قطر واليمن تجمعهما علاقات أخوية متجذرة ومشاورات منتظمة

لقاءاتنا مع المسؤولين في قطر كانت مثمرة وإيجابية

مشروعات قطرية متنوعة قيد التنفيذ وأخرى سترى النور قريباً

دور قطر مهم جداً بالنسبة لليمن في ظل هذه الظروف الاستثنائية

الأزمة اليمنية معقدة ولا حل عسكريا لها ونسعى لمقاربات سياسية

دول الخليج معنية باستقرار اليمن لأن الأزمة تؤثر على كل المنطقة

مطلوب تغليب العقل والحكمة لإنهاء الحرب

إطالة أمد الحرب يعني المزيد من التفكك الاجتماعي

مطلوب تدابير جماعية تجبر الحوثيين على القبول بالحل السياسي

 

أكد سعادة الدكتور شائع الزنداني وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الجمهورية اليمنية، أن دولة قطر واليمن تجمعهما علاقات اخوية متجذرة ومشاورات سياسية منتظمة، موضحا أن الدوحة تنفذ عدد من المشاريع التنموية لصالح الشعب اليمني.
وشدد سعادته في حوار خاص مع "الشرق" على أن جميع دول الخليج معنية باستقرار اليمن لان أمنه يخص المنطقة ويؤثرعليها. وقال سعادته إن الأزمة اليمنية معقدة لاتحلها العقلية العسكرية وان اليمن بعد 10 سنوات من الحرب لم يحقق سوى المزيد من الدمار، ورأى أن الحوثيين لا يؤمنون بالحوار وليسوا شركاء من اجل حل سياسي.
وشدد على أن الحوثيين انقلابيين يعتقدون بأن حكم اليمن حق إلهي، موضحا ان تدمير حزب الله سينعكس عليهم وان التدخل الايراني ساهم في اطالة معاناة اليمن الازمة وطهران وفرت لهم الدعم.
ولفت د. الزنداني إلى أن هناك فرق بين وضع اليمن ولبنان وموقعه وارتباطه بالمنطقة يجعل الحل اكثر صعوبة مشددا على أن حل الازمة في اليمن تتطلب جهد موحد من كل القوى المؤثرة لإجبار الحوثيين على التراجع على الميدان وتسليم سلاحهم.
ومن خلال اجاباته على أسئلة "الشرق"، تحدث سعادة الدكتور شائع الزنداني عن اليمن وأزمته الداخلية وعلاقته بمحيطه الخليجي والاقليمي. وفيما يلي نص الحوار:


* نرحب بكم في بلدكم و بين أهلكم في قطر، زيارتكم للدوحة شملت عدد من اللقاءات بدأت مع رئيس الوزراء وعدد من المسؤولين وانتهت مع عدد من المؤسسات والمنظمات لو تضعنا في إطار أهداف هذه الزيارة ؟

- زيارتنا لدولة قطر تأتي في إطارالعلاقات المتميزة بين البلدين.. تربطنا مع قطر وشعبها علاقات أخوية تاريخية ومتجذرة. وطبعاً في مثل هذه الزيارة نبحث عن تطوير أفاق هذه العلاقات بشكل عام. كان لقاءنا مع معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية وسعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي وبقية المؤسسات القطرية الأخرى مثمرة وإيجابية تداولنا فيها عدد من القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية وأيضاً بالعديد من المشروعات التي تقدمها قطر للشعب اليمني في مختلف المجالات.

*هل هناك تصور لديكم لنقل العلاقات التاريخية مع قطر إلى أفاق أوسع سواء على الصعيد السياسي أو فيما يخص الحضور القطري في موضوع الدعم الإنساني بأشكاله المختلفة؟

بسبب المتغيرات التي حصلت في المنطقة والظروف الراهنة ربما ضعف التواصل بعض الشيء.. لكننا نركز الآن على أهمية إجراء المشاورات بصورة منتظمة بين البلدين وخاصة على مستوى السياسي، هذه المشاورات مفيدة ومهمة للطرفين. وأيضاً دور قطر مهم جدا بالنسبة لنا في اليمن خاصة في ظل الظروف الإستثنائية والحرب الموجودة التي خلقت مجموعة من التحديات على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لهذا أعتقد أن تجديد هذه الاتصالات وتحقيق المشاورات يؤثر إيجابا على صعيد العلاقات بين البلدين.

الوضع معقد

* من المؤكد أن ملف حل الأزمة في اليمن كان مطروح بينكم وبين المسؤولين القطرين. هل هناك جديد في هذا الصعيد؟


الأزمة اليمنية معقدة حقيقةً ومشكلتنا أننا نحاول أن نجد مقاربات دون حل حقيقي، لدينا قرارات من مجلس الأمن الدولي ودعم دولي كبير وأيضاً لدينا مرجعيات وطنية كثيرة. لكن المشكلة في اليمن لا تتعلق بالحل السياسي بمفهوم السياسة نفسها، لأن الطرف الحوثي الإنقلابي ليس لديه أي مشروع وطني أومشروع سياسي يمكن أن يبحث فيه عن شراكة وطنية معنا كحكومة. لديهم مشروع خاص يعتقدون أن لهم حق إلهي في الحكم وبقية الشعب اليمني يكون عبارة عن أتباع، إضافة إلى ذلك الحوثيون هم ذراع إيران في اليمن. وبالتالي إذ ما لم يتم مراجعة هذا الموقف من الصعب أن نتحدث عن تحقيق حل سياسي في المستقبل القريب.


*الأزمة اليمنية تراوح مكانها رغم هذه السنوات التي مضت ورغم كل التضحيات التي قدمت ماهي الاسباب؟

أولاً كان هناك قرارات من المجتمع الدولي ومن مجلس الأمن وخاصة قرار 2216 هذا القرار تقريباً معظم أجزائه لم تطبق رغم أنه موجود تحت الفصل السابع. وقد حاولنا أن نجرب أكثر من مسار لأجل إيجاد الحل. طبعاً هناك من يطرح أن الأزمة في اليمن بحاجة إلى حل سياسي وأنه لا يمكن أن يكون حل عسكري. إذن هنا الإشكال هو أنه عندما تغلق كافة الطرق والسبل لتحقيق حل سياسي.. وعندما يكون هذا الطرف متعنت ولا يفكر فقط بعقلية عسكرية. فبالتالي هذا يدفع إلى أن الحل قد يكون ضمن الخيار الآخر وهو الخيار العسكري.

*في موضوع المساعدات التي تقدمها القطر إلى الشقيقة اليمن خلال الفترة الماضية كان هناك عدد من المشاريع. هل هناك طرح لمشاريع جديدة في قطاعات مختلفة مستقبلا ؟

هناك العديد من المشروعات قيد التنفيذ في اليمن ومشروعات أخرى أيضاً سيتم تنفيذها في المرحلة المقبلة أعتقد أن هناك مصفوفة من المشروعات الممكن تنفيذها على مستويات مختلفة سواء في الجانب التنموي أوالخدماتي في قطاع الصحة أو الكهرباء وفي مجالات أخرى.

الوساطة القطرية

* قطر برزت خلال السنوات الماضية في موضوع الوساطة والعدوان على غزة شكل أيضاً مرحلة جديدة للوساطة القطرية. هل لدى الأخوة في اليمن رؤية عن إمكانية الاستفادة من التجربة القطرية لإيجاد حل للوضع في اليمن؟


بالنسبة لنا في اليمن طبيعي أن نرحب بأي جهود من قبل الأشقاء للمساعدة في ايجاد حل للأزمة اليمنية. وكما تحدثت من قبل كان هناك وساطة من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية ووصلنا إلى خارطة الطريق. نحن نعتقد أن جميع الدول الخليجية العربية هي محيطنا الطبيعي وأمن وإستقرار اليمن يمثل أمنها وسلامها. أعتقد أن جميع الدول معنية بما فيها الأشقاء في قطر بالوصول إلى حل للأزمة اليمنية.

