دشن المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج (مقره الدوحة)، بالتعاون مع مكتب (اليونسكو) الإقليمي لدول الخليج واليمن، حقيبتين تدريبيتين لدعم المعلمين والمؤسسات التعليمية والجهات المعنية، بهدف تعزيز ممارسات التعليم الشامل والاستفادة من الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في القطاع التعليمي.
جاء ذلك خلال حفل أقيم تحت رعاية سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، بحضور سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل الوزارة، وسعادة الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج، وسعادة السيد صلاح الدين زكي خالد مدير مكتب (اليونسكو) الإقليمي لدول الخليج واليمن، إلى جانب الدكتورة فاطمة غانم المعاضيد مدير المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج.
ويوفر دليل تعزيز التعليم الشامل لموظفي ومسؤولي وزارات التربية والتعليم في دول الخليج واليمن مجموعة من الموارد والاستراتيجيات والمنهجيات التي تهدف إلى تعزيز بيئات تعلم منصفة ومتاحة للجميع بغض النظر عن قدراتهم أو خلفياتهم.
كما تم تصميم الحقيبة التدريبية الخاصة بدمج الذكاء الاصطناعي في التعليم لتكون إطارا تدريبيا للموظفين في وزارات التربية والتعليم والجهات ذات الصلة، بما يسهم في تطوير قدرات المعلمين وتحسين العملية التعليمية.
وفي هذا السياق، أكد سعادة الدكتور عبدالرحمن بن محمد العاصمي، أن هذه المبادرة تعكس التزام مكتب التربية العربي لدول الخليج بتعزيز جودة التعليم وتطوير مهارات المعلمين والمختصين لمواكبة التطورات العالمية المتسارعة، مشيرا إلى أن تدشين الحقيبتين التدريبيتين يأتي في إطار الجهود الرامية إلى تمكين الكوادر التعليمية من اكتساب المهارات والمعارف اللازمة لرفع كفاءة العملية التربوية.
وأوضح أن التعليم الشامل لم يعد مجرد توجه تربوي بل هو التزام أخلاقي وإنساني ومجتمعي يهدف إلى توفير بيئة تعليمية تراعي احتياجات جميع الطلاب، لافتا إلى أن إعداد المعلمين وتأهيلهم لمواجهة تحديات العصر الرقمي يمثل حجر الأساس لأي عملية تطوير تربوي ناجحة.
من جانبها، أكدت الدكتورة فاطمة غانم المعاضيد أهمية الحقيبتين التدريبيتين، مشيرة إلى أنهما تعكسان حرص المركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج على الريادة الإقليمية في مجال التعليم والتدريب، بما يتماشى مع توجهات مكتب التربية العربي لدول الخليج واليونسكو، خاصة فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة ومواكبة المتطلبات المستقبلية لتحويل التعليم في الدول الأعضاء.
وأضافت أن إعداد هاتين الحقيبتين يأتي ضمن الجهود المشتركة بين المركز ومكتب اليونسكو لدول الخليج واليمن، وضمن الاتفاقية الموقعة بين الجانبين لدعم التدريب في المنطقة، وذلك بهدف توفير موارد تدريبية عالية الجودة تلبي احتياجات المعلمين والقيادات التربوية والمدربين، بما يسهم في رفع كفاءة العملية التدريبية وتعزيز قدرات العاملين في المجال التربوي.
بدوره، قال سعادة السيد صلاح الدين زكي خالد، إن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة لتعزيز أنظمة التعليم في دول الخليج واليمن، وضمان استجابتها للتحديات والفرص التي يفرضها التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدا أن التعليم الشامل عنصر أساسي لضمان تكافؤ الفرص لجميع المتعلمين، مبرزا أن الدليل التدريبي لتعزيز التعليم الشامل يدعم جهود وزارات التربية والتعليم في دول الخليج، ويسلط الضوء على ضرورة ضمان حصول كل متعلم على فرص تعليمية مناسبة مدى الحياة، بغض النظر عن الإعاقة أو الجنس أو العرق أو الوضع الاجتماعي والاقتصادي، ومشددا على أهمية امتلاك جميع المعنيين بقطاع التعليم مستوى مناسبا من الإلمام بتقنيات الذكاء الاصطناعي، نظرا لدورها المتزايد في تطوير العملية التعليمية على المستوى الإقليمي والدولي.
وفي ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها قطاع التعليم، من المتوقع أن تسهم الحقيبتان التدريبيتان في تلبية احتياجات المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتعزيز ممارسات التعليم الشامل، وتشجيع الابتكار في أساليب التدريس والتعلم.