3 أطنان و811 كيلوغراما، وبلغ طول القالب 211 مترا امتد من منطقة عين العذراء إلى مركز المدينة، وقد أعد القالب بسرعة قصوى بلغت حوالي 24 ساعة فقط، وحضر إلى المصنع ممثلون عن موسوعة "غينيس" العالمية وحصلوا على عينات من القالب لفحص الجودة في معهد المواصفات، وأبدوا إعجابهم آنذاك بالخليط الذي أعد بشكل متقن وليس عشوائيا.
اقرأ/ي أيضًا | أجواء رمضان في الناصرة والمنطقة... "بهجة منقوصة"