أشاد صناع أفلام مغاربة، تعرض أفلامهم في برنامج صنع في المغرب بمهرجان أجيال السينمائي 2024، بدور مؤسسة الدوحة للأفلام في دعم الأصوات السينمائية العربية الصاعدة، واحتفائه بالقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
كما نوهوا إلى أن المنطقة العربية والإفريقية، تعد منجما للإبداع والثروات.
وشارك عدد من صناع الأفلام في لقاءات صحفية أقيمت على هامش فعاليات المهرجان في دورته الثانية عشرة.
ويأتي تقديم برنامج صنع في المغرب بمهرجان أجيال السينمائي، ضمن فعاليات العام الثقافي قطر ـ المغرب 2024، ويضم أفلاما قصيرة مختارة تبرز المواهب الواعدة في السينما المغربية اليوم، حيث تم تطوير البرنامج بالشراكة مع مبادرة العام الثقافي ومهرجان مراكش للفيلم القصير، إذ يضم مجموعة من الأفلام القصيرة ذات الأنماط المختلفة، لتسلط الضوء على المجتمع المغربي المعاصر بعيون صناع أفلامه الموهوبين والواعدين.
وتفتح هذه الأعمال نافذة رائعة على التراث المتفرد للمغرب، إذ تروي حكايات شخصية ومجتمعية تعكس تنوع وثراء الحياة المغربية.
كما تجسد عروض صنع في المغرب روح التبادل الثقافي، وتهدف إلى تعزيز التفاهم وإثراء الحوار بين المجتمعات.
وفي هذا الصدد، تشارك المخرجة الشابة زينب واكيم، بفيلم قمر الذي تدور أحداثه في قرية أمازيغية بعيدة، حيث تتابع حكاية حسناء وصمد، اللذين يبلغان من العمر 14 عاما، ويجدان ملاذهما في الرسم والتعبير الإبداعي. وعلى الرغم من الطبيعة الصعبة والقاسية للأرض التي يعيشان عليها وطقسها الحار إلا أن أعمالهما الفنية تبدو براقة مشرقة، ومن خلال منظورهما المتفرد، ينجح الاثنان في الكشف عن مكامن الجمال في حياتهما اليومية. إذ يركز الفيلم على التضاد البصري الجذاب بين أعمالهما الفنية وطبيعة حياتهما ليستكشف قضايا العزلة، والصمود، والبحث عن ضوء الأمل في أحلك الظروف وأصعبها.
وعرض فيلم زينب ذات الـ 23 ربيعا، في مهرجان كان السينمائي، حيث فاز بالجائزة الثالثة ضمن جوائز مسابقة أفلام الطلاب.
تتميز أعمالها بالتواصل العميق مع الروحانية والفن والصمود، ويبدو ذلك جليا في أسلوبها السردي الشاعري والمتفرد بصريا.
أما ضياء بيا، فعملها الموسوم بـ ما الذي ينمو في راحة يدك ؟، فيتميز بالشاعرية البصرية، ويستكشف الروابط بين حياة (الحفيدة) وجدتها المتوفاة، عبر سلسلة من الإيماءات البسيطة التي تظهر على الشاشة. بينما تحضر حياة الطعام وتسترجع خواطر الماضي، تعود إليها ذكرياتها مع جدتها عبر حركات يديها. تكشف هذه اللحظات الهادئة كيف يمكن للروتين والتكرار أن يحافظا على صلة عابرة للزمن.
والفيلم، عمل مؤثر يسلط الضوء على تلك التفاصيل البسيطة والصغيرة في حياتنا اليومية ودورها في إبقاء أحبائنا الذين رحلوا حاضرين دوما في أذهاننا.
وتحاول ضياء بيا، أن تستكشف في أعمالها الجمال الكامن في الحياة اليومية، والتعاملات الإنسانية عبر أطر دقيقة، وتكوين بصري يمنح قصصها طابعا مرئيا جذابا. وتشمل قائمة أهم أعمالها: رحلة كتاب (2019)، ورهنا (2021)، ما الذي ينمو في راحة يدك ؟ (2023).
في حين أن المخرج أنس الزماطي، صاحب فيلم الفزاعة، يحكي قصة سعيد، الذي يعمل في الحقول البعيدة والمعزولة، لذا يعيش حياة رتيبة، إلا أنه يحلم بالانطلاق في حياة جديدة. وبينما يخطط للهروب من هذا الواقع المرير، يواجه سعيد صراعات داخلية ومخاوف كبيرة بشأن المستقبل المجهول، مما يحول دون تنفيذه للخطة. والفزاعة فيلم قصير، يصور الصراع بين التطلعات والخوف، وأهمية استجماع الشجاعة اللازمة للسعي نحو التغيير في ظل المستقبل.
وبعد فيلمه الأول كلميم التي أتمناها، يعد الفزاعة ثاني أعماله السينمائية، وحصل على الجائزة الكبرى في المهرجان الوطني للفيلم في طنجة - مسابقة أفلام الطلاب. يواصل أنس دراساته في السينما والكتابة الإبداعية، ويولي اهتماما خاصا وعميقا للقصص والثقافة المرتبطة بالقبائل البدوية في المغرب.
وأكد المخرجون الثلاثة، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية قنا، أهمية دور الشراكة والتعاون في المجال السينمائي بين قطر والمغرب، مشددين في الوقت نفسه على أهمية الاشتغال على مواضيع تعبر عن محليتهم من أجل الانطلاق للعالمية، مشيدين بما يقدمه المركز السينمائي المغربي من دعم للمواهب الشابة، التي من شأنها النهوض بالقطاع السينمائي في المغرب.