تُعتبر صناعة السدو من الحِرف التراثية القطرية القديمة التي كادت أن تندثر، لولا الجهود الحثيثة التي تبذلها بعض السيدات المنتجات والحرفيات للحفاظ عليها، وحمايتها من الاندثار، ونقلها إلى الأجيال القادمة، فضلاً عن تعزيز رواجها بين أفراد المجتمع. التقت «الشرق» السيدة منية حمد، إحدى الرائدات في صناعة السدو والمتخصصة في هذا المجال، والتي أكدت أنها تروج لمنتجاتها من خلال المشاركة في المعارض والأسواق الشعبية.





وأوضحت السيدة منية أن صناعة السدو لا تزال تحظى برواج كبير بين القطريين، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، حيث يزداد الإقبال على شراء منتجات السدو لتزيين المنازل وإضفاء لمسة تراثية مميزة خلال الشهر الكريم. وأضافت أن هذه الحرفة ما زالت تحتفظ برونقها الخاص، فهي واحدة من أبرز مكونات التراث القطري التي لا تزال الأجيال تتوارثها حتى اليوم.
كما أشارت السيدة منية إلى أن حرفة السدو من الصناعات القديمة التي اشتهر بها أهل قطر، حيث تُستخدم لتزيين المجالس والمنازل، لا سيما في الأعياد والمناسبات وخلال شهر رمضان المبارك.


   - حرفة تراثية عريقة
وأوضحت السيدة منية حمد أنها تسعى إلى تعريف زوار قطر بهذه الحرفة التراثية العريقة، والعمل على الترويج لها بأسلوب عصري، من خلال إيجاد منافذ جديدة لتسويق المنتجات بأساليب مبتكرة تواكب تطلعات الجمهور.
كما أكدت أن منتجاتها تحظى برواج كبير لدى الزبائن، مشيرة إلى أنها تشارك في المعارض المختلفة، إضافة إلى مشاركتها في فعالية درب الساعي، التي تُعد الفعالية التراثية الأكبر في قطر. ولفتت إلى أن الزبائن يحرصون على شراء المنتجات التراثية والتقليدية، كونها تمثل ذكرى حية تعكس التراث القطري الأصيل.

وأضافت السيدة منية أنها تمتلك خبرة طويلة في صناعة السدو، حيث ورثت هذه الحرفة عن والدتها وجدتها، وكان لديها شغف كبير بتعلمها حتى أتقنتها وأبدعت فيها. كما أشارت إلى أنها تعمل بنفسها في هذه الحرفة اليدوية التي تحكي تاريخ قطر ومنطقة الخليج بأسرها، مؤكدة أنها تُعد أحد أبرز العلامات المميزة للتراث القطري الأصيل. كما أكدت حرصها على المشاركة في المعارض، حيث تعرض منتجاتها وحِرفها اليدوية، التي تلقى إقبالًا واسعًا من قبل المتسوقين والزوار، الأمر الذي يعكس الاهتمام المتزايد بالحِرف التراثية القطرية.


   - مراحل الصناعة
وقالت إن حرفة السدو قديمة جدا ويجب الحفاظ عليها من الاندثار، مضيفة إن الحرفة من أهم الحرف اليدوية التقليدية في قطر، ففي السابق صنعوا منها منازلهم المتنقلة وأمتعتهم، وان صناعة السدو تعتمد على عدد من الخطوات، وإحداها هي عملية الغزل التي تقوم على تجهيز خيوط الصوف وعدد كبير من الحصاوي، وقد تستغرق تلك التحضيرات أشهرا للحصول على عدد مناسب لعمل السدو. ونوهت بأن المجتمع مهتم كثيراً بالحرف اليدوية التقليدية، وهناك إقبال شديد على تعلم تلك الحرفة الجميلة، وأعربت عن أملها في أن يتم تبنيها من قبل بعض الجهات وتعليمها للنشء.

وأشارت إلى أن حرفة السدو تطورت مع مرور الزمن، وما زالت تحظى برواج كبير بين القطريين، خاصة في المناسبات الدينية والاجتماعية. وأكدت أنه خلال شهر رمضان يزداد الإقبال على منتجات السدو لتزيين البيوت والعزب، لافتة إلى أنها تعمل من منزلها وتمتلك خبرة طويلة في هذا المجال، حيث قدمت الكثير لحرفة السدو وساهمت في الحفاظ عليها.


   - مهنة متوارثة
وأضافت أن الفتيات يتعلمن مهارات السدو من الحرفيات في منازلهن، ويكتسبن خبرة في إنتاج الصوف، والغزل، وصباغة خيوط السدو، بالإضافة إلى طرق تنظيفه والاعتناء به لفترات طويلة. موضحة أن السدو من الحرف اليدوية التقليدية التي اشتهرت بها النساء، حيث كنّ يقمن بحياكة الخيام، والمساند، والدواشك، والفرش الأرضية، إلى جانب تصميم تشكيلات من خيوط السدو للإبل، وبيوت الشعر، والفلل، وكذلك أشكال متنوعة لتزيين الأماكن والجلسات العربية. وتابعت السيدة منية: «أحيك السدو بمختلف أشكاله وألوانه في منزلي، وأمارس هذه الحرفة التي تعلمتها من جداتنا وأمهاتنا لأكثر من 40 عامًا. كما أنني أحرص على أداء الحرفة أمام الزوار والضيوف في المعارض المحلية التي أشارك فيها باستمرار، بهدف نشر الوعي بهذه الحرفة التراثية العريقة».
ولفتت السيدة منية حمد إلى أن السدو أصبح اليوم نموذجًا عصريًا يزين البيوت والخيام والجلسات العربية، حيث دخلت نقوش السدو في العديد من التصاميم والأثاث المنزلي. وأشارت إلى أن كل بيت قطري يحرص على تخصيص ركن خاص للسدو، للحفاظ على الشكل التراثي القديم، ليكون بمثابة مدرسة تعريفية وتعليمية للأجيال القادمة.