■ عيادات التغذية في المراكز الصحية تعمل على وضع الخطط العلاجية للمراجعين
تشارك دولة قطر العالم الاحتفال باليوم العالمي للسمنة الذي يصادف 4 مارس من كل عام..وتعد السمنة من أكبر التحديات في العصر الحديث، بما في ذلك مخاطرها المرتبطة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري.
وفيما يتعلق بنسبة السمنة في قطر مقارنة مع النسب العربية والعالمية، تشير دراسات أُجريت في الآونة الأخيرة إلى أن 46.1% من النساء و35.9% من الرجال فوق 18 عامًا يعانون من السمنة في قطر.
كما استقصت دراسة أخرى اتجاهات السمنة لدى الأطفال في الدولة على مدار العامين الدراسيين 2016-2017 و2019-2020، وخلصت إلى أن معدلات زيادة الوزن والسمنة لدى الأطفال في الفئة العمرية ما بين 5 و14 عامًا ارتفعت من 44% خلال العام الدراسي 2016-2017 إلى 49% خلال العام الدراسي 2019-2020، منها نسبة 27% للسمنة و21.6% لزيادة الوزن.
- “أهم أسباب السمنة”
وتقول أخصائية التغذية العلاجية دانة نصار من مركز الوعب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: تُعد السمنة من المشاكل الصحية المتزايدة في العديد من الدول، بما في ذلك دولة قطر. وهناك عدة أسباب رئيسية تساهم في ارتفاع معدلات السمنة، ومنها:
1- نمط الحياة غير النشط: مع تزايد استخدام التكنولوجيا ووسائل النقل الحديثة، يفتقر العديد من الأشخاص إلى النشاط البدني الكافي، مما يزيد من خطر زيادة الوزن.
2- النظام الغذائي غير الصحي: تتوفر في قطر العديد من الأطعمة السريعة والدهنية، مثل الوجبات الجاهزة والمشروبات الغازية، التي تحتوي على نسب عالية من السعرات الحرارية والدهون غير الصحية.
3- العوامل الوراثية: قد تلعب الجينات دورًا في زيادة خطر الإصابة بالسمنة، حيث يمكن أن يكون الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من السمنة أكثر عرضة لهذه المشكلة.
- “طرق التخلص من السمنة”
تُضيف نصار أن أفضل الطرق للتخلص من السمنة هو اتباع نهج شامل يجمع بين التغذية السليمة، النشاط البدني، والدعم النفسي. يُنصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من خلال تقليل السعرات الحرارية بشكل معتدل مع التركيز على الأطعمة ذات السعرات الحرارية المنخفضة، وتجنب تخطي الوجبات، وخصوصًا وجبة الإفطار، لأنها من الوجبات المهمة. كما يُفضّل تناول 5-6 وجبات صغيرة بدلًا من 3 وجبات كبيرة.
ينبغي أيضًا تناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه، الخضروات، والحبوب الكاملة، لأنها تُساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول، مع تقليل استهلاك الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات. يُوصى بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا (حوالي 30 دقيقة يوميًا) من الأنشطة المعتدلة مثل المشي السريع، السباحة، أو ركوب الدراجة. بالإضافة إلى التغييرات في نمط الحياة، يُنصح بالحصول على 7-9 ساعات من النوم الجيد ليلاً، حيث إن قلة النوم قد تؤدي إلى زيادة الوزن بسبب ارتفاع مستويات هرمونات الجوع. كما أن شرب كميات كافية من الماء يُساعد في تقليل الشهية وتحسين التمثيل الغذائي.
- “أدوية تقليل الشهية” علاج السمنة الدوائي
وتُوضح دانة نصار أن بعض الحالات قد لا تنجح فيها الطرق التقليدية مثل النظام الغذائي والتمارين لتخفيض الوزن، مما يستدعي اللجوء إلى العلاجات الدوائية تحت إشراف طبيب لتحديد العلاج الأنسب وفقًا للحالة الصحية. تشمل هذه العلاجات أدوية تقليل الشهية، أدوية تقليل امتصاص الدهون، إبر موازنة مستويات السكر في الدم، وأدوية تعديل الشهية والسلوك الغذائي. ومع ذلك، لا تُعتبر هذه الأدوية حلاً سحريًا للوصول للوزن المثالي، بل يجب استخدامها جنبًا إلى جنب مع التغييرات في النظام الغذائي وممارسة النشاط البدني. وفي بعض الحالات الصعبة، قد يكون التدخل الجراحي هو الخيار الأنسب.
- “جهود كبيرة للرعاية”
من جهتها تبذل المراكز الصحية التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية جهودًا كبيرة في مكافحة السمنة، نظرًا لكونها تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب جهودًا منسقة على مستوى الأفراد والمؤسسات. تُنظم المؤسسة ورش عمل ودورات تدريبية لرفع الوعي حول العوامل المسببة للسمنة، مثل التغذية السليمة وأهمية النشاط البدني، بالإضافة إلى نشر المواد التعليمية التي تشجع على تبني نمط حياة صحي.