حذّرت الأمم المتحدة من أن تجدد الحرب في قطاع غزة سيكون كارثيا، وذلك مع انتهاء المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، فيما لا تزال المرحلة المقبلة رهنا بتسوية لم تتبلور بعد.
وبدأت الهدنة في 19 يناير، وتمتد مرحلتها الأولى 42 يوما، وهي واحدة من ثلاث يتضمنها الاتفاق. وخلال هذه المرحلة، أفرجت حماس وفصائل أخرى عن 33 من الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، بينهم ثمانية متوفين. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح نحو 1700 فلسطيني من سجونها من بين 1900 معتقل كان من المفترض الإفراج عنهم.

لكن المحادثات بشأن استمرار الهدنة صعبة، ففيما كان ينص الاتفاق على أن يبدأ التفاوض بشأن المرحلة الثانية خلال المرحلة الأولى، تعرقلت المفاوضات جراء اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق.
ويفترض إعادة الرهائن المتبقين خلال المرحلة الثانية التي تنص على انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة ووقف الحرب. وأكدت حركة حماس استعدادها لإعادة كل الرهائن «دفعة واحدة» خلال هذه المرحلة.
أما الثالثة فتخصص لإعادة إعمار غزة وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.

والسبت، أكدت حركة حماس في رسالة وجهتها للقمة العربية التي تعقد هذا الأسبوع في القاهرة حرصها على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة رفضها لأي تواجد لقوات أجنبية في القطاع. وقالت حماس في الرسالة التي نشرت نصها «نؤكد حرصنا على استكمال باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، وصولا لوقف إطلاق النار الشامل والدائم وانسحاب قوات الاحتلال الكامل من القطاع وإعادة الإعمار ورفع الحصار».

ولم تسفر المفاوضات في القاهرة بين الوفد الإسرائيلي والوسطاء عن أي إعلان حتى الآن. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه «من الضروري بذل كل الجهود لمنع تجدد الأعمال القتالية الذي سيكون كارثيا». وأضاف أن «وقفا دائما لإطلاق النار والإفراج عن جميع الرهائن أمر ضروري لتجنب التصعيد والمزيد من العواقب المدمرة على المدنيين»، وفق ما جاء في بيان للمتحدث باسمه.
وقال قيادي في حماس لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن اسمه «من المفروض ان تبدأ المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار صباح اليوم الأحد»، مضيفا «لكن الاحتلال لازال يماطل ويواصل الخروقات للاتفاق».
بدوره، قال الناطق باسم حماس حازم قاسم «تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها الاحتلال مرفوض بالنسبة لنا».

وأسفر هجوم حماس في جنوب إسرائيل عن مقتل 1218 شخصا على الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفقا لحصيلة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية، تشمل الرهائن الذين قُتلوا في الأسر.
وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقا لبيانات وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ومن بين 251 شخصا خطفوا خلال هجوم حماس، ما زال 58 محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 يؤكد الجيش الإسرائيلي أنهم لقوا مصرعهم. والرهائن الأحياء جميعهم رجال معظمهم تحت سن الثلاثين.

في ظل عدم اليقين هذا، أعلنت الولايات لمتحدة أنها أقرت بيع ذخائر وجرافات ومعدات أخرى بقيمة ثلاثة مليارات دولار لإسرائيل حليفتها الكبيرة التي استخدمت أسلحة أميركية في حرب غزة.
ويستعين الجيش الإسرائيلي بالجرافات لهدم مساكن ومنشآت في الضفة الغربية المحتلة من جانب إسرائيل منذ 1967 وحيث باشرت منذ يناير هجوما واسع النطاق ضد الفصائل الفلسطينية المسلحة.
وأعربت سيغريد كاغ مبعوثة الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط عن «قلقها للعمليات العسكرية» في الضفة الغربية و»عمليات الهدم وتهجير» السكان.

وفي حين انتشرت بعض مظاهر الزينة الرمضانية في أنحاء مختلفة من غزة، يبدأ شهر الصوم مريرا بالنسبة لكثيرين في ظل الأزمة الإنسانية الحادة التي يعانيها سكان القطاع. وقال على راجح لفرانس برس في مخيم جباليا الذي استحال ركاما «هذه السنة يحل رمضان علينا ونحن في الشوارع بلا مأوى وبلا عمل وبلا مال وبلا أي شيء، ولا أحد ينظر إلينا نهائيا».