مرت 21 يوماً على فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر الجاري، وعليه أن ينتظر حتى 20 يناير المقبل لتسلم السلطة من الرئيس الحالي جو بايدن.. فما السبب؟ ولماذا تصل المدة الانتقالية إلى 75 يوماً كاملة من إعلان النتيجة إلى التنصيب الرسمي في البيت الأبيض وتسلم الرئيس الجديد مقاليد السلطة من المنتهية ولايته؟
يوضح تقرير بموقع الجزيرة نت نقلاً عن مجلة لوبوان الفرنسية، أن هذه الفترة الانتقالية في حال الانتخابات الرئاسية الأمريكية تعتبر أطول من مثيلاتها في الدول الأوروبية، وولذلك أسباب لعل أبرزها هو نظام الاقتراع غير المباشر لرئيس الولايات المتحدة، فكما هو معلوم عندما يتوجه الأمريكيون إلى صناديق الاقتراع، فهم في الواقع يصوتون لاختيار ما يسمى "كبار الناخبين" الذين سيشكلون المجمع الانتخابي، وهي الهيئة المسؤولة عن اختيار ساكن البيت الأبيض بشكل رسمي على أساس التصويت الشعبي في كل ولاية.
وتضيف "لوبوان" وفق موقع الجزيرة نت: هؤلاء "الناخبون الكبار" البالغ عددهم 538 لا يجتمعون عادة قبل منتصف شهر ديسمبر، ويجب بعد ذلك قراءة النتيجة وإعلانها خلال جلسة مشتركة للكونغرس في واشنطن في السادس من يناير. علماً أنه خلال القرنين السابقين كانت عمليات النقل والاتصالات تستغرق وقتاً أطول مما هي عليه اليوم حتى يتم تجميع النتائج في الولايات المختلفة ونقلها إلى المركز، ولكي يرتب الفائزون انتقالهم إلى واشنطن.
وفضلاً عما سبق، يحتاج الرئيس الجديد لتعيين أكثر من 4 آلاف شخص في مناصب مختلفة في الإدارة، يتطلب جزء منهم (أكثر من ألف) مصادقة مجلس الشيوخ، كما يجب تقييم الآخرين والتحقق من خلفياتهم.
وقد أدى دخول التعديل 20 للدستور الأمريكي حيز التنفيذ، عام 1933، إلى تقصير الفترة الانتقالية بتحديد موعد تنصيب الرئيس في 20 يناير، حيث جاء هذا التعديل لإعطاء الكونغرس الجديد (مجلسي النواب والشيوخ)، الذي يتولى منصبه في الثالث من يناير، الوقت الكافي لحسم بعض المسائل على غرار التعادل المحتمل بين مرشحين في المجمع الانتخابي، وهو السيناريو الذي حدث مرة واحدة فقط في تاريخ البلاد خلال المواجهة بين توماس جيفرسون وآرون بور عام 1800.
مساوئ
ويرى المراقبون أن امتداد الفترة الانتقالية لأكثر من شهرين هي في الواقع مدة زمنية طويلة جداً، وقد تنجر عن ذلك مشكلات في بعض الأحيان كما حدث في عام 2020 عندما خسر ترامب الانتخابات، وهو أمر كان من الممكن تفاديه لو تسلمت الإدارة الجديدة مهامها مباشرة.
ومن مساوئ طول الفترة الانتقالية أيضاً إضعاف الإدارة المنتهية ولايتها التي تعاني حتماً من فقدان نفوذها، في الوقت الذي يقوم فيه الرئيس الفائز بإعداد فريقه الحكومي وإجراء اتصالات مع القادة الأجانب.
ويذكر التاريخ الأمريكي أن هذه الفترة الانتقالية بين الإدارتين تمتد أحياناً لوقت أطول، إذ استغرق الأمر في بعض الأحيان 4 أشهر كاملة، ليتولى الرئيس الجديد مهامه في مارس، حتى أن أول رئيس للولايات المتحدة جورج واشنطن تم تنصيبه في أبريل بسبب سوء الأحوال الجوية.
واليوم أفاد موقع الحرة الأمريكي أنه لم يبدأ فريقا إدارة بايدن وترامب بعد عملية الانتقال الرسمية بينهما، والتي غالباً ما تستغرق شهوراًن مشيراً إلى أن ترامب، الذي سيؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير، لم يوقع بعدُ على مجموعة من مستندات الانتقال مع بايدن، ما منع المسؤولين الأمريكيين العاملين في حوالي 15 إدارة، بما في ذلك وزارة الخزانة، ووزارة الخارجية، ووزارة الطاقة، وغيرها، من تقديم الإحاطات لفريقه القادم.
يوضح "الحرة" إن ذلك يعني أن فريق ترامب الانتقالي لن يستطيع الدخول إلى مبنى البنتاغون، ولا يمكنه الاطلاع على سير العمليات فيه. كما يعني أنه لا يمكنهم الحصول على معلومات أو الدخول إلى مراكز اتخاذ القرار، ولا يمكنهم الاطلاع على آليات عمل وزارة الدفاع، أو التواصل مع الوكالات الأخرى، بما في ذلك البيت الأبيض ووكالات الاستخبارات، وكل ما يتعلق بعمل البنتاغون بشكل يومي.
من جانبها تقول وكالة رويترز إنه "حتى الآن"، لم يوقع ترامب على اتفاقين ضروريين لبدء عملية الانتقال المطلوبة بموجب قانون الانتقال الرئاسي، وهما مذكرة تفاهم مع إدارة الخدمات العامة (GSA) وأخرى مع البيت الأبيض.
واتفاقية إدارة الخدمات العامة ستوفر لفريق الانتقال مساحات مكتبية، خدمات تكنولوجيا المعلومات والمرافق، في حين أن اتفاقية البيت الأبيض تسمح لفريق الانتقال بالوصول إلى موظفي ووثائق الوكالات الفيدرالية.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، الإثنين، إن بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن سيحضران تنصيب ترامب في يناير المقبل.