يرفض الطلاب العرب في الجامعات الإسرائيلية مشروع القانون الذي يهدف إلى حظر الأطر الطلابية التي تتهم بـ"دعم الإرهاب"، وذلك بعد تمريره بالقراءة الأولى في الكنيست، يوم 5 آذار/ مارس 2025، إذ صوّت لصالح مشروع القانون 25 عضو كنيست، بينما رفضه 8 أعضاء جميعهم من النواب العرب.

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

ينص مشروع القانون على إلزام الجامعات والمعاهد العليا في إسرائيل بحظر أي إطار طلابي تعتبره السلطات "داعمًا للإرهاب أو للمنظمات الإرهابية".

ويرى الطلاب العرب أن مشروع القانون هذا جاء لاستهدافهم وملاحقة الأطر الطلابية العربية التي تجسد جزءًا أساسيًا من هويتهم السياسية وتسهم في تشكيل وعيهم المستقبلي.

اقترح مشروع القانون حزب "عوتسما يهوديت" بالتعاون مع منظمة "إم ترتسو" اليمينية المتطرفة، والتي تعمل على ملاحقة المواطنين العرب والأطر الطلابية العربية، حيث كان لها باع طويل في ملاحقة النشاطات والفعاليات الطلابية العربية في الجامعات والمعاهد العليا.

استهداف الطلاب العرب

في هذا السياق، قال الطالب في جامعة تل أبيب وعضو جفرا - التجمع الطلابي، ناجي أبو شحادة، لـ"عرب 48" إنه "بداية نحن كطلاب عرب ضد الإرهاب، ولكن إن كانت الدولة تريد محاربته حقًا، فعليها أن تبدأ بأعضاء الكنيست والناشطين السياسيين الاسرائيليين الذين أُدينوا بأعمال إرهابية، والكثير منهم ومن الناشطين السياسيين لديهم ملفات في الشرطة ولم تلاحقهم، إذ أنه من الغريب أن تدعي الدولة مكافحة الإرهاب بينما تستهدف الأطر الطلابية العربية، في الوقت الذي تغض فيه النظر عن شخصيات سياسية مُدانة".

ناجي شحادة

وأضاف أبو شحادة أن "تمرير مشروع القانون بالقراءة الأولى هو محاولة واضحة لمنع الطلاب العرب من المشاركة في أي نشاط يمثلهم، وذلك تحت ذريعة مكافحة الإرهاب، حيث إن التضييق على النشاطات الطلابية العربية ليس بجديد، إذ أنه قبل فترة قصيرة نظمنا ستاند أب كوميدي في الجامعة وهذا نشاط ثقافي غير سياسي، لكن على الرغم من ذلك تم التضييق علينا".

وأشار إلى أن "التضييقات على الأطر الطلابية العربية مستمرة منذ سنوات، ولكن هذا القانون جاء ليمنحها طابعًا شرعيًا، إذ أنه مع بداية العام الدراسي الحالي، قمنا بتوزيع منشورات لتعريف الطلاب في الجامعة بحركتنا جفرا، ولكننا تلقينا تحذيرات من الجامعة تمنعنا من توزيعها بادعاء أننا ننشر 'الأوساخ' في الجامعة، ولكن الهدف الحقيقي منع أي نشاط طلابي عربي وملاحقته".

وعن مدى ملاحقة والتضييق على الأطر الطلابية اليهودية، أكد أبو شحادة أن "الملاحقة تستهدف الأطر الطلابية العربية بشكل أساسي، لكن أي أطار لا يتماشى مع الرؤية الإسرائيلية يتعرض للتضيق أيضًا، لذلك علينا كطلاب عرب وأطر طلابية عربية أن نكون موحدين ويدا واحدة في ظل هذا التضييق".

قمع العمل الطلابي العربي

من جهتها، قالت عضو الجبهة الطلابية، إلين نصرة، لـ"عرب 48" إن "مشروع القانون الذي تم تمريره بالقراءة الأولى في الكنيست يستهدف الأطر الطلابية العربية بشكل خاص، وهو جزء من السياسات الممنهجة ضد مجتمعنا، إذ يهدف إلى منع النشاطات التي تعكس هوية الطلاب العرب الفلسطينيين ونشر الخوف بينهم، لمنعهم من الانخراط في العمل الطلابي العربي داخل الجامعات".

إلين نصرة

وأكدت أن "مشروع القانون يمس الطلاب العرب تحديدًا، وتم تفصيله حتى يستهدف الطلاب العرب في الجامعات بشكل خاص، وهو يسعى إلى شرعنة قمع الحركات الطلابية العربية ضمن سياسة كم الأفواه، وعبر أدوات قانونية لشرعنة الاستهداف للأطر الطلابية".

ووجهت نصرة رسالة إلى الطلاب العرب في الجامعات والأطر الطلابية "سنقف دائمًا إلى جانب الطلاب ونواصل نشاطاتنا السلمية البعيدة عن الإرهاب، ومن الضروري ألا نخضع لهذه السياسات التي تهدف إلى فصلنا عن شعبنا ومجتمعنا، لذلك علينا أن نكون موحدين في كافة الأطر الطلابية والأحزاب السياسية والمنتديات المختلفة، لنشكل سدًا منيعًا أمام هذه السياسات، ونضمن أن تبقى الجامعات مساحة حرة للأجيال الصاعدة، لتشكيل هويتها العربية الفلسطينية عن طريق الأطر الطلابية العربية".

اقرأ/ي أيضًا | الكنيست يقر قانونًا لإغلاق الأطر الطلابية التي يُزعم "دعمها للإرهاب"