أكد عدد من تجار الذهب في استطلاع أجرته "الشرق" انتعاش حركة سوق الذهب في الدوحة منذ بداية موسم الصيام، متوقعين تزايدها إلى غاية عيد الفطر المبارك، الأمر الذي كان منتظرا بالنسبة لهم باعتبار رمضان واحدا من بين أفضل مواسم سوق المعدن النفيس في البلاد، وذلك بالنظر للعديد من المعطيات وأهمها الرغبة في تعزيز روابط الصلة بين أفراد العائلة من خلال الهدايا الثمينة وأبرزها الذهب، مقدرين نسبة زيادة الطلب في أول أسابيع الصيام بـ 30 % مقارنة بما كانت عليه الأوضاع في المرحلة الماضية.
في حين شدد البعض الآخر منهم على جاهزية السوق المحلي للذهب لتلبية الطلب المتضاعف على المجوهرات في هذا الموسم، وذلك بفضل الدمج بين الأطقم المحلية وغيرها من المجوهرات المستوردة من مجموعة من الدول المشهورة بجودتها في هذا النوع من الصناعات، مشيدين بالتطور الكبير الذي شهدته الورش المحلية، والتي تمكنت في ظرف وجيز من تنمية نفسها على مستوى الكيف والكم، وذلك بطرح أنواع مميزة من الذهب العالي الجودة، وبكثافة تسمح بتغطية حاجيات السوق المحلي، داعين المنتجين المحليين إلى مواصلة العمل وفق ذات النهج، والتركيز على تسجيل المزيد من النتائج الإيجابية في هذا القطاع.
زيادة الإقبال
وفي حديثه لـ "الشرق" توقع السيد عبدالقوي عفيفي، زيادة الإقبال على المعدن بشكل تدريجي خلال الأسابيع المقبلة، لافتا إلى ارتفاع مستويات التوافد على أسواق الذهب في الدوحة منذ أول أيام شهر رمضان، ومنتظرا تواصلها إلى غاية عيد الفطر، واصفا ذلك بالمنتظر في ظل العديد من المعطيات أولها تعود الناس على اقتناء المجوهرات في هذه الفترة من كل عام، والتي يعد الكثير من المواطنين والمقيمين في الدولة فرصة لا يمكن تضييعها لتعزيز العلاقات الأسرية والارتقاء بها إلى أعلى الدرجات الممكنة، وهو ما يتم عن طريق تبادل الهدايا بين الأصدقاء والأحبة، وأهمها الذهب الذي يأتي على رأس قائمة الهدايا المطلوبة متفوقا على العطور والألبسة.
وقدر عفيفي نسبة ارتفاع الطلب على الذهب في الأسبوع الأول من الصيام بحوالي 30 %، إذا ما قورنت الأوضاع بما كانت عليه في الشهر الماضي، وذلك بالرغم من الارتفاع القياسي الذي شهدته أسعار الذهب في المرحلة الماضية، منتظرا استقرارها عند هذا الحد خلال الفترة القادمة، التي قد تتسم بعودة الأفراد إلى شراء الذهب بمعدلات أضخم من تلك التي هي عليها في الوقت الراهن.
جاهزية السوق
من جانبه قال فهد الأبارة إن زيادة الطلب السنوية على الذهب خلال هذه الفترة، وانتعاش السوق جعل تجار المعدن النفيس في الدوحة يستعدون لهذا الموسم، الذي يأتي ضمن قائمة أكثر المواسم حركية بالنسبة لمبيعات الذهب، مؤكدا على جاهزية السوق المحلي للإقبال المتضاعف على الذهب مقارنة بالمستويات المعهودة في الأشهر الماضية، حيث يتم الاعتماد على الدمج بين القطع المصنوعة محليا، وغيرها من الأطقم المستوردة من مجموعة من البلدان، من بينها سلطنة عمان والكويت، وغيرها من مصادر الاستيراد الأخرى المعروفة بجودة منتجاتها.
وبين الأبارة أن أكثر ما يزيد من جاهزية السوق المحلي للذهب هو العمل المميز الذي تقوم به الورش المحلية، والتي نجحت خلال الأعوام الماضية في تطوير نفسها بشكل لا متناهٍ في جميع النواحي، انطلاقا من نوعية منتجاتها التي بلغت مستويات مميزة، ووصولا إلى كميات الإنتاج التي زادت بشكل جلي، وبصورة رائعة أسهمت في سد حاجيات السوق المحلي، وتمويله بقطع من المجوهرات الفريدة من نوعها، مهنئا المصنعين المحليين على التطور الذي حققوه في الأعوام الماضية، وداعيا إياهم إلى مواصلة السير على ذات النسق مستقبلا من أجل تسجيل المزيد من الإنجازات، ومواصلة التنافس على حجز ثقة أكبر عدد ممكن من الزبائن في السوق الوطني للذهب.
وفرة الذهب
بدوره أكد السيد بدر الحوثري وفرة الذهب في السوق المحلي خلال المرحلة الحالية، قائلا إن المحلات العاملة في بيع المعدن النفيس تشهد فائضا في المعروضات، ما أعطى المزيد من الخيارات للزبائن الذين بات بإمكانهم الوصول إلى كل ما يرغبون فيه من الأطقم الجميلة، سواء كان ذلك في سوق الذهب أو في غيره من المحلات المتواجدة حاليا في شتى المراكز التجارية والمولات.
وبين الحوثري أن تمويل السوق المحلي للذهب في الفترة الحالية يتم عبر المزج بين المنتجات المستوردة القادمة من مختلف البلدان، وفي مقدمتها الكويت وسلطنة عمان، والسلع المحلية التي نجحت في الأعوام القليلة من غزو السوق الوطني بشكل جلي، بفضل تمكن المصانع القطرية من الرفع من مستوى كفاءتها الإنتاجية من حيث الجودة أولا، حيث يتم العمل آنيا وفق أفضل المعايير والأساليب المستخدمة على المستوى الدولي في الورش الموجودة داخل الدوحة، ومن ثم الكمية التي تضاعفت خلال الفترة الأخير، ما أسهم بطريقة مباشرة في تعزيز مكانة المجوهرات الوطنية في السوق المحلي للذهب، وجعلها واحدة من بين أكثر السلع استقطابا للزبائن سواء تعلق الأمر بالمواطنين أو المقيمين.