انطلقت اليوم فعاليات أسبوع الذكاء الاصطناعي 2024 بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، بحضور سعادة الدكتور محمد بن صالح السادة رئيس مجلس أمناء جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا وعدد من مسؤولي مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وعدد أصحاب السعادة السفراء المعتمدين لدى الدولة، وبمشاركة نخبة من المتخصصين في التكنولوجيا والقيادات المهنية والمبتكرين والأكاديميين.
ويحتفي أسبوع الذكاء الاصطناعي بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، من خلال برنامج متنوع يشتمل على محاضرات لخبراء متخصصين وحلقات نقاشية وورش عمل وعروض تكنولوجية حية وكلمات ملهمة، حيث يستقطب المهنيين والباحثين والشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والمهتمين بالتكنولوجيا من كافة أرجاء العالم.
وقال الدكتور جاك لاو رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، في كلمة له خلال الافتتاح: "نحن سعداء لتقديم أسبوع الذكاء الاصطناعي 2024 بواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا في إطار التزامنا الراسخ بتعزيز منظومة التكنولوجيا المحلية، وترسيخ دور قطر بصفتها مركزا رئيسيا للابتكار والتطوير التكنولوجي على مستوى المنطقة والعالم".
وأضاف أن الفعاليات، التي تقام على مدار خمسة أيام، تستعرض التزام واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا بتعزيز التكنولوجيا المتقدمة والابتكارات وريادة الأعمال بما يتماشى مع جهودها لدعم الأهداف الوطنية والاستراتيجية لدولة قطر، ورؤية قطر الوطنية 2030، واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة والأجندة الرقمية.
وأشار إلى أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، مع احتفائها بخمسة عشر عاما من العمل كبوابة للتكنولوجيا إلى الشرق الأوسط والعالم، تنتقل إلى حقبة جديدة من التطوير، لافتا إلى أنها ضمت هذا العام 7 من أكبر مزودي خدمات الذكاء الاصطناعي الذين هم في طليعة الذكاء الاصطناعي وقاموا بتطوير تقنيات متقدمة في الذكاء الاصطناعي والروبوتات، كما استقطبت العام الجاري كذلك أكثر من 40 شركة ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وعملت على إيجاد حلول مبتكرة أحدثت ضجة في مختلف الصناعات في قطر وخارجها.
وكشف الدكتور جاك لاو عن إطلاق استراتيجية جديدة للواحة يتم من خلالها مساعدة الشركات الناشئة والمواهب والشركات الجديدة مع تعزيز التكامل مع النظم البيئية في قطر، وذلك بالتعاون مع العديد من القطاعات والجهات في الدولة، كما تقدم الواحة العديد من الحوافز والفرص للشركات التكنولوجية الجديدة، ليس فقط فيما يتعلق بالفضاء المكاني أو تسجيل الشركات، بل على مستوى التدريب والتأهيل، ما يؤكد أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هي مؤسسة خدمية وجزء من منظومة مؤسسة قطر التي تسعى لتنمية المجتمع.
وأضاف الدكتور جاك لاو رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، في كلمته: "لقد خططنا برنامج أسبوع الذكاء الاصطناعي بعناية لكي نزود الحاضرين بفرصة الانضمام إلى المناقشات المثيرة للتفكير، والتعرف باستفاضة على التكنولوجيا الرائدة، واستكشاف آفاق التعاون المستقبلي.. هذه فرصة فريدة للجميع للتعرف على القدرة التحولية للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المبتكرة التي تشكل مستقبلنا من خلال الفعاليات المتنوعة والتي تستهدف الجميع ومنها ما يخص الأطفال".
من جهتها، قالت السيدة ريم محمد المنصوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إن موضوع الذكاء الاصطناعي لا يشكل مستقبل قطر فحسب، بل يعيد أيضا تعريف ما هو ممكن للإنسانية.
