يا عروسَ البيدِ والحَضَرِ    وأَريجَ الزَّهْرِ في السَّحَرِ
أَنْتِ بنْتُ البحرِ جَلْوَتُها       لَتُضيءُ الأُفْقَ كالقمَرِ
أنتِ بوحُ المجدِ فاتِنَتي         أنتِ همسُ الشوقِ في السَّمَرِ
أنتِ عِبْقُ الطيبِ يا قمري      أنتِ فوْحُ الطَّلِّ والزَّهَرِ
أنتِ مِنّي خافقي ودمي      أنتِ وعْدي والهوى قدري
مِنْ هواكِ الناسُ قدْ شربوا      مِنْ هواكِ النّاسُ في سُكُرِ
لَكِ ثوبُ المجدِ في طُرُزٍ      يرتديهِ كلُّ مؤتَزرِ
وأيادي الفضلِ أحْسِبُها      كانْصِبابِ الماءِ في الغُدُرِ
ونداكِ الجمُّ في عُسُرٍ      ونداكِ البحرُ في يُسُرِ
دَوْحةٌ فيحاءٌ عامرةٌ          تبتدي العافينَ بالثَّمَرِ
يا أُخَيْتَ الشَّمْسِ التفتي      فَنِياطُ الصَّبِّ في خَطَرِ
نَوِّليني نَظْرةً وَخُذي      ما تشاءينَ ولوْ عُمُري
وخُذي الأسماعَ يا نغمي      وخُذي الأبصارَ يا بصري
فعيوني مِنْكِ في رغَدٍ      والحشا في وَقْدَةِ الشَّرَرِ
والعطايا كيفَ أَحْسِبُها      فوقَ عدِّ الرَّمْلِ والشَّجَرِ
فَجداكِ اليومَ مُغْتَرَفٌ      ونداكِ الأمسِ كالمطرِ
وَصِفاتُ المجدِ أَجْمَعُها      جُمِّعَتْ في وجهكِ النَّضِرِ
وُضِعَتْ تاجاً لِمفرقها      مِنْ نفيسِ الماسِ والدُّرَرِ
لفتاةٍ ظلَّ مَبْسِمها          كشعاعِ الشَّمسِ مُنْتَشِرِ
وَقْفُ شِعْري وشُعوري وأنا        ولها أَوْقَفْتُهُ عُمُري
هيَ بِنْتُ الفخْرِ نِسْبَتُها      مِنْ كُناها بهجةُ الغُرَرِ
واسمها مِنْ قافِ قامَتِها      وَوِشاحُ الطاءِ في الخَصِرِ
ذيْلُها الرّاءُ رواءٌ ولها         ناضرُ الوجْهِ جمالُ الصُّوَرِ
ذي حروفٌ وقْعُها نَغمُ      مثلُ ضربِ العودِ والوتَرِ
كلُّنا نهواكِ فاتنتي          وننادي باسمكِ العَطِرِ
يا عروسَ البيدِ والحضَرِ      يا عروسَ البحرِ يا قطر