ناقش خبراء ومختصون الجهود الرامية إلى تعزيز ثقافة التميز المؤسسي في دولة قطر، وتناولوا واقع التميز ومستقبله في قطر.
وأكد المهندس حمزة عيد، مدير قطاع استشارات الجودة والتميز بشركة OISSG للاستشارات المنظمة للندوة بالتعاون مع كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر والمنظمة الأوروبية لإدارة الجودة (EFQM) أن التميز المؤسسي لم يعد خيارًا، بل بات ركيزة أساسية لضمان استدامة المؤسسات وتعزيز كفاءتها التشغيلية، مشيرًا إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 وضعت إطارًا واضحًا لتحسين جودة الأداء المؤسسي وتعزيز القدرة التنافسية للدولة على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما أوضح أن دولة قطر شهدت تطورات ملموسة في تبني معايير التميز المؤسسي، بدعم من ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي، الذي يعمل على تحسين كفاءة الأداء الحكومي، وترسيخ ممارسات الجودة والابتكار داخل المؤسسات العامة والخاصة.
وأشار المهندس حمزة عيد إلى الدور الذي تلعبه شركة OISSG للاستشارات في دعم مسيرة التميز المؤسسي في قطر.

ومن جانبه قال د. محمد الجمال رئيس وحدة دراسة الحالة والمشاركة المجتمعية بمركز الريادة والتميز المؤسسي بجامعة قطر: إن هذا الملتقى يعكس التزام دولتنا الحبيبة بتعزيز معايير التميز المؤسسي وتطوير المؤسسات وفق أفضل الممارسات العالمية مما يساهم في تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، التميز المؤسسي ليس مجرد هدف تسعى إليه المؤسسات بل هو رحلة مستمرة تتطلب تكاملاً وتعاوناً بين الجهات المعنية سواء كانت حكومية أو خاصة أو أكاديمية.

ومن جهتها أشارت م. إسراء مبيضين، المدير الإقليمي للشرق الأوسط بالمنظمة الأوروبية لإدارة الجودة «EFQM» التزام المنظمة بدعم المؤسسات في قطر والشرق الأوسط لتمكينها من تحقيق الريادة والتميز المؤسسي من خلال التعاون المشترك والرؤية الواضحة والالتزام المستمر بالتحسين والتطوير، وهو الدور التي قامت به على مدى أكثر من 35 عاماً ودعم أكثر من 50 ألف مؤسسة حول العالم، حيث طورت نموذجا وإطار عمل يركز على تحقيق التحول المؤسسي المستدام. وحل سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الرياضة والشباب السابق ضيفاً على الندوة، حيث سلط الضوء على ثقافة التميز المؤسسي والدور الريادي الذي تلعبه قطر، قائلا ان الثقافة هي أساس تميز أي مؤسسة، بالإضافة إلى تقدير الذات للموظفين، بحيث يحصل الموظف على التقدير الكافي من رؤسائه لدفعه وتشجيعه على التميز في الأداء الوظيفي والمهام المسندة إليه وفقاً لطبيعة عمله، بالإضافة إلى تقدير الموظف لذاته لتجنب السلبيات التي قد تكون ذات تأثير سلبي على ادائه الوظيفي مثل نشأة الموظف في حياة أسرية تفرط في مديح الشخص مما يؤثر على اختياراته وادائه بحيث يراه عالي المستوى بينما هو دون ذلك.

وأشار السيد يوسف جابر الجابر مدير شؤون التطوير الحكومي بديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي إلى دور ديوان الخدمة المدنية في دعم مثل هذه المبادرات التي تسهم في رفع ثقافة المؤسسات الحكومية والخاصة بأهمية التميز المؤسسي وأهميتها، معلناً عن إطلاق سلسلة من الورش تحضيراً لجائزة التميز الحكومي الأسبوع القادم والتي تشمل العديد من المتحدثين في كل ثلاثاء ولمدة ساعة ونصف الساعة، حيث يتم تناول عنوان محدد في التميز الحكومي ومن ثم يتم فتح باب الأسئلة للجائزة بحضور سعادة الوزير خليف الخوالدة وزير التطوير الحكومي في الأردن سابقاً كأول متحدث.


    - تناول التحديات
استضافت الجلسة النقاشية الأولى تحت عنوان «واقع التميز المؤسسي في قطر: تحليل الممارسات الحالية» عددًا من الخبراء والمتخصصين في مجال التطوير المؤسسي والتحول الرقمي، وذلك بحضور نخبة من القيادات والمهتمين بهذا المجال، وقد شهدت المحاضرة مشاركة واسعة من قبل خبراء محليين ودوليين، حيث تم تسليط الضوء على جهود قطر في تحقيق التميز المؤسسي وتعزيز التحول الرقمي.

وشارك بالجلسة م. جمال شريدة الكعبي مدير إدارة التخطيط والجودة بهيئة الأشغال العامة، د. لنور شرف الدين أستاذ الاقتصاد ورئيس وحدة الأبحاث والسياسات بمركز الريادة والتميز المؤسسي بجامعة قطر، وم. إسراء مبيضين المدير الإقليمي للشرق الأوسط، وم. عامر روحي عطية مستشار تميز وتخطيط استراتيجي في OISSG للاستشارات، والأستاذة نسرين محمد الملك خبير تطوير مؤسسي، وأدار الجلسة الأستاذ محمد عبدالرزاق حسين مدير مشاريع أول بـ OISSG للاستشارات. وأكد المشاركون على أهمية تبني التكنولوجيا الحديثة في تحسين الخدمات الحكومية والخاصة، مع التركيز على الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات كأدوات رئيسية لتحقيق التميز، وتمت مناقشة كيفية استخدام التكنولوجيا لتحسين العمليات الداخلية وتعزيز تجربة العملاء ـ كما تم تسليط الضوء على أهمية التواصل الفعال بين القيادات والموظفين.

وناقش المشاركون دور التعليم المستمر في بناء القدرات البشرية، وكيف يمكن للمؤسسات أن تستثمر في تطوير مهارات موظفيها لمواكبة التطورات التكنولوجية. وتم التأكيد على أهمية توفير فرص التدريب والتطوير للموظفين لضمان استمرارية التميز المؤسسي. وسلطت الجلسة الثانية الضوء على واقع التميز المؤسسي والآفاق المستقبلية بما يعكس مستوى الأداء المؤسسي في دولة قطر، بما في ذلك معايير الجودة والابتكار والاستدامة.
وقال الدكتور غسان هاني مارديني أستاذ المحاسبة المشارك في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر إن التحول الرقمي والابتكار يخدم كثيراً التميز المؤسسي من جميع النواحي، وذلك باستخدام التكنولوجيا لتعزيز الكفاءة وتحقيق التميز التنافسي بين المؤسسات. وسلطت المهندسة إيمان عبدالله الحمد مدير إدارة التخطيط والجودة والابتكار بالوكالة الوطنية للأمن السيبراني، على النهج الاستراتيجي للتميز المؤسسي، والذي يهدف إلى تحقيق أعلى مستويات الأداء والابتكار داخل المؤسسات، من خلال تطبيق أفضل الممارسات الإدارية، وتعزيز ثقافة الجودة،  من جهتها قالت المهندسة هند حسن رئيس قسم الجودة والتمييز بوزارة البلدية إن أهمية التميز المؤسسي تكمن في عدة محاور، أولها تحقيق التنافسية ما يساعد المؤسسات على التفوق في بيئة الأعمال المتغيرة، وتحسين الكفاءة والإنتاجية للمساهمة في تقليل الهدر وتعظيم الاستفادة من الموارد.