وقالت المنصوري، في كلمة لها خلال انطلاق فعاليان أسبوع الذكاء الاصطناعي:" على مدى أجيال، كان شريان الحياة لقطر موجودا في أعماق البحر ممثلا في غواصي اللؤلؤ الذين تميزوا بالشجاعة والمهارة وواجهوا مخاطر كبيرة بتحد، إيمانا منهم بإمكانية اكتشاف الكنوز التي يمكن أن تغير حياتهم ومجتمعاتهم.. وحاليا نغوص مرة أخرى في محيط مجهول وهو محيط الذكاء الاصطناعي ومثل أسلافنا، لا يمكننا التنبؤ بما يكمن تحت الأرض، لكننا نعلم أن الإمكانات غير عادية وكما بنى لآلئ الماضي أسس الاقتصاد القطري، فإن الإنجازات التي نحققها في مجال الذكاء الاصطناعي اليوم ستحدد مستقبل بلدنا ومكانتها في العالم".
وأكدت أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة فقط، ولكنه قوة للتحول، متوقعة أن يساهم الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030 بمبلغ 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي، أي أكثر من الناتج المحلي الإجمالي للصين والهند مجتمعتين حاليا.
ورأت وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن ما يجعل الذكاء الاصطناعي مميزا ليس الأرقام فحسب، بل الطريقة التي يضخم بها الإمكانات البشرية مشيرة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات اليوم.
وأكدت المنصوري اهتمام دولة قطر بتعزيز الذكاء الاصطناعي، حيث تسير برؤية واضحة ومبادرات واعدة في هذا المجال، لافتة إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح حجر الزاوية في استراتيجية التنمية الوطنية والأجندة الرقمية.
وأوضحت أن الحكومة خصصت مبلغ 9 مليارات ريال قطري لتطوير برامج التكنولوجيا والابتكار، ووضع الذكاء الاصطناعي في قلب النمو الحضري والاقتصادي، مشيرة إلى أنه من خلال الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي، يتم دمج الذكاء الاصطناعي في الخدمات الأساسية مثل إدارة حركة المرور وتحسين الطاقة والسلامة العامة، وهذه الجهود لا تجعل مدننا أكثر ذكاء فحسب، بل إنها تجعلها أكثر ملاءمة للعيش واستدامة لكل مقيم.
وفيما يتعلق بالتطور الذي حققته قطر في مجال الذكاء الاصطناعي، نوهت بنموذج اللغة العربية الكبير للذكاء الاصطناعي وبمشروع النموذج العربي للذكاء الاصطناعي التوليدي (فنار) الذي تم تطويره بالتعاون مع معهد قطر لبحوث الحوسبة، وتم تدريبه على أكثر من 300 مليار كلمة عربية، ما يضمن ازدهار اللغة العربية في العصر الرقمي، ويتيح تجارب رقمية أكثر تخصيصا وشمولا.
وتابعت السيدة ريم محمد المنصوري وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات: تمتد هذه الرؤية إلى ما هو أبعد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتشمل بنيتنا التحتية، منوهة بالتعاون بين /أريد/ وشركة /إن فيديا/ العالمية، لتصبح /أريد/ الشريك السحابي للشركة العالمية، في خطوة تأتي في إطار استراتيجية /أريد/ لأن تكون مزودة رائدة للبنى التحتية الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما يعزز القدرات المحلية في مجال الذكاء الاصطناعي، ويخلق الأساس لمشاريع المدن المعرفية ويعزز النظام البيئي المحلي للذكاء الاصطناعي.
وأكدت وكيل الوزارة المساعد لشؤون الصناعة الرقمية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على ضرورة تطوير الذكاء الاصطناعي على أساس الأخلاق والشمولية والاستدامة، مع ضمان أن تعمل هذه التكنولوجيا على الارتقاء بالمجتمع، لا سيما وأن قطر لا تعمل قطر على تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تقود أيضا المحادثات العالمية حول حوكمتها واستخدامها الأخلاقي.
