أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال خطاب القسم لتولي رئاسة الولايات المتحدة اليوم الإثنين أن بلاده "ستستعيد" قناة بنما، ما دفع رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو إلى الرد عليه بمنشور عبر منصة إطس.

وقال مولينو، في منشور على منصة "إكس" بحسب موقع الجزيرة نت، إن "القناة بنمية وستبقى كذلك"، مضيفاً أن بلاده أدارت هذا الممر البحري الحيوي من واقع الإحساس بالمسؤولية تجاه العالم والتجارة بما في ذلك الولايات المتحدة، مؤكداً أن بلاده ستظل تدير القناة بحيادية دائمة.

 

وأعاد ترامب فتح ملف بنما في ديسمبر الماضي عندما قال إنه من غير المقبول فرض رسوم عالية على البحرية الأمريكية والسفن الأمريكية عند مرورها في قناة بنما، فما هي قصة القناة التي كرر الرئيس الأمريكي التصريح برغبته في ضمها؟

يشير موقع الحرة إلى أن الولايات المتحدة تولت مسؤولية بناء القناة مع بداية القرن العشرين، بعهد الرئيس الأسبق ثيودور روزفلت، وتولت إدارة المنطقة المحيطة بالممر لعقود من الزمن، مضيفاً أنه وبعد عقود من التوترات، وقعت إدارة الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر معاهدتين عام 1977 مع الحاكم الفعلي لبنما آنذاك عمر توريخوس، لنقل السيطرة على ممر الشحن الحيوي إلى بنما.

وأوضحت رويترز في تقرير سابق أن الولايات المتحدة وبنما وقعتا اتفاقيتين في عام 1977 مهدتا الطريق أمام عودة القناة إلى السيطرة البنمية الكاملة. وسلمت الحكومة الأمريكية السيطرة الكاملة على القناة إلى بنما في عام 1999 بعد فترة من الإدارة المشتركة.

ويمثل الممر المائي الذي يسمح بعبور ما يصل إلى 14000 سفينة سنوياً 2.5% من التجارة العالمية المنقولة بحراً وهو أمر بالغ الأهمية لواردات الولايات المتحدة من السيارات والسلع التجارية عن طريق سفن الحاويات من آسيا ولصادرات الولايات المتحدة من السلع، ومنها الغاز الطبيعي المسال.

 

وتعتبر قناة بنما، بحسب موقع "بي بي سي" ثاني أهم ممر مائي صنعه الإنسان بعد قناة السويس، وهي من أعظم الإنجازات الهندسية في القرن العشرين.

تقع القناة في دولة بنما فيما يُعرف بأمريكا الوسطى، وتربط بين المحيط الهادئ ومنطقة بحر الكاريبي والمحيط الأطلسي. يبلغ طولها 77 كيلومتراً، وتمتد من خليج ليمون في المحيط الأطلسي إلى خليج بنما على المحيط الهادئ، ويقع أضيق جزء منها في معبر غايلارد، بعرض يبلغ نحو 150 متراً، أما أوسع أجزائها فيقع في بحيرة غاتون الاصطناعية، التي تغطي مساحة تصل إلى 422 كيلومتراً مربعاً.

تحيط بالقناة من الجهتين بحيرات عدة مثل بحيرة غاتون، التي تمثل مخزناً رئيسياً للمياه اللازمة لعمل القناة، وتمتاز تلك المنطقة بطبيعة غنية بالغابات المطيرة والتنوع البيئي.

وتتمتع قناة بنما بأهمية استراتيجية كبيرة؛ فقبل إنشائها كانت السفن التجارية مضطرة للإبحار حول الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية عبر رأس هورن في التشيلي، وهو طريق خطير يضيف نحو 13 ألف كيلومتر إلى الرحلة، ويستغرق من 20 إلى 30 يوماً إضافية حسب الظروف الجوية وسرعة السفن.

ومع افتتاح القناة عام 1914، تقلصت المسافة إلى نحو 8 آلاف كيلومتر، وأصبح الوقت المستغرق لعبورالقناة يتراوح ما بين 8 إلى 10 ساعات. هذا التغيير الجذري أسهم في توفير الوقت والجهد وخفض تكاليف الشحن، مما جعل القناة عنصراً محورياً لا غنى عنه في التجارة العالمية.