أكد مسؤول فلسطيني، أن بلدية غزة تواجه تحديات متصاعدة في عملها بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية والحصار المطبق على قطاع غزة، مشددا على أن هذا الأمر ينذر بكوارث صحية وبيئية يعيشها سكان القطاع الآن، وأخرى تلوح في الأفق مع دخول فصل الشتاء.
وقال حسني مهنا المتحدث باسم بلدية غزة، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن أبرز تلك التحديات، تدمير الاحتلال البنية التحتية في مدينة غزة بشكل مهول، حيث تضرر 165 ألف متر طولي من شبكة الصرف الصحي، بالإضافة إلى 15 ألف متر طولي من شبكة تصريف مياه الأمطار، وتدمير ثلاث برك لتجميع مياه الأمطار في المدينة.
وأشار إلى أن استهداف الاحتلال للآليات والمرافق أدى إلى تدمير 132 آلية تابعة للبلدية، والعديد من محطات الضخ ومضخات مياه الأمطار في برك تجميع مياه الأمطار، مما يعيق قدرة البلدية على تنفيذ مهامها الأساسية وخاصة في فصل الشتاء.
وأوضح مهنا أن تدمير الآليات يشكل تحديا في قدرة البلدية وفرقها على إزالة الركام والأنقاض المتراكمة في شوارع المدينة، مما يعيق عمل شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، وانجراف جزء من الأتربة وركام المنازل مع مياه الأمطار إلى داخل الشبكات والمصارف، مسببة إغلاقها بشكل كامل.
وأكد المتحدث باسم البلدية، أن من أكبر المعضلات التي تواجه عمل البلدية هو نفاد الوقود اللازم لتشغيل المضخات والآليات المتبقية، وهو ما يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل هذه الظروف الصعبة، مشيرا إلى النقص الكبير في الكوادر العاملة في المرافق الخدمية بسبب الاستهداف المباشرة لطواقم البلدية واستشهاد عدد منهم، ونزوح أعداد أخرى منهم إلى جنوبي قطاع غزة بفعل سياسة التهجير القسري التي مارستها قوات الاحتلال بحق سكان القطاع.
وعبر مهنا عن قلقه البالغ مع حلول فصل الشتاء في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية لأكثر من 14 شهرا، والتي خلفت دمارا كبيرا في البنية التحتية بمدينة غزة، مشيرا إلى أن البلدية بذلت جهودا كبيرة لتنظيف 2400 مصرف من أصل 4400 في المدينة استطاعت الوصول إليها، إلا أن هذه العمليات تتطلب متابعة دورية مكثفة، وهي صعبة التنفيذ في ظل نقص الكوادر والإمكانات واستهداف الاحتلال الإسرائيلي لهم.
واختتم مهنا تصريحاته لـ/قنا/ قائلا: "نحن بحاجة ماسة لتدخل دولي عاجل لتوفير الوقود والدعم الفني، ومنح كوادرنا حرية العمل والتنقل في بيئة آمنة بعد استهدافهم عدة مرات وارتقاء عدد منهم شهداء، وذلك بهدف ضمان استمرار الخدمات الأساسية للسكان".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي حربه الدموية على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر عام 2023، متسببا في مجازر مروعة وجرائم حرب أزهقت أرواح الآلاف بين شهيد وجريح ومفقود، وفاقمت الأزمة الإنسانية في القطاع على كافة مجالات الحياة بشكل غير مسبوق.