نظمت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة متمثلة بإدارة التنمية الأسرية على مدار يومين ندوة حوارية بمناسبة "اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة" وذلك بعنوان " نحو مستقبل آمن: تمكين المرأة، وتكامل أدوارها في المجتمع"

أقيمت الندوة في إطار تحقيق رؤية قطر 2030، و انسجاماً مع رؤية قطر الوطنية 2030م في محورها الاجتماعي، التي أولت اهتماما كبيرا لمشاركة المرأة الاقتصادية، والاجتماعية، كما جاءت الندوة في إطار تحقيق الاستراتيجية الوطنية الثالثة الهادفة للوصول إلى مجتمع متماسك أسريا، ومحافظ على قيمه، وتحقيق الهدف الرابع من أهداف استراتيجية وزارة الشؤون الاجتماعية، والتي تتضمن تمكين المرأة والمرأة الأم .

هذا وفي بداية الندوة أشارت السيدة ظبية المقبالي مدير إدارة التنمية الأسرية إلى أن هذه الندوة تناقش موضوعًا غاية في الأهمية، ألا وهو  تمكين المرأة وأضافت إن هذه القضية ليست فقط محور اهتمامنا اليوم، بل هي ركيزة أساسية في مسيرة التنمية التي نسعى جميعًا لتحقيقها. المرأة، كما نعلم جميعًا، هي شريك أساسي في بناء المجتمع وتقدمه. فهي الأم التي تزرع القيم، والمعلمة التي تصقل العقول، وعنصرا هاما من جملة عناصر أخرى تسهم في دفع عجلة الاقتصاد. لطالما كانت المرأة عبر التاريخ جزءًا لا يتجزأ من بناء الحضارات، ولطالما قدمت إسهامات كبيرة ومؤثرة في مختلف المجالات.

وتساءلت السيدة ظبية في كلمتها : لماذا يعد تمكين المرأة مهمًا؟ لتجيب قائلة : لأنه يمنحها الفرصة لمواصلة دورها الحيوي في الأسرة والمجتمع ولأنه يعزز من دورها كمحرك رئيسي في تحقيق التنمية المستدامة، من خلال تقليل الفقر وتحسين مستوى المعيشة لأنه يمثل جزءًا من حقوق الإنسان التي تضمن لها فرصًا متساوية في التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية ولأنه يعزز مشاركتها بفعالية أكبر في قيادة مختلف المجالات. 

واختتمت مدير إدارة التنمية الأسرية كلمتها مؤكدة :  إن تمكين المرأة ليس مجرد شعار نرفعه، بل هو خطوة ضرورية لبناء مجتمع أكثر قوة وتماسكًا. دعونا نعمل معًا لخلق بيئة داعمة تشجع المرأة على الإبداع والابتكار، وتسهم في تعزيز مكانتها كشريك متساوٍ في مسيرة التنمية الوطنية.

هذا وقد تناولت الندوة محاور متنوعة بهدف تعزيز الوعي بقضايا المرأة وأثرها على الفرد والمجتمع، حيث تطرقت إلى المحاور القانونية، والحقوقية، ومحاور التمكين الاقتصادي، والاجتماعي، والنظرة الدينية لهذا الموضوع، ودور المرأة وتكامله مع الرجل، إضافة إلى الجانب التقني المتعلق بهذا الموضوع، إذ تهدف الندوة عبر هذه المحاور المتنوعة إلى تعزيز الوعي بقضايا المرأة، وأثرها على الفرد، والمجتمع، والتعريف بخدمات الوزارة والمراكز المتخصصة التابعة لها في مختلف المجالات المتصلة بتمكين المرأة اقتصاديا، واجتماعيا ، وحماية الأسرة من التفكك ، وبهذا توفر الندوة منصة لتبادل الخبرات بين الجهات المشاركة، وتنظيم الأنشطة الهادفة لإيجاد تكتل داعم لتمكين المرأة، ومساندتها في ظل التغيرات المستمرة عالميا ، وذلك بغية توحيد الجهود للنهوض بالعمل لحماية المرأة، ودعمها عبر حشد الجهود، والموارد.

ومن محاور الندوة المحاور القانونية، والشرعية، والثقافية، والاجتماعية، ففي المحور الحقوقي القانوني، تحدثت لجنة حقوق الإنسان عن حماية القانون للمرأة، وكيفية تمكينها في المجتمع، بينما تناولت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية موقف الشرع الحكيم من قضايا المرأة، كما تناولت الندوة الوعي المجتمعي بقضايا العنف ضد المرأة، بينما قدمت مؤسسة حمد الطبية الجانب الطبي المتعلق بالقضية ذاتها، أما معهد الدوحة الدولي للأسرة فقدم محور تمكين المرأة محلياً بين الواقع، والمأمول، وتكاملا مع هذا الجانب،تحدث ممثل كلية القانون في جامعة قطر الجانب القانوني لهذه القضايا .

وفيما يتعلق بالتمكين الاقتصادي للمرأة، فإن الندوة تناولت تمكين المرأة اقتصاديا ، والموازنة بين طموح المرأة ودورها في الأسرة، والجانب الشرعي للتمكين الاقتصادي للمرأة، بينما تساهم المؤسسة القطرية للإعلام في الحديث عن دور الإعلام في التمكين الاقتصادي، كما ساهم معهد الدوحة للدراسات العليا في الحديث عن التحديات الثقافية والاجتماعية لتمكين المرأة، بينما تناولت إدارة الابتكار الرقمي في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قضايا الذكاء الاصطناعي وتمكين المرأة.

وتجدر الإشارة إلى أن الندوة عرفت عبر محور متكامل بخدمات الوزارة المختلفة عبر مراكزها: مركز حماية الطفل والمرأة "أمان"، ومركز الاستشارات العائلية "وفاق"، وخدمة الاستشارات الاجتماعية المقدمة عبر وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة.