يعد "القرنقعوه" من المناسبات التراثية المحببة والتي ينتظرها الأطفال كل عام، إلا أن التوزيعات التقليدية المصاحبة لها غالبا ما تحتوي على كميات كبيرة من السكريات والألوان الاصطناعية، مما قد يشكل خطرا على صحة الأطفال، خاصة أولئك الذين يعانون من الحساسية الغذائية أو الأمراض المزمنة مثل السمنة والسكري. ومن هذا المنطلق، تبرز الحاجة إلى إعادة النظر في مكونات هذه التوزيعات، واستبدالها بخيارات صحية تضمن الاستمتاع بالمناسبة دون الإضرار بصحة الأطفال.
وحذرت اختصاصيات التغذية العلاجية خلال حديثهن مع "الشرق" من ترك الأطفال دون السادسة دون مراقبة منعا لحالات الاختناق بسبب تناول المكسرات، كما على الأسر اليقظة ومتابعة أطفالهم خاصة الذين يعانون من حساسية بعض المكسرات والأطعمة، وأيضا المصابين بالسكري لتنظيم تناول الحلويات ومنعهم من تناولها دفعة واحدة.
واقترحت اختصاصيات التغذية العلاجية تقديم بدائل مغذية ومبتكرة، مثل التمور المحشوة بالمكسرات، وكرات الطاقة المصنوعة من الشوفان والتمر، والشوكولاتة الداكنة الخالية من السكر، بالإضافة إلى الفشار كخيار خفيف ومشبع.
* صلاحية المنتجات
في هذا السياق شددت السيدة غادة عبد العزيز- اختصاصية تغذية علاجية-، على أهمية التوازن بين الحفاظ على هذه العادة التراثية والالتزام بالتوصيات الصحية، مشيرة إلى أهمية تقليل استهلاك السكريات، خاصة الحلوى التي تفتقر إلى القيمة الغذائية، مع إمكانية استبدالها بخيارات صحية مثل الفواكه المجففة أو التمر المغطى بالشوكولاتة الداكنة. كما اقترحت تحضير بدائل منزلية مثل حلوى الجيلي المصنوعة من عصير الفواكه الطبيعية. وفي المقابل، شددت على إمكانية الاستعانة بالمكسرات النيئة والذرة أو البازلاء المحمصة بدلاً من المقلية، مع ضرورة توخي الحذر عند اختيار الحلوى للأطفال الذين يعانون من حساسية الطعام، وقراءة مكونات المنتجات وتاريخ صلاحيتها بعناية.
* أفكار مبتكرة
من جانبها، قدمت فاطمة صادق- اختصاصية تغذية علاجية، أفكاراً مبتكرة لجعل توزيعات القرنقعوه أكثر صحة، حيث أوصت باستخدام الشوكولاتة الداكنة بنسبة كاكاو 70 % أو أكثر والخالية من السكر المضاف، بالإضافة إلى كرات الطاقة المصنوعة من التمر والشوفان والمكسرات. كما اقترحت بدائل طبيعية للحلوى التقليدية مثل مكعبات الشيا بالفواكه الطازجة، وحلوى السمسم بالعسل كبديل للحلوى الغنية بالسكر. وبالنسبة للفواكه المجففة، أوصت باختيار الأنواع غير المغلفة بالسكر مثل المانجو والأناناس والتفاح المجفف. وأشارت إلى إمكانية استبدال المكسرات التقليدية ببذور اليقطين أو بذور عباد الشمس، مع تقديم اللوز المغطى بالكاكاو الخام كخيار صحي آخر.
* بدائل الحلويات
في السياق ذاته، حذرت كرستينا لطفي - اختصاصية تغذية علاجية، من مخاطر الإفراط في تناول السكريات، مشيرة إلى ارتباطها بالسمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري، مؤكدة ضرورة ضبط كمية السكريات التي يتناولها الأطفال، خاصة خلال مناسبة القرنقعوه التي تكثر فيها المكسرات والشوكولاتة. وأوصت بتقسيم الكمية المستهلكة على مدار الأسبوع بدلًا من تناولها دفعة واحدة، واستبدال بعض الحلويات بالفواكه المجففة مثل التمر المحشو بالمكسرات أو زبدة الفول السوداني والمزين بالشوكولاتة، بالإضافة إلى ذلك، نبهت إلى أضرار بعض أنواع الحلويات على الأسنان.
* ضرر صحي
وقالت السيدة روى رفاعي- اختصاصية التغذية العلاجية "إنَّ القرنقعوه من المناسبات التراثية التي تبعث البهجة في نفوس الأطفال، إلا أن التوزيعات التقليدية أصبحت تعج بالأطعمة الغنية بالسكر والألوان الاصطناعية، مما قد يشكل ضررًا صحيًا، لا سيما على الأطفال المصابين بالسمنة أو السكري من النوع الأول أو غيرها من الأمراض المزمنة". وأشارت إلى أهمية الانتباه إلى هذه الجوانب، داعية الأسر إلى تحضير التوزيعات بأنفسهم لضمان جودتها وقيمتها الغذائية، من خلال تضمين خيارات صحية.
واقترحت تقديم بدائل مغذية مثل التمر أو كرات الطاقة المصنوعة من الشوفان والتمر، مع إضافة زبدة اللوز أو زبدة الفول السوداني العضوية، بالإضافة إلى استخدام الشوكولاتة الداكنة وتشكيلها بطرق جذابة تلائم أذواق الأطفال، كما أوصت بإدراج الفشار كخيار صحي ومشبع.