*كما أشرت أن جميع الدول الخليجية معنية بإيجاد استقرار وأمن وسلام لأهل اليمن. كيف هي العلاقة اليوم الخليجية مع الأشقاء في اليمن؟ نعرف أن هناك مبادرة اخليجية هل لازالت قائمة بجهود من المملكة وسلطنة عمان؟ أين وصلت هذه الجهود؟

بالنسبة للمبادرة الخليجية كان هذا إجماع من قبل الدول مجلس التعاون عليها، وأعتقد أننا بالنسبة لنا كحكومة علاقتنا الجيدة مع جميع دول مجلس التعاون تتفاوت قضية الدعم من بلد إلى آخر وأيضاً مجالات هذا الدعم.
بالنسبة لخريطة الطريقة تم الاتفاق عليها مع الحوثيين بواسطة المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، هذه الخارطة تجمدت بسبب التصعيد الذي قام بالحوثيين في البحر الأحمرلأنه كان خارجا عن الاتفاق الموجود وكان هناك خروقات للهدنة مما انعكس بشكل سلبي على الإتفاق.

 

 



حل أزمة اليمن

*اذ أردنا إيجاد حل للأزمة في اليمن من أين يبدأ الحل ؟


أولاً يجب أن نبحث عن أسباب الأزمة، لأن زوالها سيؤدي إلى الحل. الأساس هو أن نتحدث عن حكومة وسلطة شرعية وعن انقلابيين، هذا التفسير الصحيح هو الذي يمكن أن يساعد على الحل. متى اقتنع الانقلابيون أن يكونوا موجودين في إطار الدولة وتخلوا عن السلاح وتوقفوا على أن يكونوا أذرعا لإيران وقتها سيتحقق الحل في اليمن.

*هل تعتقدون أن هناك إمكانية لتخلي الحوثيين عن السلاح والسلطة وانقطاع الدعم الإيراني هل هناك مؤشرات على قرب هذا الاحتمال ؟

هناك من يرى أنه فعلاً وفقاً للمعطيات التي حصلت أخيراً والتطورات في لبنان في سوريا وأيضاً انعكاساتها على إيران، وموقف إيران بشكل عام، أن هناك احتمالات لإضعاف الحوثيين، ولكن مطلوب خطوات جدية بمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين وفرض آليات تفتيش الى جانب إحياء بعض بنود قرارات مجلس الأمن الدولي. وبالتالي نحن نفكر دائماً أننا نحن بحاجة إلى تدابير جماعية على سبيل المثال أن يكون هناك موقف موحد لدول مجلس التعاون الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية في اتباع سياسات تجبرالحوثيين على القبول بالحل السياسي.

* هل ترون أن ما تعرض له حزب الله من ضربات وتراجع دور إيران في المنطقة انعكس بالفعل في الميدان على أداء الحوثيين؟

سينعكس بالتأكيد، نحن نعلم أن قدرات الحوثيين ليست قدرات ذاتية خاصة الصواريخ البالستية والطيران المسير كلها قادمة من إيران وهناك خبراء إيرانيين ومن حزب الله موجودون في اليمن.


تعقيدات كبيرة
*هل من الممكن أن نرى في اليمن مشهدا قريبا لما حدث في لبنان؟ بمعنى ضربات للحوثيين على غرار ما تعرض له حزب الله ؟

لايمكن مماثلة وضع اليمن بلبنان، أعتقد هناك فرق كبير جداً، موقع اليمن استراتيجي بالنسبة للمنطقة ولديه ارتباطه بمنطقة الجزيرة والخليج بشكل عام مما يجعل الحل في اليمن أعتقد أكثر صعوبة من لبنان.

مأزق كبير
*هذه التعقيدات التي أشرت إليها هل تضع الحوثيين في مأزق بمعنى وصول الأسلحة؟ تحدثت قبل قليل عن القرار الدولي هل تراهنون على المجتمع الدولي في إخضاع الحوثي لسلام فعلي في اليمن أو اتفاق مع الحكومة؟


نحن نحاول اتباع كل الوسائل الممكنة من أجل الوصول إلى حل.. بالنسبة لنا كحكومة الحرب كانت مفروضة علينا وهي مفروضة عن الشعب اليمني ونلاحظ بعد عشر سنوات من الحرب أنها لم تتحقق فقط مزيد من الخراب والدمار ومزيد من المعاناة ولهذا فعلا مطلوب تغليب العقل والحكمة والنظر إلى المصالح العليا للشعب اليمني والبحث عن كل السبل والطرق التي تأدي إلى نهاية سنة هذا الحرب.



