أكد السيد محمد سعد الرميحي، الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، أن متاحف قطر تواصل دورها في تعزيز الاستدامة والانفتاح على العالم ودعم الإبداع.
وقال الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن متاحف قطر تسعى إلى توسيع نطاق شراكاتها العالمية وتقديم العديد من المشروعات الثقافية التي تعزز مكانة دولة قطر كمركز ثقافي رائد على المستوى العالمي.
وكشف عن أبرز المشاريع التي تعتزم متاحف قطر الدفع بها خلال ربيع العام 2025، مشيراً إلى أنها تتضمن انطلاق النسخة الثالثة من مهرجان قطر للصورة: تصوير، وهو مهرجان يُنظّم كل عامين، ويقدم ضمن فعالياته معارض وجوائز وعروضا تقديمية وورش عمل، في إطار سعيه لتمكين الممارسات المتنوعة للمصورين ومجتمعات التصوير الفوتوغرافي في قطر ومنطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
ونوه بأن موضوع هذا العام سيركز على مفهوم الانتماء من خلال خمسة معارض متاحة في متاحف وصالات عرض ومواقع خارجية من الدوحة، كما يستضيف مطافئ: مقر الفنانين المعرض الرئيسي للمهرجان تحت عنوان "التأمل في البحر هو اكتشاف الذات على حقيقتها"، الذي يأتي بتقييم فني من مريم برادة المدير الفني لمهرجان تصوير، ويُسلط الضوء على ثلاثة أجيال من الفنانين العرب ممّن لهم أعمال تُحفّز التفكير لدى الجمهور حول موقعهم في هذا العالم ودورهم في المجتمع.
وأضاف السيد محمد سعد الرميحي أن ما يُميّز هذا الموسم أيضًا هو إقامة معرض "لاتينو أمريكانو.. الفن الحديث والمعاصر"، من مقتنيات متحف الفن اللاتيني الأمريكي في بوينس آيرس (مالبا)، وإدواردوف. كوستانتيني"، ويمثل هذا المعرض البارز أول استعراض ضخم للفن اللاتيني الأمريكي في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، بالإضافة إلى معرض "انتي من روحي قريبه: الفن القطري"، من مجموعة عبدالله بن علي بن سعود آل ثاني، وهو عبارة عن مجموعة لأعمال أبدعها فنانون قطريون، ويقام في متحف: المتحف العربي للفن الحديث".
وأشار إلى أن من بين المعارض المهمة التي تقيمها متاحف قطر، معرض "وفاء الحمد: جغرافيا الخيال"، وهو أول معرض فردي للفنانة القطرية الراحلة، ويضم أعمالًا من المجموعة الدائمة لمتحف، إلى جانب "مسابقة الرقيم للخط العربي"، وفعالية "مقعد على المائدة: ثقافة الطعام في العالم الإسلامي"، وهو استكشاف لدور الطعام في التقاليد الإسلامية في متحف الفن الإسلامي و"رحلة تصميم مع مارسيلو جانديني بين إيطاليا وقطر"، وهو معرض من تقديم متحف قطر للسيارات.
وأكد الرميحي أن متاحف قطر شهدت تطورات كبيرة في دمج الاستدامة في جميع عملياتها، مع تركيزها على الممارسات الصديقة للبيئة في تصميم المباني وتشييدها، وعلى أنشطتها اليومية، مشيراً إلى أنها حققت إنجازات بارزة، من أبرزها الحصول على شهادات دولية مرموقة من منظمة المباني الخضراء مثل /LEED/ و/GSAS/، وكذلك حصولها على جوائز أخرى مهمة، كما أحدثت متاحف قطر من خلال مبادرات المشاركة المجتمعية وإدارة النفايات، ثورة في ممارسات التخلص من النفايات.
وقال: إن متاحف قطر تعمل على الحصول على شهادة الحياد الكربوني لمطافئ: مقر الفنانين حيث سبق أن حصلت على شهادة الحياد الكربوني لمتحف الفن الإسلامي في عام 2022، في إنجاز غير مسبوق يعزز مكانتها كمؤسسة ثقافية رائدة بين مثيلاتها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما حصلت على هذا الاعتماد من مؤسسة اعتماد معايير المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات /CSR-A/، وهي هيئة معروفة في هذا المجال، مقرها المملكة المتحدة، وتكرّم المؤسسات التي تجسد اجتهادها الدؤوب في دمج الاعتبارات الاجتماعية والبيئية والأخلاقية في ممارساتها.
وشدد الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، على أن متاحف قطر سوف تواصل السعي نحو صناعة مستقبل أكثر استدامة ومسؤولية، وأن حصولها وبخاصة متحف قطر الوطني على هذه الجوائز يؤكد على الجهود المستمرة المبذولة نحو تحقيق الاستدامة والحفاظ على البيئة، "فالنجاح يعني إحداث تغيير إيجابي في العالم من حولنا الأمر الذي يعكس جوهر قيمنا وصميم رسالتنا".
