انتشرت خلال الفترة الاخيرة ظاهرة عدم تقيد المصلين بوضع الأحذية في المكان المخصص لها أمام المساجد، الامر الذي ينتج عنه مظهر مشوه للشكل العام للمساجد التي يرتادها المصلون خمس مرات باليوم لأداء الصوات المفروضة بها، ويرون هذا المظهر غير الحضاري والذي يتمثل في تكدس الأحذية أمام مداخل المساجد دون تنظيم، رغم وجود رفوف مخصصة لذلك.
"الشرق" رصدت هذه الظاهرة بشكل واسع في العديد من المساجد بالدولة، حيث غياب الالتزام والتقيد بالقرارات التوعوية التي فرضتها وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية في وقت سابق ولفترة محددة وذلك بتوعية المصلين بهذا الشأن ووضع ملصقات توجه المصلين إلى وضع احذيتهم في الرفوف الخاصة بها أمام كل مسجد.
ويتسبب تكدس الاحذية امام المساجد بشكل يومي في عرقلة حركة الدخول والخروج من وإلى المساجد، خاصة لكبار السن الذين قد يواجهون صعوبة في تجاوز هذه العوائق أثناء تنقلهم، وربما يسقطون أرضا بسبب، خاصة وان الكثير منهم تصعب عليهم الحركة إلا بوسائل مساعدة مثل الكرسي المتحرك والعكاز.
واشتكى بعض المصلين من هذه الظاهرة، حيث إنهم يعانون كثيرا من الوصول إلى الرفوف أمام المساجد لوضع أحذيتهم، ويتجنبون التعثر بالأحذية الملقاة على الأرض أثناء دخولهم إلى المسجد، كما أن هذه الفوضى تتسبب في ضياع الأحذية أو تبديلها بالخطأ، مما يسبب إزعاجا للمصلين بعد انتهاء الصلاة، ويجعلهم يقضون اوقاتا طويلة في البحث أحذيتهم او الرجوع إلى منازلهم بلا أحذية.
وتزايدت المطالب لوزارة الأوقاف والشؤون بتكثيف جهودها في توعية المصلين حول أهمية الالتزام بوضع الأحذية في الأماكن المخصصة لها، وبالرغم من أن الوزارة قامت ببعض حملات التوعية سابقا، إلا أنها لم تكن كافية لمعالجة المشكلة بشكل جذري، مما يتطلب مزيدا من الحملات الإرشادية والتوعوية عبر المنابر وخطب الجمعة، بالإضافة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال الرسائل التوعوية بشكل أوسع.
ولتجنب هذه الفوضى المتكررة، لابد على القائمين على المساجد تعزيز التوعية بين المصلين بأهمية الالتزام بالنظام من خلال لافتات توجيهية وتذكيرات صوتية قبل وبعد الصلوات، كما يمكن تعيين عمال معنيين بتنظيم الأحذية خلال أوقات الصلاة وتحديدا في صلاة الجمعة والتراويح، مما يسهم في الحفاظ على المظهر المناسب للمساجد، وينبغي أيضا ان يكون كل مصل مسؤولا عن تصرفاته قبل الدخول إلى المسجد، وذلك بوضع الحذاء الخاص به في المكان المناسب، إذ يعد الحفاظ على نظافة وتنظيم المسجد جزءا من احترام هذا المكان المقدس، ومن مظاهر الوعي الحضاري التي تعكس سلوكيات المسلمين الإيجابية في مجتمعاتهم وأماكنهم المقدسة.