*هل يمكن القول أن باب الحوار المباشر مغلق بين الحكومة الشرعية وبين الحوثيين؟

المشكلة ليست في قضية باب الحوار المغلق،المشكلة في عقلية الطرف الآخر.. هم ليسوا شركاء حقيقيين للحوار ولا يريدون مصلحة اليمن وشعبها.

ضغوط على الحوثيين
حتى مع وجود ضغوطات على الحوثيين ليس هناك أي أمل لإنهاء هذا الوضع الذي انعكس على الشعب اليمني بدرجة كبيرة؟


الحوار يمكن أن يكون في مرحلة لاحقة بعد إضعاف قوى الحوثيين وتحجيمهم على الأرض بشكل أو بآخر. نحن نعلم أن المفاوضات بين أي أطراف أو جماعات تعتمد على ميزان القوى ميدانيا، لتستطيع أن تفرض الشروط التي تريدها على طاولة المفاوضات. بالنسبة لنا هناك عوامل كثيرة إذ ما اجتمعت وكان التخطيط لها سليما من جانبنا كحكومة مع شركائنا في التحالف والمجتمع الدولي يمكن أن تساعد على إيجاد الحل.

عدم التوحد
*هناك من يرى أن هناك نوع من عدم التوحد حتى داخل الحكومة اليمنية مما أعطى نوع من الأفضلية للحوثيين في خطوات متعددة. إلى أي مدى هناك اتفاق فعلي داخل الحكومة اليمنية لمواجهة الحوثيين في الميدان؟


أعتقد أن هذا الأمر صحيح أن مصدر قوة الحوثي ليس قوة ذاتية ولكن هي الاختلالات الموجودة في جانبنا كأطراف لديها قوة الشرعية أساساً، ووجد الحوثي في هذه الثغرات والاختلالات فرصة لتثبيت قوته على الأرض لكن إذا كان هناك رغبة أو نية لتوحيد الصفوف باعتبار أن الحوثي هو العدو والمواجهة معه وجودية، وبعدها يمكن تحل أي اختلافات في إطار بقية المكونات الموجودة في اليمن.

 



* لكن هذه المشاريع التي تحدثت عنها المشاريع الفئوية أثرت في تماسك الشرعية والجبهة الداخلية وقدمت الحوثي على أنه هو الرهان الفعلي لليمن ألم تستفيدوا من تجارب السنوات الماضية في تحديد البوصلة الفعلية تجاه من هو العدو ؟

هناك اتفاق أن الخطر على اليمن هم الحوثيين وبالتالي كل الأطراف متفقة لكن أحياناً هناك اختلاف في الوسائل وفي آليات المواجهة وأيضاً في ترتيب الأولويات، بعضهم يقدمون برامجهم الخاصة على الهدف الوطني العام وهو القضاء على الحوثي الذي تسبب في الإنقلاب على السلطة الشرعية. من المهم ترتيب الأولويات في إطار الحكومة وتعزيز مبدأ الثقة بين الأطراف المكونة لها لأن هذا التحالف الذي نشأ في إطار الحكومة كان هو نتيجة الحرب لم يكن لدينا أي شيء، الحوثي عندما قام بالإنقلاب على السلطة سيطر على كل مقدرات الدولة وبالتالي كان علينا بناء أجهزة ومؤسسات جديدة. نواجه تحديات كبيرة على الصعيد الإقتصادي والإجتماعي وعندما يحصل تفكك للدولة تبرز أصوات كثيرة سواء سياسية أو من أجل تحقيق المنافع الذاتية على حساب المصلحة الوطنية.