وعن أبرز شراكات متاحف قطر مع المؤسسات النظيرة في دول العالم، خلال العام المنصرم، وأهم مخرجاتها في إبراز صورة متاحف قطر عالمياً، أكد الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، أن متاحف قطر وقعت العديد من الشراكات، مثل اتفاقية تعاون تاريخية مع صندوق الآغا خان للثقافة، التابع لشبكة الآغا خان للتنمية، بهدف الاشتراك في دفع الجهود قُدُمًا في مجال الحفاظ على التراث، والتربية الفنية، والتدريب المهني، ومبادرات التجديد الحضري، كما أبرمت مع مؤسسة الوليد للإنسانية العالمية، اتفاقية تعاون تدعم مشاريع في جميع أنحاء العالم.
ولفت إلى أن هذه الاتفاقيات تمثل التزاماً مشتركاً بتعزيز مختلف جوانب الاقتصاد الإبداعي في كلا البلدين والمنطقة، ودعم المبدعين والحرفيين المحليين، علاوة على توقيع العديد من مذكرات التفاهم التي تم توقيعها مع مختلف المتاحف والمؤسسات المرموقة حول العالم والتي تهدف إلى التعاون المشترك وتقديم تجارب مميزة للزوار، مثل مذكرة تفاهم بين متاحف قطر وسلطة مقاطعة غرب كولون الثقافية بمناسبة قمة هونغ كونغ الثقافية الدولية الأولى 2024 التي انعقدت السنة الماضية، ومذكرة تفاهم مع مايكروسوفت لإثراء تجارب متاحف قطر الذكية، وغيرها الكثير.
وحول أبرز مخرجات مؤتمر المجلس الدولي للمتاحف /إيكوفوم/، الذي سبق أن استضافته متاحف قطر، بغية تعزيز التعاون الدولي لمتاحف قطر في الوعي بأهمية المتاحف وتنمية دورها المستدام، قال الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، إن المؤتمر استكشف ممارسات علم المتاحف في المنطقة العربية، وركز على قضايا الاستدامة والابتكار والنماذج التعليمية، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة، والتقييم الفني المشترك، والموازنة بين وجهات نظر تاريخية، وتشجيع مشاركة المعارف بين الأجيال، وإن هذا الحدث سعى إلى تعزيز الاستدامة في قطاع المتاحف، بما يتماشى مع جدول أعمال الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
وعن أبرز الأنشطة والفعاليات التي أقامتها متاحف قطر خلال العام الماضي، بهدف تعزيز التعلم في المجتمع، أكد السيد محمد سعد الرميحي، حرص متاحف قطر على تقديم مجموعة من ورش العمل والمؤتمرات والدورات التدريبية المصممة خصيصًا لتناسب جميع احتياجات معلمي المدارس، كما توفر العديد من البرامج التي تناسب الأطفال من جميع الأعمار. وتقدّم مواد تعليمية متنوعة وأنشطة مُميزة للمعلمين وأولياء الأمور للاستفادة منها في المدرسة أو المنزل.
وتشمل هذه المواد مراجع للمعلمين وأوراق أنشطة متنوعة حول الفنون البصرية الحديثة، والثقافة، والمعارض، والحركات الفنية التاريخية.
وقال: إن جميع أنشطتنا تتوافق مع المعايير المهنية لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومعايير المناهج الوطنية، وأنه على سبيل المثال، تعمل إدارة التعليم وتوعية المجتمع في متحف الفن الإسلامي على تطوير برامج تساهم في توسيع آفاق المشاركين وزيادة معرفتهم بالفنون الإسلامية باعتماد أساليب متنوعة بهدف إثراء التجربة المتحفية لدى الزوّار كإدخال التكنولوجيا في البرامج وورش العمل الجديدة، واستكشاف التراث الإسلامي من خلال الاعتماد أكثر على الأشياء الحسية، وكذلك صنع نسخ طبق الأصل لبعض القطع الفنية الشهيرة وتقديمها للزوّار، لا سيما الأطفال منهم، لتفحّصها واستكشاف تفاصيلها وملمسها، والتعرّف عن كثب على طبيعة المواد المصنوعة منها، إلى غير ذلك.
