يعد اليوم الثامن من شهر مارس كل عام وهو اليوم العالمي للمرأة، محطة مهمة في مسيرة المرأة أينما كانت ووجدت على كوكب الأرض، فهو مناسبة سنوية للتذكير بدورها وتفانيها وما تقوم به في حياتنا على مختلف الصعد الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية والإنمائية.
ويعتبر من الأيام الدولية التي تحتفي فيها المرأة القطرية بإنجازاتها ومناسبة مهمة لتجديد التأكيد والاعتزاز بدورها الرائد في نهضة وطنها ومساهماتها الجلية في كافة المجالات، حيث لا يخفى على الجميع الدعم الذي تحظى به المرأة القطرية من القيادة الرشيدة، ووفقا للتوجيهات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بوضع الخطط ورسم السياسات وإنشاء وتكوين المؤسسات التي تعنى بتمكينها وتطوير قدراتها، بصفتها شريكا أساسيا في عملية التنمية الشاملة والمستدامة بالدولة.
لذلك كله لا يمكن تصور خلو يوم من دور المرأة بمختلف مسمياتها ووظائفها، وهي عنوان لأي نجاح يتحقق ولا يمكن إطلاقا تصور ذلك في غيابها أو بدون مشاركتها.
وفي دولة قطر وبتوجيهات القيادة الحكيمة، وبنص الدستور، ورؤية قطر الوطنية 2030، تحظى المرأة القطرية بمكانة مرموقة وتقدير رفيع، وببرامج وخطط واستراتيجيات للنهوض بها وتمكينها، لتقوم بالمهام والأدوار الحيوية المنوطة بها بجانب شقيها الرجل.
وقد اتخذت الدولة لها الإجراءات والتشريعات، وأسست المؤسسات والمراكز والمعاهد المتخصصة التي تعنى بشؤونها، وتوفير الفرص المتكافئة لها، لتعزيز مكانتها وصون حقوقها وتوفير الحياة الكريمة لها، وهو ما مكنها من تولي مناصب قيادية ومؤثرة في كافة المواقع والوظائف التي تشغلها وتبوأها، لتبرز بجلاء وبكل وضوح إمكانياتها وشخصيتها وإسهاماتها الفاعلة بما في ذلك عملية صنع القرار ، ما يجعلها بحق شريكة في البناء والتنمية بشتى أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها.
وتأكيدا على هذا الاهتمام والرعاية الفائقة، ظلت قطر تحتفي بكل مناسبة تعنى وتمجد دور المرأة على المستويين الإقليمي والدولي، ومن ذلك يوم المرأة العالمي ويومها الخليجي والعربي، مع التأكيد فعلا وممارسة وبنص القوانين والتشريعات، على إنصافها وعدم تمييزها، وتجنب أي نوع من العنف ضدها في إطار الأسرة القطرية القدوة والمتماسكة.
ولا يمكن بالتأكيد الحديث عن المرأة القطرية في هذه المناسبة العالمية المميزة من دون الإشارة إلى الدور الكبير الذي قامت وتقوم به صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والذي يحظى بتقدير واحترام عالمي واسع، كونه لا ينحصر على الشأن المحلي، بل يمتد إلى المستويات الإقليمية والدولية.
كما أولت سموها اهتماما كبيرا لكافة الجوانب المتعلقة بالمرأة، ما ساهم في إبراز دور المرأة القطرية وتحفيزها للنهوض بالمجتمع ، فضلا عن إطلاق وتشجيع سموها للعديد من المبادرات التي تنهض بالمجتمع والمرأة والأسرة، وبالتعليم والعلوم والصحة والتراث، وخير شاهد على ذلك مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع التي احتفلت مؤخرا بمرور 30 عاما على تأسيسها.
وقد أكدت على هذه الرعاية والدور المتميز للمرأة القطرية كل من سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وسعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ استعرضتا خلالها ما حققته المرأة القطرية من إنجازات، والفرص الكبيرة التي أتاحتها الدولة لها لتصبح بالتالي شريكا أصيلا في مسيرة البناء والتنمية في قطر .
وفي هذا السياق أكدت سعادة السيدة مريم بنت عبدالله العطية رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، على المكانة الرفيعة والاهتمام الكبير الذي تحظى به المرأة القطرية بفضل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة، الأمر الذي مكنتها من تحقيق إنجازات رائدة في شتى المجالات، وتبوء مناصب قيادية داخل الدولة أو على المستوى الدولي، وكذا المشاركة في صنع القرار.
ونوهت سعادة رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في تصريحاتها لـ/قنا/ إلى أن المرأة القطرية أصبحت الآن نتيجة ما أتاحته لها الدولة من فرص للتمكين وتطوير قدراتها، شريكة وبكل مسئولية في نهضة البلاد وتقدمها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والحقوقية والبرلمانية والاجتماعية والثقافية وغيرها، وهو ما أكسبها الاحترام والتقدير والإشادة داخل قطر وخارجها، وجعلها محل فخر لكل مواطن ومقيم.