*لكن هذه التحديات التي أشرت إليها لم تدفع الشرعية أوالحكومة أوكل الفصائل لتوحيد الهدف ضد الحوثي الذي يراهن على الوقت لتمرير أجندته وقبول الأمر الواقع خاصة بعد 10سنوات من الحرب وتحقيقه مكاسب على عكس الشرعية التي ربما تراجع أدوارها؟

أولا كثير من المكاسب التي حققها الحوثيين هي للأسف أتت تحت مظلة الجانب الإنساني، لو نتذكر وضع في الحديدة في عام 2018 كانت قوات الحكومة على مشارف ميناء الحديدة، وكان يمكن أن تتحرر خلال يومين ولكن حين تدخل المجتمع الدولي ومنع الحكومة من أن تسيطر على الحديدة بحجة الجانب الإنساني والدمارالذي يمكن أن يلحق بها.. مثلاً لدينا طائرات تابعة للخطوط اليمنية محتجزة في مطار صنعاء تحت مظلة الجانب الإنساني أرسلت لنقل الحجاج فتم احتجازها. كان هناك بعض جوانب القصور في التعامل مع الحوثيين بعض المؤسسات التابعة للدولة ظلت تحت سيطرتهم ونتخذ تدابير من قبل الحكومة لنقلها إلى العاصمة.

*ألا يوجد لدى الحكومة الشرعية بدائل لتجاوز هذا الوضع الذي مضى عليه أكثر من عشر سنوات؟

نحتاج إلى مقاربة وطنية وإقليمية ودولية، قرار مجلس الأمن 2216 تعامل مع الحوثين باعتبارهم تهديدا للسلم الأمن الدولي لكن لا يوجد فعل موحد مع الحكومة التي لم تدعم بشكل كافي من قبل المجتمع الدولي لو نلاحظ الأزمة في اليمن مقارنة بعض الأزمات الأخرى ماذا قدم لليمنيين من قبل المجتمع الدولي أعتقد أشياء بسيطة جداً. هناك جهود من أجل تعزيز الحكومة الشرعية من أجل قيامها بدورها ومسؤولياتها الوطنية. الان هناك قيادة مشتركة عسكرية وأمنية تجمع كل المكونات المنضوية تحت شرعية.


تخلي المجتمع الدولي

* في ظل المقاربة التي أشرت إليها دكتور وفي ظل تخلي المجتمع الدولي عن اليمن، أو جعله ضمن المراتب المتأخرة، ألا تعتقدون أن تراجع الحكومة خطوات إلى الخلف وتراجع الحوثيين خطوات إلى الخلف يمكن أن يوجد أرضية لإيجاد حل؟

نحن كحكومة قدمنا تنازلات كثيرة في مراحل مختلفة منذ بدأت المشاورات مع الحوثيين في جنيف وفي الكويت كانت هناك مشاورات أكثر من ثلاثة أشهر وبالتالي عندما قدم المقترح للاتفاق مع المليشيات الحوثية نحن وقعنا على الاتفاق وهم رفضوا في آخر لحظة هم غيرمعترفين بالحكومة أساساً وبالتالي لهم فكرهم الخاص. لو تتبعت سياسات القمع والقهر الذي مورست على المواطنيين اليمنيين في مناطق سلطة الحوثيين، ستجد أن الأمر وصل إلى تغيير المناهج ومحاولة غسل أدمغة الطلاب بأفكار حقيقة غريبة على المجتمع اليمني.

*طيب ألا تخشون في ظل هذا المدة الزمنية وهذه الإجراءات التي تقوم بها جماعة الحوثيين إلى إيجاد أو تقسيم اليمن إلى يمنين أو أكثر؟

بالتأكيد هذا سيساعد في حصول مزيد من التفكك الاجتماعي وأيضا على الصعيد الوطني بشكل عام. نحن نعمل من أجل نهاية سريعة لهذا الحرب ونتبع كل السبل الممكنة التي تدعم كيان الدولة وتساعد سلطتها في بعض المناطق التي يسطر عليها الحوثيون.

*في حرب غزة ظهر لليمن دورين، الدور الرسمي، ودور جماعة الحوثيين الذين يخوضون حرب البحر الأحمر، وربما أدى ذلك الى نوع من التعاطف في الشارع العربي والإسلامي مع الجماعة، ألا تخشون أن هذه الخطوات تقدم الحوثيين على أنهم مناصرين للقضايا العربية مقابل الموقف الرسمي اليمني الذي كان متذبذبا؟