وعن أهم المعارض الفنية العالمية، التي نظمتها متاحف قطر خلال العام الماضي، أكد السيد محمد سعد الرميحي الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، أن العام المنصرم كان حافلًا بالمعارض المميزة، من بينها "منظر: الفن والعمارة في باكستان من الأربعينيات إلى اليوم"، وسلط الضوء على الحيوية الفريدة للمشاهد الفنية المتنوعة في باكستان وجالياتها المنتشرة في جميع أنحاء العالم، وكذلك معرض "بين نظرة ونظرة: جيروم، فن وأثر"، وهو أول معرض كبير عن الفنان في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى معرض "روائع الأطلس: رحلة عبر تراث المغرب"، واستهدف استكشاف التراث المتعدد الأوجه للفن الإسلامي في المغرب، بجانب معرض "إلسورث كيلي: قرن من الإبداع"، وهو أول معرض استعادي للرسام والنحات الأمريكي في الشرق الأوسط.
وقال: إن هذه المعارض أبصرت النور بفضل مبادرات التعاون ضمن مؤسسات متاحف قطر، بما في ذلك التعاون بين متحف لوسيل المستقبلي ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث ومتحف مطاحن الفن المستقبلي ومتحف قطر الوطني، إذ قدم متحف الفن الإسلامي معرضين مرتبطين بمبادرة الأعوام الثقافية في قطر، وهي المبادرة الوطنية التي تقدم شراكات ثقافية طويلة الأمد بين قطر ودول شريكة أخرى، أما 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي، فافتتح معرضًا متنقلًا في باريس، عنوانه "الرياضات الإلكترونية I نقطة تحوّل"، بالإضافة إلى معرض "الفكر الأولمبي: قيَمٌ وقمَمٌ " الذي يتتبع مسيرة أربعين عامًا من مشاركة قطر في الألعاب الأولمبية بالتزامن مع دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، مشيراً إلى أنه ومباشرة بعد افتتاح المعرض، وفي إطار استقبال فريق قطر الذي نظمته اللجنة الأولمبية القطرية في باريس بمناسبة الألعاب الأولمبية، قدمت متاحف قطر، لأول مرة، كتاب "بيير دي كوبرتان: نصوص مختارة، المجلّد 1"، وجزء الكتاب نسخة من الترجمة الأولى من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية لكتاب "نصوص مختارة" للكاتب بيير دي كوبرتان، المؤرخ الفرنسي الذي يعتبره الكثيرون أب الألعاب الأولمبية الحديثة.
وأكد السيد محمد سعد الرميحي أن مثل هذه المعارض الفنية تلعب دورا محوريًا في إثراء المشهد الثقافي والفني في دولتنا من خلال تعزيز سبل التعاون وتنمية الإبداع وتوفير منصة للفنانين العالميين والناشئين على حد سواء لعرض مواهبهم، كما تعد بمثابة جسر يربط بين مختلف الشعوب مما يساهم بدوره في تعزيز التفاهم وإثراء الهوية الثقافية، إلى جانب دور هذه المعارض في تحفيز التفكير النقدي والتقدير للهوية الثقافية الغنية للدولة.
وفيما يتعلق بخطط متاحف قطر لتطوير مشاريع المبدعين والمبتكرين في مجال التصميم والإبداع وريادة الأعمال، في ظل تحول مركز M7 إلى حاضنة للمصممين المحترفين والموهوبين، أوضح الرئيس التنفيذي لمتاحف قطر، أن إنشاء مركز M7 الذي يدعم المصممين جاء لاستكشاف الأعمال التجارية المزدهرة والتعاون معها وتطويرها، مؤكدا "أن المتاحف تعمل على توفير جميع الأدوات والخبرات الضرورية للمصممين ليتمكّنوا من تحويل أفكارهم من المفهوم إلى السوق، ونسعى للاستجابة إلى متطلبات سوق عمل الأزياء والتصميم القطري المتطوّر".
وقال: إننا نهدف عبر M7 إلى تنمية مواهب الحاضر لتتناسب مع الاحتياجات المستقبلية من خلال مجموعة واسعة من العروض تشمل برامج حضانة شاملة، ومساحات عمل وتعلّم، ومحادثات تحفّز على التفكير، ومعارض على مستوى عالمي، وفعاليات تفاعلية، موضحاً أن العام المنقضي شهد افتتاح متاحف قطر لبينالي دوحة التصميم، وهو معرض يقام كل عامين للتميز والابتكار في مجتمع التصميم في قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأُعدّه برنامج دوحة التصميم برعاية سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، حيث سيكون بمثابة منصة جديدة يعرض من خلالها المصممون العرب أعمالهم وتخصصاتهم، ويحددون فيها مساراتهم المهنية المستقبلية، ويتفاعلون مع أشهر المصممين المتمرسين من جميع أنحاء العالم.
كما أقيمت خلال ذات العام النسخة الأولى من بينالي دوحة التصميم وتضمنت العديد من الفعاليات الخاصة والمعارض، وستعود النسخة الثانية من البينالي، خلال العام الجاري، انطلاقاً من الدور الذي يضطلع به، في إثراء أنشطة المنطقة كمركز حيوي يجذب المبدعين، حيث اجتذب حوالي 22,000 زائر على مدار أسبوع.