■ التكريم يحملنا مسؤولية الحفاظ على التفوق والتميز


أكدت ماريا جاسم أحمد جاسم السميطي، الحاصلة على الميدالية الذهبية في جائزة التميز العلمي فئة الطالب المتميز للمرحلة الإعدادية من مدرسة شيربون قطر للبنات، أن هذا التكريم ليس مجرد إنجاز شخصي، بل مسؤولية كبرى تدفعها لمواصلة السعي نحو الإبداع والابتكار لخدمة وطنها الغالي.

وفي حديثها لـ الشرق، قالت ماريا: "التميز العلمي ليس هدفاً مؤقتاً، بل هو أسلوب حياة يتطلب الاجتهاد المستمر والتطور الدائم. هذه الجائزة تمثل لي فخراً وحافزاً لمواصلة التفوق، ليس فقط لتحقيق طموحاتي، بل لأكون جزءاً من بناء مستقبل أكثر إشراقاً لوطني الحبيب".

وتابعت: "ما يجعل هذه الجائزة استثنائية هو أنها لا تعتمد فقط على التفوق الأكاديمي، بل تشمل 65 معياراً دقيقاً تقيس الإبداع، والقيادة، والابتكار، والمشاركة المجتمعية، والتمسك بالهوية الوطنية. على مدار ثلاث سنوات، كان عليَّ أن أجمع أدلة تثبت تميزي في مختلف المجالات، وهذا جعلني أكثر وعياً بأهمية أن يكون الطالب ليس فقط متفوقاً في دراسته، بل مواطناً متميزاً، عضواً فعالًا في المجتمع، متمسكاً بهويته القطرية والعربية والإسلامية".

وأضافت: "كما قال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في أحد خطاباته بمجلس الشورى: ‘إن تقدم الدول وازدهارها يقاسان بجودة تعليمها’، وهذا يجعلني أكثر إصراراً على الاستمرار في التعلم والتفوق، لأن التعليم هو المفتاح الحقيقي لرقي الأوطان".

واختتمت حديثها بقولها: "كما قال العالم ألبرت أينشتاين: ‘التعلم هو التجربة، وكل شيء آخر مجرد معلومات’. لذلك، سأواصل رحلتي في اكتساب المعرفة والتجربة، وسأبذل قصارى جهدي لأرفع اسم قطر عالياً، تماماً كما رفعتني هذه الأرض المعطاءة".





     - رسالة ملهمة وطموح لا حدود له
ماريا ليست مجرد طالبة متفوقة، بل نموذج مشرف للمواطنة المسؤولة، والطموح، والابتكار. لقد أثبتت أن التميز العلمي ليس مجرد درجات أكاديمية، بل التزام مستمر بتطوير الذات والمجتمع، ومسيرة لا تتوقف نحو العطاء والإبداع.
وجاء الحوار مع الطالبة المتميزة ماريا جاسم السميطي كالتالي:

 ما الذي يعنيه لكم اليوم أن تقفوا وأنتم من بين المكرّمين من قِبل حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدّى؟
 أشعر اليوم بمزيج من الفخر والمسؤولية، فالحصول على هذه الجائزة الرفيعة هو إنجاز كبير، لكنه في الوقت ذاته يحملني مسؤولية أكبر. التميز بحد ذاته تحدٍ، لكن المحافظة عليه هو التحدي الأصعب. أدرك أن هذا الإنجاز ليس نهاية الطريق، بل بداية مرحلة جديدة تتطلب مني المزيد من الجهد والتفاني حتى أستحق هذا التقدير وأواصل السير على درب النجاح.

هل تعتبرون هذه الجائزة بمثابة الدافع والحافز لتكونوا دائماً من بين المتميزين في مسيرتكم الدراسية وحتّى المهنية في المستقبل؟
 نعم، هذه الجائزة ليست مجرد تكريم، بل هي حافز قوي يدفعني للاستمرار في مسيرة التميّز، سواء في دراستي أو مستقبلي المهني. أشعر الآن أن كل خطوة أخطوها يجب أن تكون محسوبة بدقة، لأنني أدرك أن النجاح لا يأتي صدفة، بل هو نتيجة لاجتهاد مستمر وتخطيط دقيق. مع اقتراب مرحلة اختيار المواد في الثانوية، أصبحت أكثر وعياً بأهمية هذه القرارات في تحديد مساري المهني، وهذا يجعلني أكثر التزاماً وإصراراً على تحقيق أهدافي المستقبلية بما يتناسب مع طموحاتي وقدراتي.

ما هي أهدافك المستقبلية ومهنة أحلامك؟
 أهدافي المستقبلية واسعة وطموحي كبير، لكن قراراتي المهنية لم تتبلور بشكل نهائي بعد، فأنا ما زلت في مرحلة العلم والاستكشاف. أتقن أربع لغات العربية، الإنجليزية، الإسبانية، والفرنسية وهذا يمنحني ميزة كبيرة في أي مجال قد أختاره، سواء كان الهندسة، الطب، أو حتى العمل الدبلوماسي. حالياً، أحرص على خوض تجارب مختلفة من خلال التطوع والمشاركة في البرامج الصيفية المتنوعة، مما يساعدني على التعرف على مجالات متعددة واكتشاف شغفي الحقيقي قبل اتخاذ قراري النهائي بشأن مستقبلي المهني.

هل لكم شكر تودون تقديمه لمن كان سنداً وعوناً لكم في طريقكم إلى هذا النجاح والتميّز؟
 أعلم أن فوزي بجائزة التميز العلمي هو ثمرة جهدي الشخصي وتفانيي، لكنه لم يكن ليتحقق دون دعم من أشخاص كان لهم دور أساسي في مسيرتي. في المقام الأول، أشكر والديَّ، أبي وأمي، اللذين كانا سندي الدائم، وبالأخص أمي التي ساعدتني على فهم متطلبات إعداد الملف ووقفت بجانبي في كل خطوة. كما أشكر جدتي فاطمة وخالتي هدي وخالتي نوال و إخوتي، أحمد ومحمد، وأختي فاطمة، على دعمهم المستمر وتشجيعهم الدائم لي. ولا أنسى فضل مدرستي، مدرسة شربورن للبنات، التي وفرت لي بيئة تعليمية محفزة، ومدرساتي العزيزات اللاتي آمنَّ بقدراتي وقدمّن لي كل الدعم والتشجيع. هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق دون كل هؤلاء الذين كانوا جزءًا من رحلتي نحو التميّز.