بالعكس موقفنا لم يكون متذبذبا، بل كان موقفنا مع القضية فلسطين ولا يستطيع أحد أن يزايد على موقف أي يمني.. كان موقفنا في كافة المحافل والمناسبات داعم للموقف العربي العام ضد إسرائيل.. بالنسبة للحوثيين، هم استغلوا الوضع في غزة لكسب حالة عاطفية لدى الشعب العربي، طبعا العرب بشكل عام يتعاطفون مع فلسطين و مناصريها بغض النظر من يكون، لكن الحوثيين أساسا لايمثلون الشعب اليمني. كيف يقنعونا أنهم يقفون إلى جانب الشعب الفلسطيني في غزة وهم يقتلون أهلنا في اليمن. كما نرى أن هذا الموقف يبقى ضمن دورهم في المحور الإيراني.. نحن تضررنا في اليمن ارتفعت أسعار السلع من إيقاف السفن وتضررت الشركات.. مصر خسرت حوالي 10 مليار دولار بسبب عدم مرور السفن في قناة السويس.

*أنتم ضد الخطوات التي قام بها الحوثي في البحر الأحمر؟

بالتأكيد نحن مع فلسطين لكن الحوثي جماعة تقتل وتعتدي كيف لها أن تنصر الشعب الفلسطيني.. هذه المعادلة غريبة.

* هم استغلوا موضوع الصواريخ المطلقة من صنعاء تجاه الكيان الإسرائيلي لاكتساب المزيد من التعاطف هل يمثل ذلك أيضا نوع من الإحراج للحكومة اليمنية؟

لا يمثل إحراج بالنسبة لنا، لأننا نعلم من هم الحوثيين أساساً فنحن عندما نتحدث عن جماعة تسببت في تدمير شعب بلادها لا يمكن أن يقنعك أي منطق بأنهم مخلصون للشعب الفلسطيني.. الحقيقة انهم يستخدمون القضية للدعاية، ولتأكيد الحضور لأنفسهم لكسب التعاطف من المجتمع العربي. لكن الشرعية لا تأتيهم من البلدان العربية، الشرعية تأتي من الشعب اليمني.



*هل تعتقدون أن تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية يمكن أن يكون حلاً للأزمة؟

أعتقد أن هذا التصنيف يمكن أن يكون حلًا، ربما يكون أحد العوامل التي تساعد بالضغط على الحوثيين ونحن أكدنا بأكثر مناسبة أنه لابد من وجود جهد جماعي بين دول الاقليم ومع المجتمع الدولي.

*ربما تابعت ما حدث في سوريا في موضوع قوات سوريا الديمقراطية والاتفاق على دمج هذه القوات ضمن قوات الجيش الوطني هل يطرح مثل هذا الأمر أو هذه الخطوة في اليمن أن يتم مثلًا دمج الحوثيين ضمن قوات الجيش أو استيعابهم ضمن مؤسسات الدولة؟

الحوثيون هم أساسًا غير مقتنعين بالشراكة الوطنية وغير مقتنعين أيضًا بأن يكون هناك حل سياسي لصالح الشعب. نحن على العكس تحدثنا معهم في مشاورات كثيرة وقلنا أن السلاح يجب أن ينزع ويجب أن يكون في يد الدولة و أن تكون هناك سلطة واحدة ومن حق لليمنيين أن يكونوا شركاء في أي سلطة شريطة أن يبتعدوا عن العنف وفرض إرادتهم على البقية اليمنين.

* لا نجد حراك فعلي المجتمع الدولي ليس هناك اهتمام دولي بالأزمة اليمنية هذا يقود للبحث أن يكون هناك حواراً وطنياً يمنياً للخروج من هذا الوضع هل تعولون أن يكون هناك حلاً من خارج اليمن أم تعتقدون أن الحل يمني يمني؟

هناك من يقول أن الحل يمني يمني ولكن نحن نلاحظ كل المتغيرات الموجودة في المنطقة العريبة، ما حدث في لبنان وفي سوريا وبالتالي لا نستطيع أن نتحدث عن حلول وطنية خالصة لأن كثير من العوامل الآن قد تغيرت بالنسبة للسياسة الدولية وتغيرت الكثير من المفاهيم الموجودة في القانون الدولي سواء تتعلق بالسيادة أو سواء تتعلق بعدم التدخل بشؤون الداخلية أو حتى بمساواة الدول كما هو في الميثاق. الان موضوع اليمن نحن نعتقد أنه له بعد وطني داخلي ولها بعد إقليمي ودولي.