واستعرضت سعادة السيدة العطية الفرص الكبيرة والواسعة التي أتاحتها الدولة للمرأة القطرية من حيث التعليم والصحة والتوظيف والتأهيل، ومشاركتها الفاعلة والإيجابية في القطاعين العام والخاص، حيث أبرزت قدراتها القيادية وإحساسها بالمسئولية، ما أسهم في تعزيز دورها في جميع الوظائف والمناصب التي تشغلها.
وثمنت سعادة السيدة مريم بنت عبد الله العطية الدور الفاعل والمؤثر لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والمبادرات التي أطلقتها سموها على المستويات المحلية والإقليمية والدولية لتعزيز دور المرأة وضمان حقوقها.
وقالت، إن احتفال دولة قطر باليوم العالمي للمرأة هو في الحقيقة احتفاء بالمرأة القطرية، وتقدير لجهودها وإنجازاتها، كونها ركيزة أساسية لبناء المجتمع والنهوض الشامل بالدولة.

ونتيجة لكل هذا الاهتمام المتزايد بالمرأة في قطر وعلى مراحل حياتها المختلفة، فضلا عن إنشاء وتأسيس العديد من الأجهزة والمؤسسات التي تخدمها وترفع من قدراتها وتعزز تمكينها، تبوأت المرأة القطرية مناصب عليا بالدولة، فهي الوزيرة والمندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، وهي السفيرة للدولة لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة بجنيف، وهي وكيل الوزارة والوكيل المساعد، كما شغلت منصب رئيس جامعة قطر، وغير ذلك من المناصب الرفيعة على الصعد الاقتصادية والدبلوماسية والتعليمية والثقافية والأدبية وغيرها الكثير ، وأصبح لها كيانات وروابط خاصة بها مثل لجنة رياضة المرأة القطرية ومنتدى سيدات الأعمال القطرية.
وفي سياق متصل، فقد لعبت المرأة القطرية دورا فاعلا ومؤثرا في كل المناسبات الدولية التي استضافتها دولة قطر ، مثل بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، وقمة الويب قطر 2025 الأخيرة.
وتؤكد سعادة الدكتورة حمدة بنت حسن السليطي نائب رئيس مجلس الشورى، في تصريحاتها الخاصة لـ/قنا/ بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، على الدور الفاعل للمرأة القطرية ومشاركتها في جهود التنمية في البلاد ما جعلها شريكا رئيسيا في بناء الحاضر وصياغة المستقبل، جنبا إلى جنب مع الرجل.
وأضافت سعادتها قائلة في سياق ذي صلة "في هذا اليوم الذي يحتفي فيه العالم بالمرأة ودورها الفاعل في المجتمعات، نجدد التأكيد على أن دولة قطر، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، قد وضعت تعزيز مشاركة المرأة ضمن أولوياتها الاستراتيجية، باعتبارها ركيزة أساسية في بناء مجتمع مزدهر ومتقدم".
وأشارت سعادة نائب رئيس مجلس الشورى في تصريحاتها، إلى أن هذه الرؤية قد انعكست في السياسات الوطنية، وفي التزام الدولة بتنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030، وتعزيز مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، باعتبارها شريكا رئيسيا في بناء الحاضر وصياغة المستقبل، جنبا إلى جنب مع الرجل.
وقالت إنه في هذا الإطار، حرصت الدولة على توفير بيئة داعمة تتيح للمرأة القطرية فرصا واسعة في التعليم والتدريب والتأهيل، مما مكنها من تحقيق معدلات تحصيل أكاديمي مرتفعة تجاوزت فيها نسب الخريجات الجامعيات حاجز الـ70 بالمئة، كما ساهمت السياسات الوطنية في تعزيز دور المرأة في سوق العمل، حيث تجاوزت نسبة مشاركتها 37 بالمئة، فيما تشغل النساء القطريات 30 بالمئة من مواقع صنع القرار، الأمر الذي يعكس حجم الثقة التي تحظى بها، ودورها الفاعل في توجيه السياسات واتخاذ القرارات الاستراتيجية.
ونوهت سعادة السيدة السليطي إلى أن المرأة القطرية تواصل تقدمها في مختلف القطاعات، إذ تتجاوز نسبتها في شغل الوظائف التخصصية 52 بالمئة، ما يعد مؤشرا واضحا على نجاح الجهود الوطنية في تهيئة المناخ الملائم لتعزيز دورها، انطلاقا من الإيمان بأن تمكين المرأة هو استثمار في طاقات المجتمع، وينعكس إيجابيا على التنمية المستدامة.
