تحت الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، انطلقت اليوم فعاليات النسخة الرابعة عشرة من مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، والذي يستمر حتى السابع من ديسمبر المقبل بالمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، وذلك بحضور سعادة الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين وعدد من أصحاب السعادة السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية.
وقال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/، خلال افتتاح المهرجان، إن "مهرجان كتارا للمحامل التقليدية يعد من أبرز الفعاليات الثقافية التي تحتفل بالتراث البحري القطري والخليجي، ويعتبر فرصة هامة لتعزيز الهوية الثقافية للأجيال الجديدة، حيث يبرز تقاليد البحر التي شكلت جزءا مهما من حياتنا اليومية قديما، ومع مرور 14 عاما على انطلاق المهرجان، أصبح هذا الحدث رمزا للتميز في استعادة وتوثيق ذلك التراث البحري العريق الذي شكل ملامح تاريخنا الحضاري".
وأضاف أن المهرجان، الذي يعد من أهم المهرجانات التراثية التي تنظمها قطر ويجمع هذا العام عددا من الدول الخليجية والعربية والدول الصديقة، ليس فقط مناسبة للاحتفال، بل هو منصة للتعليم والتوعية عبر فعالياته ومسابقاته المتنوعة، كما أنه تجسيد لروح المجتمع القطري وتقاليده البحرية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من هويته الثقافية.
ونوه السليطي بدور /كتارا/ في المحافظة على تراث قطر البحري من خلال الفعاليات التراثية المتنوعة وتقديم بيئة حاضنة تتيح للمهتمين من مختلف الأعمار التفاعل مع هذا التراث الغني، وتساهم في الحفاظ عليه للأجيال القادمة.
من جانبه، اعتبر السيد جهاد الجيدة عضو اللجنة المنظمة للمهرجان، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن النسخة الحالية من المهرجان تعتبر الأكثر إبداعا من حيث الموقع والحرف والأنشطة المشاركة بالمهرجان، حيث يتميز الموقع بمساحة أكبر، كما تتواجد الحرف إلى جانب بعضها البعض، بالإضافة إلى مشاركة العديد من الجهات والمعارض والمتاحف.
وأشار إلى أن هذا المهرجان نجح في استقطاب المهتمين بالتراث البحري على مستوى قطر والمنطقة، لافتا إلى أن المهرجان يشهد زيادة في أعداد المشاركين كل عام.
وأضاف أن المهرجان يضم العديد من المتاحف البحرية التي تزخر بالمقتنيات النادرة وتقدم لوحة حية وصورة كاملة للزوار عن الحياة التقليدية للآباء والأجداد في عصر الغوص للبحث عن اللؤلؤ، إلى جانب العديد من محلات الحرف اليدوية.
ويعد مهرجان كتارا للمحامل التقليدية حدثا مميزا يسلط الضوء على التراث البحري القطري والخليجي، ويعكس الاهتمام الكبير بالحفاظ على هذه الفنون البحرية التقليدية، من خلال مسابقات ممتعة وورش عمل تعليمية، ويساهم المهرجان في تعزيز الوعي الثقافي ونقل هذا الموروث للأجيال الجديدة.
ويشهد المهرجان هذا العام مشاركة متميزة من 10 دول صديقة وشقيقة، هي المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان والكويت وفلسطين والعراق والهند وتنزانيا وإيران، إلى جانب دولة قطر باعتبارها الدولة المنظمة، ما يضيف إلى المهرجان طابعا دوليا يعكس التنوع الثقافي والبحري وعمق العلاقات بين الدول المشاركة ويساهم في إثراء الفعاليات وفتح آفاق جديدة للتبادل الثقافي.
وينظم المهرجان مجموعة من المسابقات البحرية التي تحاكي الأنشطة التقليدية في البحر، حيث تشمل مسابقات /البريخه/ و/حداق السيف/ و/غوص اللؤلؤ/ و/التجديف/، إضافة إلى مسابقة /سنيار العائلية/ التي تشهد مشاركة العائلات في تحديات بحرية ممتعة تهدف إلى تعزيز روح التعاون بين أفراد الأسرة وتعريفهم بالموروث البحري.
كما تتضمن فعاليات المهرجان ورش عمل تفاعلية للأطفال تهدف إلى تعليمهم الموروث البحري بطرق ممتعة وجذابة، حيث تأتي هذه الورش في إطار سعي المهرجان إلى غرس القيم التراثية في الأجيال القادمة وتشجيعهم على التعرف على الأنشطة البحرية التقليدية التي شكلت جزءا مهما من حياة أهل البحر في المنطقة.
ويشارك نخبة من الفنانين التشكيليين في فعالية ألوان على الشراع، حيث يقومون بالرسم على عين المكان لوحات مستوحاة من التراث البحري وبيئة المهرجان.