أوصى عدد من خبراء سبيتار مستشفى جراحة العظام والطب الرياضي بضرورة اتباع عادات صحية وذلك خلال فترة صيام رمضان وممارسة الرياضة للأفراد الأصحاء كمرجع في أنشطتهم اليومية خلال شهر رمضان.
كما أكد الخبراء على أهمية تخصيص الوقت المناسب لممارسة الحصص التدريبية قبل وبعد الإفطار، وتنظيم التدريب من حيث مبدأ التكرار وشدة التمرين والوقت ونوع التدريب الأمثل، والتغذية وشرب السوائل واستراتيجيات تبريد الجسم دون إهمال الأثر النفسي والروحي والجوانب الاجتماعية والمعرفية لهذا الشهر.
وأطلق مستشفى سبيتار الدليل الإرشادي في عام 2021، والذي كان ثمرة تعاون مكثف بين المتخصصين في قطر والخبراء الدوليين، الذين يمثلون مختلف المؤسسات العلمية والتعليمية من حول العالم.
يغطي دليل الصيام والتمارين الرياضية في رمضان مواضيع مختلفة تتعلق بممارسة الرياضة والممارسات الصحية خلال هذا الشهر الفضيل، حيث يؤكد الدليل على أهمية توقيت التمرين الخاص بالفرد الممارس للنشاط البدني كما يحدد أنسب الأوقات للتدريب قبل الإفطار أو بعده.
ويؤكد الدكتور كريم خلادي أخصائي علم النفس الرياضي والاكلينيكي في سبيتار في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن تنظيم الوقت يساعد الرياضي على ممارسة الرياضة، إلى جانب اختيار نوع التمرين للتدريب الأمثل. وكذلك الجوانب الخاصة بالتغذية.
ويشير خلادي إلى وجود اعتقاد شائع حول تأثير صيام رمضان على قدرة الرياضي على التدريب والمنافسة، ويعيق المجتمع العام عن ممارسة الرياضة، مضيفا أن الدليل الإرشادي الذي أصدره مستشفى سبيتار صحح العديد من المفاهيم، فضلا عن التعريف بالمبادئ التوجيهية المناسبة للتمارين الرياضية خلال شهر رمضان.
ولفت إلى أهمية متابعة الأفراد الأصحاء من عامة المجتمع بهدف استخدام هذا الدليل كمرجع من قبل الأطباء وأخصائيي العلاج الطبيعي وطاقم التمريض ومسؤولي التثقيف الصحي لتمكينهم من تقديم المشورة المناسبة للرياضيين والمدربين وأفراد المجتمع عامة.
من ناحيته، اعتبر الدكتور عمر الصيرفي أخصائي طب رياضي في مستشفى سبيتار أن ممارسة الرياضة لا تتعارض مع صيام رمضان عكس ما يشاع بل تساعد على النشاط والحيوية وتحفيز عمليات التمثيل الغذائي وكذلك تنشيط الدورة الدموية وتحسين المزاج.
وأضاف الصيرفي في تصريح مماثل أن ممارسة الرياضة خلال فترة الصيام وعبر دراسات عديدة أجريت داخل مستشفى سبيتار شملت العديد من البحوث لقياس درجة التأثير على أداء الرياضيين وتم التوصل إلى أنه لا توجد أية فروق حيال ذلك، والنتائج تختلف من دراسة لأخرى.
ونوه إلى أنه يجب الوضع في الاعتبار التباين بين الرياضيين والأفراد واحتياجاتهم الخاصة فضلا عن بيئتهم الاجتماعية والثقافية، الأمر الذي قد يضطر الرياضيين الصائمين وبقية أفراد المجتمع عموما إلى مواجهة مواقف صعبة بشكل خاص عندما يتدربون ويتنافسون ويمارسون الرياضة خلال شهر رمضان. لذا يوصى المدربون والعاملون مع نخبة الرياضيين أخذ متغيرات متعددة في الاعتبار لإدارة جدول تدريباتهم ومحتوياتهم بشكل أفضل لدعم الرياضيين الصائمين.
وشدد الصيرفي على أن مستشفى سبيتار يعد مرجعا في الطب الرياضي لجميع الاتحادات والأندية الرياضية في دولة قطر وبالتالي فإن إصدار دليل إرشادي يتعلق بممارسة الرياضة في هذا الشهر الكريم يعتبر مصدرا متاحا للمجتمع الرياضي في الدولة من أجل الاستفادة منه أثناء خوض المنافسات والتمارين الرياضية.
وبإمكان الصائم القيام بالتمارين الهوائية أو تمارين المقاومة الخفيفة أو متوسطة الشدة وقصيرة الزمن خلال فترة الصيام، أما بالنسبة إلى التمارين التي تتطلب مجهودا بدنيا أكبر ومدة زمنية أطول فينصح بممارستها بعد تناول الإفطار بساعتين إلى 3 ساعات على الأقل مع ضرورة تجنب القيام بهذه التدريبات بعد الإفطار مباشرة.
جدير بالذكر أن مستشفى /سبيتار/ يصنف كأحد أفضل المؤسسات الطبية في أبحاث الطب الرياضي عالميا، بالتزامه المستمر في مساعدة الرياضيين على تحقيق إمكاناتهم الكاملة، من خلال نشر مئات المقالات العلمية في مختلف مجالات الطب الرياضي خاصة منها المتعلقة بموضوع الصيام وممارسة الرياضة، وسبق لـ/سبيتار/ أن نظم مؤتمرا عالميا في نوفمبر 2011 بالتعاون مع الاتحاد الدولي لكرة القدم /فيفا/ ناقش فيه تأثيرات الصيام على لاعبي كرة القدم شارك فيه نخبة من العلماء المختصين .