- مفوض السياسة الخارجية الأوروبي يحذر من انهيار لبنان
شهد لبنان تطورا نوعيا في العدوان الإسرائيلي باستهدافه المباشر للجيش اللبناني بعدما سبق استهدافه في الأيام الماضية قوات اليونيفيل. وقد تزامن استهداف موقع للجيش اللبناني مع زيارة مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إلى بيروت.
وأعلن الجيش اللبناني عن استشهاد أحد عناصره وإصابة 18 آخرين نتيجة استهداف العدو الإسرائيلي مركز الجيش في العامرية على طريق القليلة- صور، كما تعرّض المركز لأضرار جسيمة.
وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي: إن «استهداف العدو الإسرائيلي بشكل مباشر مركزاً للجيش في الجنوب وسقوط شهداء وجرحى يمثل رسالة دموية مباشرة برفض كل المساعي والاتصالات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتعزيز حضور الجيش في الجنوب وتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701».
من جهته، حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن لبنان بات «على شفير الانهيار» بعد شهرين من المواجهة بين حزب الله وإسرائيل. ولفت بوريل، بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن «الطريق إلى الحلّ يكون بوقف إطلاق النار فوراً من قبل كل الأطراف وتطبيق القرار 1701». وجدد بوريل تأكيد دعم الاتحاد الأوروبي للجيش اللبناني والمؤسسات اللبنانية، وقال: «جاهزون لتخصيص 200 مليون يورو للقوات اللبنانية المسلحة، والهجوم على اليونيفيل غير مقبول أبداً». وأضاف: «يجب ممارسة ضغط على حزب الله للموافقة على وقف إطلاق النار وقرارات الجنائية الدولية ليست سياسية ويجب أن تنطبق على الجميع».
وبعد لقائه مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، أكد المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ضرورة ممارسة الضغوط على إسرائيل وحزب الله للقبول بالمشروع الأمريكي لوقف النار. من جهته، أعلن حزب الله أمس تنفيذ عملية عسكريّة مركّبة استهدفت موقعًا عسكريًّا في مدينة تل أبيب باستخدام صواريخ نوعيٍة وسربٍ من الطائرات المسيّرات الانقضاضية، وحققت هذه العملية أهدافها بنجاح. ويأتي هذا البيان، غداة شنّ حزب الله لهجومٍ جويّ في الصباح الباكر على تلّ أبيب، وقال إنّه استخدم طائراتٍ مسيّرة هجوميّة في عمليته على قاعدة أسدود البحريّة في إسرائيل، وهي تقع على بُعد 150 كيلومترًا من الحدود اللبنانية.
على الصعيد الداخلي اللبناني، طلب الجيش الإسرائيلي بإخلاء سكان خمس بلدات جنوب البلاد تمهيدًا لقصفها، وواصل الطيران الحربي الإسرائيلي شنّ غارات مكثفة على مناطق جنوبي لبنان، مستهدفًا بلدتي شقراء وبرعشيت.
وعلى الأرض، تصاعدت المواجهات بين مقاتلي حزب الله والجيش الإسرائيلي في محيط الخيام، تحديدًا في محوري شمع وطيرحرفا.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن حصيلة أولية للخسائر البشرية جراء الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في البلاد، حيث قُتل 58 شخصًا وأُصيب العشرات. بين هؤلاء الضحايا، قُتل 20 شخصًا وأُصيب 66 آخرون في غارة إسرائيلية استهدفت منطقة البسطة في بيروت، ما أدى إلى تدمير خمسة مبانٍ بالكامل. ونفت مصادر أمنية لبنانية وجود قيادي من حزب الله في المبنى المستهدف. كما أُفيد بمقتل 14 شخصًا في مدينة صور وبلدتي عين بعال ورومين، في حين سجلت سقوط 24 شهيدا في منطقة البقاع، بينهم أربعة أطفال.