لم يسلم شبرٌ واحد في قطاع غزة، وخصوصاً جباليا، من سكة محراث الإبادة، التي أوغلت عميقاً في الأرض فاقتلعت ساكنيها وهجّرتهم، بعدما حاصرتهم وجوّعتهم وعطشتهم، ملقيةً إياهم في خيام تَسَلّم المطر وبرد الشتاء القارس أمر إحالتها إلى الجحيم الذي تصطك فيه الأسنان وترجف فيه الأجساد وتغدو فيه الجلود زرقاء جافة. أمّا الطائرات الحربية الإسرائيلية التي تولّت مهام طحن الأبنية وتفتيتها، وعجن إسمنتها بلحم قاطنيها بالحمم المقذوفة من السماء، فتغلّبت بدورها على المشاهد التي أنتجها المخيال الإنساني للتسلية عبر ألعاب ا