في خطوة غير مسبوقة، أمر ملك المملكة المتحدة، الملك تشارلز الثالث، بفتح قاعة سانت جورج الملكية في قصر وندسور لاستقبال الصائمين خلال شهر رمضان، لتكون هذه المرة الأولى التي تُستخدم فيها هذه القاعة الملكية العريقة في مناسبة غير ملكية.
وشهدت القاعة الملكية، التي يعود تاريخها إلى أكثر من ألف عام، تنظيم حفل إفطار جماعي ضم نحو 360 شخصًا، بتنظيم من مشروع خيمة رمضان، وبرعاية عدد من المؤسسات الخيرية والأفراد. وتأتي هذه المبادرة في إطار دعم الملك البريطاني للحوار بين الأديان وتعزيز التنوع الديني في البلاد.
رفع الأذان في قصر وندسور
استقبلت إدارة القصر الملكي البريطاني جموع الصائمين قبل موعد الإفطار بساعة، برعاية وتنظيم من مؤسسة خيمة رمضان. وتم رفع الأذان داخل القصر وإقامة صلاة المغرب، أعقبها توزيع وجبات الإفطار التي أعدتها المؤسسة الخيرية بتمويل من عدة دول وأفراد. كما خصصت إدارة القصر جولات داخلية للضيوف، لتعريفهم بتاريخ القصر الملكي وقاعاته التراثية.
إتاحة القصور الملكية للجميع
وفي هذا السياق، صرّح سيمون مابلز، رئيس قسم الزوار في قلعة وندسور، أن استضافة الصائمين للإفطار في القاعة الملكية تتماشى مع جهود إتاحة القصور الملكية للجميع، وتنسجم مع دعوة الملك لتعزيز حوار الأديان. وأوضح أن القصر كان قد استضاف إفطارًا جماعيًا في العام الماضي، لكنه أُقيم في مركز التعلم بالقصر، وليس في القاعة الملكية نفسها.
مبادرة تعزز روح التسامح والتعايش
ويعكس استضافة هذا الإفطار الملكي في قاعة سانت جورج، التي احتضنت على مر العصور أهم المناسبات الملكية، اهتمام المؤسسة الملكية بالاحتفاء بالمجتمع المسلم في بريطانيا. وقد أبدى المشاركون في الإفطار إعجابهم بهذه البادرة، التي عززت شعورهم بالانتماء، ورسّخت قيم التآخي والتعددية في بلدهم.
تعزيز التماسك المجتمعي
وعلّق عمر صوالحة، الرئيس التنفيذي لمشروع خيمة رمضان، خلال حضوره الإفطار، قائلًا: "هذه الخطوة تُعد لفتة متميزة من الملك تشارلز الثالث، الذي يُعتبر سفيرًا رائعًا لتعزيز التماسك المجتمعي. لقد كانت لحظة استثنائية ومؤثرة عندما اجتمع الصائمون في القاعة الملكية بالقصر لتناول الإفطار في رمضان."
كما أعرب صوالحة عن امتنانه لهذه الخطوة الداعمة للجالية المسلمة في بريطانيا، مؤكدًا أنها تذكير بأهمية التنوع الثقافي، وتعزز الانتماء المشترك بين جميع المواطنين، بغض النظر عن دياناتهم.