نظمت مؤسسة التعليم فوق الجميع، بالتعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وإدارة تطوير الإدارة العامة والسياسات التعليمية في مؤسسة جيتوليو فارغاس، حدثا رفيع المستوى بعنوان "تحفيز التغيير: دور التعليم في بناء مستقبل عادل ومستدام"، خلال قمة قادة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو.
هدفت الفعالية إلى تسليط الضوء على الدور المحوري للتعليم في معالجة تغير المناخ وتعزيز المساواة، بما يتماشى مع المواضيع الرئيسية المطروحة خلال رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين، تحت عنوان "بناء عالم عادل وكوكب مستدام".
وشمل الحدث جلسة فنية جمعت بين القادة العالميين والمعلمين وخبراء المناخ والصحة ومناصري قضايا الشباب لاستكشاف دور التعليم في تعزيز المرونة والمساواة والاستدامة في ظل العالمية، كما سعى الحدث إلى تعزيز الحوار الهادف والرؤى القابلة للتنفيذ حول القوة التحويلية للتعليم.
وتناولت الجلسة الفنية مناقشات وورش العمل حول مواضيع مثل: التمويل المبتكر للتعليم، والتعليم المناصر للمناخ، ودور المؤسسات في التنمية المستدامة، والدعوة الشبابية للإصلاح المؤسسي، وسلطت هذه المناقشات الضوء على الاستراتيجيات الرامية إلى دمج التعليم في جهود التكيف مع المناخ والاستعداد للصحة العامة، وتعزيز دوره المركزي في التصدي للتفاوتات العالمية.
وفي هذا السياق، أكد محمد الكبيسي الرئيس التنفيذي بالإنابة لمؤسسة التعليم فوق الجميع، على أهمية هذه المناقشات، موضحا أنه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان الوصول العادل إلى التعليم الجيد، يجب إعطاء الأولوية لحلول التمويل المبتكرة والنهج التعاونية.
وأضاف أن مؤسسة التعليم فوق الجميع وفرت فرصا تعليمية لأكثر من 19 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس في 60 دولة، وذلك من خلال الاستفادة من تمويل مشترك يقارب 3 مليارات دولار وعبر شراكات استراتيجية، مؤكدا على أن سد الفجوة التعليمية التي يواجهها أكثر من 260 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس حول العالم أمر بالغ الأهمية لبناء مستقبل مرن ومستدام.
من جانبه، أكد هنريك بايم مدير قسم الإدارة العامة وتطوير السياسات التعليمية في مؤسسة جيتوليو فارغاس، أن التعليم يشكل حجر الزاوية في معالجة التحديات الاجتماعية والبيئية والاقتصادية والثقافية والأخلاقية المستمرة، منوها بأهمية الحاجة لتطوير وتعزيز الممارسات التربوية التي تتطلع إلى المستقبل وتتكيف مع المشهد السريع التطور الذي يقوده الابتكار اليوم.
وأشار إلى وجوب أن تعطي هذه الممارسات الأولوية لسبل التدريس الجيد، وضمان نتائج التعلم ذات المغزى، مع دعم الحقوق الأساسية في الإدماج والمساواة الاجتماعية في الوصول إلى التعليم.
بدورهما، قال كل من فيديريكو بوناجليا نائب المدير بمركز التنمية التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وباثيل ميسيكا رئيس قسم الشبكات والشراكات بمركز التنمية التابع لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إن معالجة التحديات العالمية اليوم تتطلب نظاما متعدد الأطراف وأكثر شمولا يعمل على تضخيم الأصوات من الجنوب العالمي والشراكات الشاملة التي تشرك مجموعة متنوعة من الجهات الفاعلة، بما في ذلك العمل الخيري.
وتظهر بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن العمل الخيري الخاص ساهم بمبلغ 42 مليار دولار أمريكي في التنمية بين عامي 2016 و2019، ووجهت المؤسسات المحلية معظم مواردها إلى التعليم خلال هذه الفترة.
ومع تركيز رئاسة البرازيل لمجموعة العشرين على الإدماج الاجتماعي، والتحولات الآنية في مجال الطاقة المستدامة، وإصلاح الحوكمة العالمية، هدفت هذه الفعالية إلى حشد التزام عالمي بتعزيز الوصول إلى التعليم، وتعزيز القدرة على التكيف مع المناخ، وتعزيز التنمية العادلة.
ومن خلال التعاون بين القطاعات وحلول التمويل المبتكرة، يطمح هذا التجمع إلى دفع التأثير الدائم لأنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على المجتمعات المهمشة.