بدوره، استعرض السيد دان جيفونز نائب الرئيس لعلوم الحاسوب وتكنولوجيا الابتكار الرقمي في شركة /شل/، رؤيته حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وأحدث الاتجاهات في كلمته الرئيسية، مستعرضا تاريخ الذكاء الاصطناعي والذي أعاد جذوره الأولى إلى أربعينيات القرن الماضي، ومن ثم تطوره باستمرار حتى العام 2022.
وأشاد جيفونز، في محاضرة عامة عقب الجلسة الافتتاحية، بالاستثمارات التي تقوم بها قطر والعديد من دول المنطقة في هذا المجال، قائلا:" أرى في قطر فرصة حقيقية لتكون رائدة في الشرق الأوسط ليس فقط في تطوير التكنولوجيا، بل وفي تطبيقها حيث أن التطبيق هو جوهر الذكاء الاصطناعي بما يخدم المجتمع".
وشهدت فعاليات اليوم الأول من أسبوع الذكاء الاصطناعي تنظيم حلقة نقاشية بعنوان /التركيز على مستقبل الذكاء الاصطناعي.. الاتجاهات المستجدة ودور قطر في المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي/، أدارها رائد الأعمال ستيف ماكي مؤسس شركة /بزنس ستارت اب/، وتحدث فيها كل من الدكتور جاك لاو رئيس واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا وجانشا وو الرئيس التنفيذي لشركة /Uisee/ والدكتور سانجاي تشاولا كبير العلماء بمعهد قطر لبحوث الحوسبة.
وقال السيد عيسى الجمالي مدير العلاقات في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن الواحة تحتفل بمرور 15 عاما على انطلاقها بمنظومة الابتكارات ودعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة في شركات التكنولوجية، لافتا إلى أن الواحة تستهدف دعم الشباب الطموح في مجال التكنولوجيا، حيث نجحت على مدار السنوات الماضية في تقديم برامج التمويل ودعم الشركات.
وأكد اهتمام الواحة بتعزيز الشراكات والتواصل مع كافة المؤسسات المعنية بالتكنولوجيا سواء الجامعات أو المراكز البحثية أو السوق بشكل عام.
ولفت إلى أن واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا هي حاضنة للذكاء الاصطناعي عبر احتضان الشركات المتخصصة والتي تعمل على التطوير المستمر في مختلف المجالات مثل الروبوت والترجمة والبرمجة وكثير من التطبيقات التي تظهر في محتوى العارضين في أسبوع الذكاء الاصطناعي والتي تزيد على 200 شركة من داخل وخارج قطر، حيث تقدم الدعم بداية من النصائح القانونية حتى تطوير الروبوت.
وحول مشاركة النادي العلمي القطري في أسبوع الذكاء الاصطناعي، قالت السيد فاطمة البصير منسقة المشاريع بالنادي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن النادي يقوم بتنظيم مسابقة بالتعاون مع وزارة التربية والعليم والتعليم العالي، حيث يشارك في المسابقة 12 فريقا يقومون على إعداد 12 مشروعا منها روبوت وجهاز لمعرفة حالة الطقس ومساعد الذكاء الاصطناعي، إلى جانب عدد من المشاريع المفتوحة التي يتم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن المسابقة تستهدف طلاب وطالبات المرحلة الثانوية والجامعية.
ويشارك معهد الجزيرة للإعلام في أسبوع الذكاء الاصطناعي بوصفه شريكا إعلاميا، حيث تعد مشاركة المعهد مع واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا فرصة لاستكشاف التكنولوجيا المتقدمة وتطبيقاتها والتعاون مع قادة الفكر في هذا المجال في دعم الابتكار والاستدامة وتوسيع نطاق التعاون.
ويقدم أسبوع الذكاء الاصطناعي نظرة عن كثب على آخر المستجدات في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته وإمكانياته، فضلا عن الترويج للحوار والتعاون في الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال المحاضرات المتخصصة والحلقات النقاشية وورش العمل والعروض التكنولوجية الحية.