نظمت إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ورشة تدريبية لمجموعة من المفتين والباحثين الشرعيين في الشبكة الإسلامية (إسلام ويب)، وذلك بهدف الاستفادة مما تقدمه تطبيقات الذكاء الاصطناعي من تسريع وتحسين عمليات البحث الآلي في مجال الدراسات والبحوث ذات الصلة بالمصادر والمراجع الشرعية.

وفي تصريح له على هامش الورشة التدريبية، أكد السيد عمر الرويلي، رئيس معهد الدعوة والعلوم الإسلامية بإدارة الدعوة والإرشاد الديني على أن هذه الورشة تأتي في إطار السعي المستمر لتطوير وتحسين الخدمات المقدمة للجمهور، حيث تهدف هذه الورشة إلى الرفع من مستوى أداء المفتين والباحثين الشرعيين من خلال تدريبهم على أحدث الوسائل والتقنيات بما فيها تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث يستفيد من هذه الورشة 40 مفتياً وباحثاً شرعياً، في إدارة الدعوة والإرشاد الديني، وذلك لتسريع وتحسين أدوات البحث الشرعي والإفتاء.

 




وقد اشتملت الورشة التي قدمها الدكتور أيمن صالح عضو هيئة التدريس في كلية الشريعة بجامعة قطر، على عدة محاور، أهمها تعريف الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة، ومراحل تطور هذه التطبيقات، وطرق الاستفادة منها في مجال الفتوى والبحث الشرعي، حيث تم عرض مجموعة من الخطوات في مقدمتها، تحديد وإحكام مرحلة التصور للسؤال محل الفتوى، إذ تمثل هذه الخطوة أهم عناصر الفتوى الشرعية، فبإمكان تطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تساهم في تقديم تصور واضح لطبيعة الاستشكال، ما يوفر على المفتي والباحث الشرعي الكثير من الجهد والوقت، ويسهل طريقة إعداد الفتوى على الباحث الشرعي من خلال تزويده بتصور واضح من خلال ما توفره تطبيقات الذكاء الاصطناعي من معطيات حاسمة في تحديد إجابة المفتي والباحث الشرعي على مختلف الأسئلة التي تتطلب إجابات شرعية.

كما يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي تزويد المفتي الشرعي بمسودات أولية تتسم بالتنظيم والاختصار للفتاوى المتعلقة بالسؤال الوارد إليه، كما تتيح هذه التطبيقات للمفتي الشرعي تحليل التأثير الاجتماعي للفتاوى الشرعية الصادرة، ومعرفة الصدى الراجع من الجمهور وموقفه من تلك الفتاوى الشرعية سلباً أو إيجاباً.
وتطرق المحاضر لأهم التحديات التي تعيق تطوير الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى والبحث الشرعي، حيث أوضح أن أهم هذه التحديات تتعلق بفهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي للغة العربية فهماً صحيحاً ودقيقاً، بالإضافة للتحديات المتعلقة بجودة بيانات المحتوى الشرعي الرقمي وعدم تنظيم هذه البيانات، والنقص الحاد في مجال تدريب تطبيقات الذكاء الاصطناعي على المحتوى الشرعي الرقمي.

كما تمثل التحديات التقنية والمالية مجتمعة عوائقَ أمام بناء ذكاء اصطناعي متخصص في المجال الشرعي، بالإضافة لندرة الخبراء، والتكلفة العالية للتدريب والتطوير والصيانة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الشرعية.
من الجدير بالذكر أن وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني تقيم ورشات تدريبية بشكل دوري لتأهيل الدعاة والمفتين والباحثين الشرعيين، وذلك من أجل تطوير قدراتهم ومهاراتهم من خلال تدريبهم على أحدث الوسائل والتقنيات، ليطلعوا بدورهم العلمي والدعوي بشكل متميز وفعال.