أكد رئيس المنتدى العالمي للوسطية الدكتور أبو جرة سلطاني أن دولة قطر نجحت في ترسيخ مكانة دولية مرموقة بفضل جهودها الجادة لتعزيز السلم والأمن الدوليين، وبفضل أدوارها الإقليمية والعالمية، مما جعلها محط أنظار الأشقاء والأصدقاء على حد سواء.

وأضاف الدكتور سلطاني، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية " قنا" ، على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي الثاني حول الحرية الدينية وصنع السلام، الذي ينظمه مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بالتعاون مع شبكة "جيران متعددي الأديان"، تحت شعار "من الحرية الدينية إلى المسؤولية الدينية: بناء السلام في عالم متصارع"، أن قطر حظيت باحترام وتقدير الأسرة الدولية لالتزامها الجاد بمعالجة القضايا المعقدة والمتوترة، على غرار جهود الوساطة في السودان وأفغانستان وإريتريا وجيبوتي، إضافة إلى دورها البارز في الوساطة بشأن الحرب على غزة، وهو دور لن ينساه التاريخ ولن تتجاهله الإنسانية.

وأشار إلى أن استضافة الدوحة مؤتمرات دولية حول الحوار بين الأديان تأتي في إطار استكمال الجهد السياسي والدبلوماسي الرائد، حيث يمثل جهد المفكرين والنخب وأصحاب التأثير العالمي دعامة أساسية تساعد صناع القرار في تحقيق أهدافهم، وتصحيح التوجهات، وإزالة الأحكام المسبقة التي صنعتها الدعاية العالمية بتحميل الأديان مسؤولية الصراعات الدولية.

وقال: "من الحكمة أن يبادر مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بتنظيم مثل هذه المؤتمرات، واستضافة شخصيات بارزة من مختلف القارات والأديان السماوية، لفتح حوار جاد حول بناء السلام في عالم متصارع؛ لأن كل حرب تنتهي في النهاية إلى مفاوضات واتفاقيات تسوية تعيد الحقوق إلى أصحابها"، مشددا على أن المؤتمر يهدف إلى توعية الشركاء بأن الالتزام الديني يرتب مسؤوليات فردية وجماعية تهدف إلى ضمان الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية، وأحد أهم هذه الحقوق هو حق كل شعب في تقرير مصيره.

وتابع: "مثل هذه المؤتمرات يمكن أن تساهم في إيجاد حلول للقضايا العالقة، وفتح مجالات جديدة للحوار المسؤول، مما يعزز دور العقل ويجعل الحلول أكثر نضجا، في سبيل احترام كرامة الإنسان وضمان حريته وحقوقه الأساسية، وعلى رأسها حق الشعوب في تقرير مصيرها".

وأكد أن دولة قطر تحظى باحترام الأسرة الدولية، وكسبت ثقة شركائها، مما أهلها للعب دور محوري في نزع فتيل النزاعات وتوظيف كل من يرفض العنف والتطرف للمساهمة في إحلال السلام، عبر جهود دينية ومجتمعية وإنسانية تسهم في حل النزاعات وتعزيز الاستقرار.

وتحدث الدكتور سلطاني عن مشاركته السابقة في المؤتمر الأول، مؤكدا أنه لمس فيه الجدية والمسؤولية واحترام المشاركين واهتمام القائمين عليه بالمخرجات والتوصيات، وهو ما شجعه على تعزيز شراكته مع الجهات الساعية إلى تقريب وجهات النظر بين النخب في العالم.

وأشار إلى أن المنتدى العالمي للوسطية يشارك في هذا المؤتمر بهدف "تعميق الفكر الوسطي، ومد جسور التعاون العالمي بين مختلف الشركاء، لتغليب صوت العقل والحكمة على نزعات الصراع والقتل والدمار"، مضيفا: "نقول بصوت واحد: لا للعنف، لا للدمار، لا لقتل الأطفال والنساء والمدنيين، لا لهدم البيوت على رؤوس ساكنيها".

وفي ختام تصريحه لـ "قنا"، توجه رئيس المنتدى العالمي للوسطية، الدكتور أبو جرة سلطاني، بالشكر لدولة قطر، على احتضان هذا المؤتمر ، مهنئا القائمين عليه باختيار عنوان "بناء السلام في عالم متصارع"، مؤكدا أن توقيته جاء في لحظة يحتاج فيها العالم إلى جهود مكثفة لنشر ثقافة السلام والتسامح.