افتتحت مكتبة قطر الوطنية، اليوم، معرضا بعنوان "من السفارين إلى السوق: فن الوراقة المغربية" يسلط الضوء على تاريخ فنون الوراقة وصناعة الكتب في المغرب.

ويقام هذا المعرض، الذي يستمر حتى 26 إبريل من العام المقبل، ضمن فعاليات العام الثقافي قطر - المغرب 2024 ، حيث تشارك مكتبة قطر الوطنية في فعاليات العام عبر سلسلة من المبادرات والفعاليات التي تحتفي بالتاريخ والتراث الفني والقيم المشتركة بين قطر والمغرب.

ويقدم المعرض نافذة على الفنون والأساليب العريقة والمواد المستخدمة في صناعة الكتب بالمغرب، وأغلبها ظل بلا تغيير قرابة الألف عام، ويسلط الضوء على شراكة مع خمسة فنانين قطريين أنشأ كل منهم عملا فنيا جديدا مستلهما من الفنون والتراث المغربي، بهدف الاحتفاء بالإرث الثقافي المشترك وتعزيز الحوار بين البلدين، الأمر الذي يوطد الوشائج التاريخية العميقة التي تربط بين قطر والمغرب.

وقدم الفنانون القطريون، من خلال أعمالهم الإبداعية، ‏رؤية معاصرة تحتفي بثراء التراث المغربي وعراقته، وتقدم تجربة فنية فريدة تترك أثرا عميقا في وجدان الجمهور من كلا البلدين.

وأوضح سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية، بهذه المناسبة، أن المعرض يقدم فرصة نادرة للزائرين للتعمق في تراث وتقاليد الوراقة في المغرب التي يرجع تاريخها إلى عدة قرون، ويبرز فنون صناعة الكتب التي ازدهرت لمئات السنين في العالم الإسلامي، "ومن خلاله نحن نحتفي بتراثنا المشترك" ، مؤكدا أن احتضان المكتبة للمعرض يجسد التزامها الراسخ بتوطيد العلاقات القطرية المغربية من خلال التبادل الثقافي الذي هو أهم أهداف مبادرة الأعوام الثقافية.

من جهتها، أبرزت السيدة هوسم تان المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، في تصريح مماثل، أن تقاليد صناعة الكتب والمخطوطات في المغرب استطاعت الصمود لعشرات القرون حتى انتهاء الاحتلال الفرنسي، منوهة إلى استكشاف المعرض ثراء وعراقة تقاليد صناعة الكتب في المغرب والتعرف على مهارات الحرف اليدوية التي صاغت التراث الحضاري للمنطقة.

وذكرت أن المعرض يقدم أيضا الأعمال الفنية الجديدة التي أبدعها فنانون قطريون بما يعزز الحوار الثقافي الثري بين البلدين ويؤكد على اتساع دائرة الحوار والتفاهم في المنطقة.

وقد استقطب المعرض في يومه الأول أعدادا كبيرة من الزائرين الذين استمتعوا بجولة بين المعروضات الفريدة من الكتب والمخطوطات والخرائط والصور التي جسدت جميعها الملامح التاريخية لحرف صناعة الكتب في المغرب، لا سيما أنه يرصد كل مراحل صناعة الكتاب المخطوط وإنتاجه وتوزيعه ابتداء من الحصول على المواد الخام الأساسية مثل الجلود والأحبار إلى نسخ النص على يد خطاطين محترفين ثم عملية التجليد.

ومن أجمل المخطوطات في المعرض كتب دينية مثل "الشفاء بتعريف حقوق المصطفى" و"دلائل الخيرات"، إلى جانب أقدم مخطوط مغربي في مجموعة مكتبة قطر الوطنية وهو مكتوب بخط مغربي بديع من مدينة فاس.

ويبرز المعرض كذلك المكونات الطبيعية التي استخدمت في صناعة الكتب مثل الأحبار والعطور والصبغات المصنوعة من النباتات والأحجار الطبيعية.