- أكثرية الشعب اللبناني ضد توريط البلد في الحرب
- وحدة الجهود الوطنية والإقليمية طريقنا للخروج من المآزق في المنطقة
حذر رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة من استمرار الوضع في لبنان وغزة والمنطقة دون تدخل، وضم الجهود الوطنية والاقليمية من اجل انقاذ لبنان وجميع البلدان العربية، مما يسمح بتنفيذ مخطط نتنياهو في الشرق الأوسط والمنطقة.
وشدد السنيورة في جلسة نقاشية نظمها أمس المركز القطري للصحافة وأدارها الإعلامي حسن جمول بعنوان «الحرب على لبنان وما بعدها» على أن هناك إمكانية للخروج من المآزق والمصائب التي تتوالى على أوطاننا، وليس فقط ما يجري الآن في لبنان، كذلك الأهوال التي تشهدها في غزة وما يخطط له للوقوع في الضفة الغربية، وما يجري أيضا في مناطق ثانية على غرار العراق واليمن والسودان.
وقال السنيورة: «كل هذه المصائب التي تحدث ومازلنا نتخاصم ونختلف فكيف يمكن أن نكون في مستوى التحديات وأن نواجه هذا القدر من الصعوبات؟ أعطيكم مثالا على ذلك، قبل يوم 7 أكتوبر 2023، وقبل عمليات طوفان الأقصى بيوم كانت الفصائل الفلسطينية تتخاصم فكيف يمكن أن نكون في مستوى مواجهة هذا القدر من التحديات؟.. و تابع: «كيف يمكن ان نجابه التحديات الجديدة التي قد تحصل بسبب الرؤى التي يحملها الرئيس الجديد المنتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، بالنسبة للقضية الفلسطينية وللمنطقة ككل. لا يمكن التعامل مع هذه السياسات الأمريكية، إلا إذا كنا نتصرف كفريق وليس بطريقة فردية. واكد السنيورة أنه يجب التعلم من الأخطاء في إتجاه محاولة التصحيح وتطبيق ما يسمى الحكم الرشيد في لبنان.
وإجابة عن سؤال أن ما يحدث في لبنان ثمن لإسناد حزب الله الى غزة، قال السنيورة: الفكرة كانت هي أن يقوم حزب الله بعملية إسناد للغزة.. الفكرة الأساسية أن حزب الله قام في العام 2023 وللمرة الثانية على التوالي في التسبب بحدوث معارك وحرب، يعني أن حزب الله بادر بإشعال الجبهة في لبنان ضد إسرائيل عن طريق القيام بعملية عسكرية عبر الخط الأزرق، دون موافقة اللبنانيين حكومة وشعبا ودون الرجوع الى أحد. وأضاف: أن عبارة وحدة الساحات عبارة فضفاضة لكن عندما تعرضت لبنان الى الحرب اكتشفنا أن إيران لديها مطالب أخرى واعتبارات أخرى، وتابع: «كنا في جلسة في هيئة الحوار الوطني، سألت شخصيا السيد حسن نصر الله، ان كان سيقوم بعمل عسكري ورد بالنفي، ومن ثم حصل الهجوم وبرر حزب الله من بعد هذا الفعل بأنهم وجدوا الفرصة مناسبة ولن يكون هناك تطورات كبيرة».
ولفت رئيس وزراء لبنان الأسبق فؤاد السنيورة الى أن الدولة اللبنانية تتبرأ من الهجوم العسكري لحزب الله، ولم يكن لها علم بالتحركات العسكرية والهجومات خارج عن نطاقها وبالتالي خلقت فاصلا بينها وبين حزب الله. وقال: جميعنا متفقون على أن لا يتم الزج بلبنان في هذه الحرب، لأن لبنان يعاني من أزمة وطنية وأزمة سياسية، ولا يزال غير قادر حتى على انتخاب رئيس جمهورية، أو تعيين حكومة كاملة الصلاحيات.. لدينا الآن حكومة تصريف أعمال ليست قادرة على أن تقوم بأي عمل حقيقي بهذا الشأن.. هناك أزمة خطيرة جدا يمر بها لبنان وهي أزمة إقتصادية ومالية ومعيشية وهناك أيضا مشكلة كبرى يعاني منها لبنان وهي مشكلة اللاجئين السوريين».
وأضاف:»لبنان لا يؤيد العمل العسكري لحزب الله وأكثرية الشعب اللبناني ضد أن يتورط لبنان في الحرب خاصة وأن لبنان لم يعد لديه شبكة الأمان العربية والدولية التي كانت موجودة في 2006.»
وذكر السنيورة أن المنطقة العربية والعالم الإسلامي تتأثر بمجموعة من التحولات والمتغيرات السياسية التي بدأت منذ سنة عام 79 بعد مجموعة من الأحداث في المنطقة العربية وماحولها، وكان لها تداعيات هائلة على المنطقة وهي بالتحديد الغزو السوفياتي لأفغانستان، والثورة الايرانية، والتي مهدت بعد ذلك الى مزيد من التشدد في عالمنا العربي، وظهور مجموعات متطرفة، خاصة بعد التدخل الإيراني في المنطقة الذي نتجت عنه الحرب العراقية الإيرانية وصولا الى سقوط بغداد وتصفية الدولة العراقية ومن ثم أصبحت الطريق ميسرة مباشرة من طهران إلى بغداد، فسوريا ولبنان، وأصبحت إيران تدافع على نفوذها خارج أراضيها من خلال عدد من المجموعات والاستعانة بها في اطار حرب وكالة بين إسرائيل وإيران على أرض لبنان، كذلك بين إيران والولايات المتحدة التي ترسل كل هذه الأساطيل والأسلحة الأمريكية إلى المنطقة.