مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مساء امس، دون الدخول بمفاوضات المرحلة الثانية التي كان من المفترض البدء بها في 3 فبراير الماضي وفق ما نص عليه الاتفاق، باتت تسود حالة من الترقب، فيما فتح، عدم البدء بمفاوضات المرحلة الثانية، الباب واسعا أمام عدة سيناريوهات محتملة بشأن الفترة التي تلي المرحلة الأولى، تتراوح بين عودة الإبادة الجماعية واستمرار المرحلة الحالية مع زيادة الضغط الإسرائيلي، والتوصل لصفقة شاملة.
وبحسب، وكالة معا الفلسطينية، تريد إسرائيل تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من أسراها في قطاع غزة، دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات المفروضة عليها في الاتفاق خلال الفترة الماضية، فيما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فورا في مفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.

وقال مدير مؤسسة «فيميد» الفلسطينية للإعلام إبراهيم المدهون، إن هناك 4 سيناريوهات لما بعد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في قطاع غزة. السيناريو الأول يتمثل، وفق المدهون، بـ»عودة الحرب وسياسة الإبادة بشكلها السابق مع التوغل البري الواسع والتدمير والقتل بمشاركة أمريكية مباشرة». وتابع إن إمكانية تحقق هذا السيناريو مستحيلة في ظل «التوازنات الإقليمية والدولية الراهنة، رغم بروز تيارات متطرفة داخل القيادة الإسرائيلية».

أما السيناريو الثاني فهو يركز بشكل أساسي على «استمرار الهدوء مع بقاء الوضع الراهن» بدون صفقة تبادل وبدون إجراءات جديدة كالانسحاب من غزة أو رفع الحصار وغيره من مطالب حماس»، بحسب المدهون. وتابع إن إمكانية تحقق هذا السيناريو «صعب» وذلك نظرا لأن حماس ترفض صفقة تبادل بدون مقابل وهو ما تريده إسرائيل. وأشار إلى أن إسرائيل تعتمد في هذا السيناريو على «سياسة التفاوض بالنار من خلال التحكم بدخول المساعدات وتصعيد الاغتيالات دون الدخول في حرب شاملة». وقال إن السيناريو الثالث وهو «المرجح»، يتمثل باستمرار المرحلة الحالية مع زيادة الضغوط الإسرائيلية.

وأضاف: «الاحتلال سيستغل المساعدات كأداة للضغط، متحكما في إدارتها وتقنينها، مع عودة الطائرات لتنفيذ استهدافات جوية وربما بعض التوغلات البرية المحدودة، بهدف خلق حالة من التوتر المستمر دون إعلان حرب شاملة».
أما السيناريو الأخير والرابع فهو يتبلور وفق المدهون بـ»التوصل لصفقة شاملة وسريعة تنهي الصراع بشكل جذري، يعني صفقة تشمل انسحاب كامل من غزة ورفع الحصار والإفراج عن جميع الأسرى من الطرفين». وعن إمكانية تحقق هذا السيناريو، قال المدهون إنه «ممكن لكنه معقد، حيث يعتمد في ذلك على تطورات المشهد السياسي الإقليمي والدولي خاصة مع ضرورة إزالة شرط استبعاد حماس من المشهد وأي حوار سياسي».