بعدما أصبحت التكنولوجيا تجتاح كل جوانب عالمنا الحديث، فارضةً نفسها كواقع حتمي ينبغي التعامل معه بذكاء، وجدت مدارس مؤسسة قطر نفسها أمام واقع جديد ما فتئ يفرض عليها العمل على دمج الأدوات الرقمية في الفصول الدراسية بصورة فعالة من أجل خلق بيئة تعليمية قائمة على المشاركة والإنتاجية. فمن خلال تبنيها لوسائل تعليمية مبتكرة وسط بيئة آمنة وداعمة، تحرص مؤسسة قطر على تثقيف وتوجيه طلابها نحو الاستخدام المسؤول والواعي للإنترنت.
في هذا الصدد، قالت لينا عثمان، معلمة إبداع وابتكار بأكاديمية قطر - مشيرب، إحدى المدارس العاملة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي التابع لمؤسسة قطر: «تهدف مدرستنا إلى دعم الطلاب في مسيرتهم التعليمية واللاصفية، وتنمية مهاراتهم في تحليل وحل المشكلات بشكل نقدي. ولتحقيق ذلك، نتجه إلى تزويدهم بتجربة تعليمية شاملة، إلى جانب تدريسهم مواد تدخل ضمن برنامج البكالوريا الدولية، وهذا من شأنه أن يؤول إلى فهمهم العميق للقضايا المعاصرة».


    - أدوات تعلم متنوعة
لأجل ذلك، تضيف عثمان، تستعين المدرسة بأدوات تعلم مختلفة لتحقيق الهدف المنشود، بما في ذلك استعمال الأجهزة اللوحية والتطبيقات التعليمية، وذلك بالموازاة مع اعتماد أساليب التدريس التقليدية.
وأضافت: «هناك العديد من الجوانب الإيجابية لتوظيف التكنولوجيا في الفصول الدراسية. فعندما يستخدم الطلاب المنصات الرقمية، فإنهم يطورون أيضا مهارات البحث والتقصي، والتفكير النقدي، والتعاون».
وتكمن أهم المحاور التي تركز عليها أكاديمية قطر - مشيرب في تعزيز قدرة الطلاب على صنع القرارات بأنفسهم فيما يتعلق بحياتهم التعليمية. ووفقًا لما تقوله عثمان، توفر التكنولوجيا أدوات تُمكن الطلاب من التعبير عن مكنونهم بطرق تتوافق واهتماماتهم وهوياتهم الثقافية.


    - تقنيات الذكاء الاصطناعي
تستعين المدرسة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة من أجل تعليم أفضل، وذلك من خلال تعزيز التقدم الذاتي وتقديم مناهج تناسب مع الاحتياجات المتنوعة للطلاب. على سبيل المثال، في الآونة الأخيرة، ابتكر الطلاب لونًا فنيًا قطريًا عن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي، ذلك أنهم صمموا منازل تُحاكي الطراز المحلي في «ماين كرافت»، إحدى ألعاب الفيديو الإلكترونية، وقاموا بدمج الإيقاعات الموسيقية الحديثة مع تلك التقليدية، وتصميم المحتوى باستخدام أداة «كانفا» لإنشاء التصاميم الإلكترونية ذات الصلة. الأمر الذي أدى إلى مستويات أعلى من المشاركة، وهو ما لاحظته عثمان.

يجري اعتماد هذا النظام التعليمي المتكامل في أكاديمية قطر - مشيرب جنبًا إلى جنب في ظل الاستخدام الآمن للتكنولوجيا، بحيث يتم تعليم الطلاب كيفية التحقق من صحة المعلومات ومصداقيتها، والتمييز بين الأخبار الحقيقية والمزيفة. كما يشمل المنهج كيفية حماية البيانات من القرصنة، وتمييز الرسائل الإلكترونية غير المرغوب فيها، علاوة على التطرق إلى مسألة التنمر الإلكتروني.
وأشارت عثمان إلى أن هذه المواد تعمل على تمكين الطلاب ليصبحوا مستخدمين مسؤولين وواعين بكيفية الاستخدام الآمن للمحتوى الرقمي، والمهارات اللازمة للتصفح في الفضاءات الرقمية بأمان وفعالية.