وأشادت سعاة نائب رئيس مجلس الشورى في هذه المناسبة بالدور الريادي الذي تضطلع به صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في دعم المرأة القطرية وتقديم نموذج يحتذى به، من خلال جهودها الرائدة في مجال التعليم والتنمية، وإطلاق المبادرات الهادفة إلى تمكين المرأة محليا وإقليميا ودوليا.
ومضت إلى القول: "لا شك أن تميز المرأة القطرية في خدمة بلادها هو نتيجة للدعم الكبير الذي تلقته، ولقد آمنت قيادتنا الحكيمة بإمكانات وقدرات المرأة، وأولت اهتماما بتعزيز دورها في مختلف مجالات الحياة، فضلا عن تبني الدولة لتشريعات وسياسات ساعدت المرأة في تحقيق التوازن بين مسؤولياتها في العمل ودورها الأسري، ونحن في مجلس الشورى، نؤكد التزامنا بدعم السياسات والتشريعات التي تعزز من دور المرأة، وتكرس مشاركتها الفاعلة في مختلف المجالات، بما يحقق أهداف التنمية المستدامة، ويواكب تطلعات قيادتنا الحكيمة لمستقبل أكثر إشراقا للمرأة القطرية والمجتمع بأسره".

وقد امتدت جهود تعزيز دور المرأة القطرية وتطوير قدراتها وتعزيز دورها لتشمل العمل العام والخاص والتطوعي، وسوق العمل والمجال التقني وشتى ميادين العلوم والمعارف، ما يؤشر بجلاء إلى تنوع فرص توظيفها، وبالتالي مساهمتها القيمة في التقدم العلمي والبحث والابتكار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، لتكون قائدة ورائدة في مجالات متعددة تصدرت فيها بلادها الكثير من الدول.
وتقول السيدة ابتهاج الأحمداني عضو مجلس إدارة غرفة قطر ورئيس منتدى سيدات الأعمال القطريات: إن المرأة القطرية حظيت بدعم كبير من جانب القيادة الرشيدة، التي فتحت أمامها المجال لتشارك بإيجابية في المجتمع وتتقلد كافة المناصب الحكومية العليا، وتعمل في كافة قطاعات الأعمال والاستثمار، لتثبت بذلك جدارتها واستحقاقها لهذا الدعم.
وبينت الأحمداني في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بمناسبة يوم المرأة العالمي الذي يصادف يوم 8 مارس من كل عام، أن المرأة القطرية أثبتت حضورها القوي في عالم الأعمال، وساهمت بفعالية في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال ريادة الأعمال والمشاريع الاستثمارية الطموحة.
وهنأت كل امرأة ساهمت وتسهم بجهدها وعطائها في تنمية المجتمع وتعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية، معربة عن تقدير الجميع لهذه الإسهامات ومؤكدة أن الاحتفال بهذه المناسبة المهمة هو احتفاء بإنجازات المرأة في مختلف المجالات، والتأكيد على دورها المحوري في بناء مستقبل مزدهر ومستدام.
كما أكدت حرص غرفة قطر على دعم وتمكين المرأة في القطاع الخاص، وخلق بيئة عمل مشجعة تعزز من مساهمتها في التنمية الاقتصادية، من خلال تبنيها لكافة المبادرات التي تعزز دور سيدات الأعمال وتسهم في نمو أعمالهن وتطويرها.
ونوهت بأن الغرفة تركز على هذا الهدف انطلاقا من إيمانها بأن تمكين المرأة وتعزيز دورها في ريادة الأعمال هو ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، معربة عن تطلعها إلى المزيد من المبادرات والفرص التي تتيح للمرأة تحقيق تطلعاتها والمساهمة في الاقتصاد الوطني والعالمي.
واستعرضت الجهود التي يبذلها منتدى سيدات الأعمال القطريات في سبيل تمكين المرأة كجزء أساسي من تحقيق التنمية المستدامة، موضحة أن المنتدى يعتبر منصة تجمع مجموعة من سيدات ورائدات الأعمال القطريات اللاتي يساهمن بفعالية في نمو الاقتصاد القطري، وتفعيل دور القطاع الخاص في مسيرة التنمية.
ولا شك أن كل هذه الإنجازات النسوية العديدة في قطر، تحظى بتقدير كبير من المجتمع، وتظل محل فخر لكل قطري ومقيم في البلاد، وهو ما يحفز أكثر لتعزيز دور المرأة القطرية ومشاركتها في شتى المجالات الحياتية، وكذا تمثيل بلدها خير تمثيل فيما يعهد إليها من مهام ومناصب داخل وخارج وطنها هي جديرة بها.
يذكر أن الأمم المتحدة بدأت الاحتفال باليوم العالمي للمرأة منذ عام 1975 للدلالة على التقدير والاحترام العام للمرأة ولإنجازاتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها في المجالات شتى.