إنتاج المحطات العربية لمحتوى الأطفال أهم من دبلجته
علينا دعم الإنتاج العربي الموجه للطفل
وصف د. محمود العشيري، عضو هيئة التدريس في مركز اللغة العربية لغير الناطقين بها في جامعة قطر، جائزة الكتاب العربي، بأنها أكبر جائزة للكتاب العربي في الوطن العربي والعالم.
وقال د. العشيري، في تصريحات خاصة لـ الشرق: إن ما يضفي على الجائزة أهمية كبيرة، أنها تحظى بدعم دولة قطر، وأنها تولي اهتماماً خاصاً بالكتاب العربي في جميع دول العالم، وليس لأشخاص مؤلفيه، ما يثري بدوره المكتبات بالكتب العربية، لافتاً إلى أن فوزه ضمن الفريق البحثي بالجائزة خلال دورتها الثانية، يعكس إمكانية نجاح الفريق البحثي في إعداد مشروعه، لاسيما الخاص بخدمة اللغة العربية، وهو المجال الذي يأتي فوق كل اعتبار.
وفي هذا السياق، تقاسم ثلاثة فائزين المركز الثالث في مجال «المعاجم والموسوعات وتحقيق النصوص»، وهم: د.محمود العشيري ود.عبد العاطي هواري والمهندس محمد البدرشيني عن كتابهم المشترك «الرصيد اللغوي المسموع: قائمة معجمية لرصيد مسموع الطفل العربي من الفصيحة بناءً على مدونة محوسبة».
محتوى الفضائيات
وأعرب د. محمود العشيري عن أمله في أن يكون أغلب المحتوى الجيد الذي يُبَثّ للأطفال من إنتاج المحطات العربية، وليس المُدَبْلَج، ليقدم لغة ومفاهيم أكثر أصالة، وليرتقي بمجال الكتابة للطفل والتأليف والرسوم والإخراج، مشدداً على أهمية تعزيز دبلجة الأفلام العالمية الجيدة بالعربية الفصيحة دبلجة جيدة معبرة، ودعم الإنتاج العربي ولو بالعاميات العربية؛ فالعاميات العربية في النهاية حصن من حصون الفصحى، وأن يتابع الطفل برامج بعامية بلده أفضل للغته وهويته العربية من متابعتها بلغة أجنبية.
وأكد أن المشروع عبارة عن مصدر معجمي من حوالي 3000 مدخل معجمي مرتبة على أساس إحصائي، ومستخلصة مع معلوماتها المعجمية من مدونة محوسبة تبلغ كلماتها مليونا ونصف المليون كلمة، وأن فريق العمل جمع مادة المدونة من برامج الأطفال الدرامية الموجهة للمرحلة العمرية من الرابعة وحتى التاسعة؛ لتشمل المرحلة الأولى من التعليم الابتدائي.
وقال إن العمل يستهدف واضعي المناهج التعليمية لتلاميذ المدارس عند مراحلهم الأولى من الالتحاق بالمدرسة، وما قبلها؛ حيث يقدم لهم أعلى ثلاثة آلاف كلمة شيوعًا، يمكن للطفل العربي أن يستوعبها خلال تلك المرحلة العمرية (6- 9 سنوات)، بدلًا من أن نقدم لهم لغة يتم اختيارها فقط بناء على حدس واضعي المناهج.
وأشار د.العشيري إلى أن العمل يستهدف أيضاً المعلمين، وكُتّاب أدب الطفل، بشتى أنواعه، وكذلك الجهات التي تبتغي تصنيف كتب أدب الأطفال من مؤسسات ومكتبات عامة لتصنيف كتب الطفل بحسب العمر ومستوى لغة الكتاب، وكذلك من يعمل على استكشاف ما يعرف بالمعجم الذهني لدى الطفل.
ثروة لغوية
قال د.محمود العشيري إن العمل، بجانب كونه عملاً بحثياً، فهو مشروع مُنْجَز، فلم نخرج بمجرد توصيات أو أفكار أو تأملات حول ثروة الطفل اللغوية، ولكن أنتجنا قائمة معجمية ترصد واقعا مسموعا للطفل العربي من العربية الفصيحة عند مراحله الأولى من التعليم، وتحدد المفردات الأكثر شيوعًا وتداولًا في مسموعه من الفصيحة طبقًا لِسُلَّم الكثافة الكميَّة، وتلك القائمة يمكن البناء عليها في تعليمه اللغة والمعارف المختلفة والكتابة له بعامة، ويمكن البناء عليها بالتضافر مع أرصدة لغوية أخرى يجب أن ترصد مقروءه الآن وإنتاجه أيضًا.