تدخلات خارجية

*هل ترون أن التدخلات الخارجية شكلت عقبة في إيجاد حل للأزمة اليمنية شرط إلى موضوع إيران على سبيل المثال ودعم الريحوتين وربما هناك أطراف أخرى أيضا هل ترون أن هذه التدخلات حالت دون الوصول إلى حل لموضوع اليمن؟

بالتأكيد التدخل الإيراني كان عامل أساسي في إطالة أمة الأزمة.إيران وفرت الكثير من عوامل القوى الصالحة للحوثيين دون إيران لن يتمكنوا من الصمود والبقاء.

*أليس مطروحا لديكم الحوار مع إيران؟

تحدثنا أكثر من مرة مع إيران من أجل عدم التدخل في اليمن. مشكلتنا ليست في العلاقة مع إيران لكن في التدخل في شؤوننا الداخلية. تأثيرات الأزمة التي حصلت في سوريا وفي لبنان ربما تؤدي إلى تعديل التوجه الإيراني في اليمن وربما يصبح الإيراني أكثر تشددا لأنه بالنسبة لهم قد يكون هو آخر معتقل لهم في المنطقة.


*طالما أنكم أشرتم أن قرار الحوثي في طهران، أليس من الأسرع لكم إنقاذ اليمن أن تكون هناك مبادرة أو القبول بالذهاب إلى المفتاح مباشرة؟

المشكلة هي أن الأمر لا يتعلق ببعد السياسي فقط هناك بعد طائفي للأمر ونحن نعلم أن إيران منذ الثورة الإسلامية الايرانية كان لديها الفكرة التوسعية في المنطقة ووجودها في اليمن ليس من أجل المنصة ولكن من أجل محاصرة المنطقة بشكل كامل وبالتالي هي محاولة تهديد كل دول المنطقة. نحن مستعدين للحوار لكن الطرف الآخر غير مقتنع بالحوار يريد فرض إرادته. لدينا شروط محددة للحوار لدينا مرجعيات دولية وقرارت مجلس الأمنو المبادرة الخليجية.


*القرارت الدولية لا يمكن الرهان عليها مجدداً حسب تجربتكم ؟
الأمر مرتبط بمصالح سياسية في كثير من الدول وحسابات استراتيجية وموقع اليمن الاستراتيجي أعتقد أنه مغري ولم يتم الاستفادة من الثروات مما يجعل اليمن مستهدف. المسؤولية بالنسبة لنا بقدر ما هي مسؤولية يمنية نعتقد أيضاً هناك مسؤولية على بلدان مجلس التعاون وأيضاً على الدول الفاعلة في المجتمع الدولي لأن هذا الخطر الذي يمثله الحوثيون هو خطر على الجميع وليس على اليمن فقط.


*كيف تقرأون قرار الرئيس الامريكي تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية.هل تتوقعون أن وجوده في السلطة يمكن أن يغير الوضع في اليمن؟
قرار التصنيف بالنسبة للحوثين خطوة نعتقد أنها مهمة قد تساعد في إضعاف قدرات الحوثيين لكن في السياسة هناك أشياء متغيرة أحياناً تتخذ قرارات و تتغير فلا يمكن أن نبني سياسة أي دولة على قرارت تتغير.


*هل موقع اليمن كما أشرت إستراتيجي وثرواته تشكل لعنة عليه مما أدخله في مشاكل وأزمات عديدة ؟
اليمن موقعه استراتيجي و لديه ارث حضاري موقعه بالنسبة للأمة بشكل عام و التنوع الموجود في اليمن والقدرات الموجودة و المخزون البشري والثروات غير المستغلة جعلته مرمز نيران و مستهدف. نحن نحتاج في اليمن إلى تكوين دولة حقيقة كان هناك مشروع لم يكن هناك دولة بمعنى الدولة وبالتالي أعتقد نحتاج إلى بناء ادولة على أساس مؤسسي وأن نقبل تقاسم كل اليمنين للسلطة والثروة لتحقيق الإستقرار في اليمن الذي من شانه أن يشكل عامل قوة وعإضافة لجميع دول مجلس التعاون الخليجي.