بدأت دولة قطر بتقديم إمدادات معتمدة من الكهرباء إلى سوريا عبر الأراضي الأردنية، في خطوة تهدف إلى معالجة النقص الحاد في إنتاج الكهرباء وتحسين أداء البنية التحتية. الإمدادات القطرية ستتيح توليد ما يصل إلى 400 ميغاواط من الكهرباء يوميا في المرحلة الأولى. وأكد جورجيو كافيرو الرئيس التنفيذي لشركة تحليلات الخليج أن مساعدة قطر لسوريا في مجال الطاقة تساهم في التخفيف من حدة الكوارث الإنسانية حيث تسعى الدوحة إلى تعزيز الاستقرار والانتقال السلس وإحداث تغيير إيجابي.
وبالنظر إلى المستقبل، ومن منظور الطاقة، تمتلك قطر الإمكانيات اللازمة لمساعدة سوريا بطريقتين رئيسيتين. وقال في مقال له في معهد أورين بوليسي: يُمكن لقطر الاستثمار في إعادة تأهيل قطاع النفط والغاز السوري. وصرح الدكتور جيم كرين، الخبير في معهد بيكر للسياسات العامة بجامعة رايس، «في بدء تعافي قطاع النفط السوري من خلال تمويل إعادة تطوير حقول النفط التي تقع تحت سيطرة دمشق، البلاد لديها فرصة لبناء قطاع تصدير من خلال الاستكشاف والاستثمار الكافي في صناعة الطاقة، مع تدفق الغاز الطبيعي السوري إلى تركيا، ومن هناك إلى الشبكة الكبيرة المرتبطة بأسواق الاتحاد الأوروبي.
وأضاف التقرير: من المهم الإشارة إلى أنه على الرغم من سقوط الأسد، لا تزال العقوبات الأوروبية والأمريكية سارية، وتُواصل خنق سوريا، مما يزيد من صعوبة التغلب على مشاكل الطاقة في البلاد. تُهدد أزمة الوقود في سوريا عملية الانتقال السياسي الدقيقة الجارية. وتحتاج الدولة التي مزقتها الحرب بشدة إلى مساعدة من دول المنطقة وخارجها. وبصفتها طرفًا فاعلًا يتمتع بعلاقات وثيقة مع الحكام الجدد في دمشق، تسعى الدوحة إلى تعزيز الاستقرار والانتقال السلس وتمتلك الموارد اللازمة لإحداث تغيير إيجابي. وقال التقرير: عانت سوريا التي مزقتها الحرب من أزمات طاقة متعددة لسنوات عديدة. منذ عام 2011، أدى القتال في الحرب الأهلية السورية إلى تراجع الإنتاج في العديد من حقول النفط وتدمير جزء كبير من شبكة الطاقة في البلاد. ويبلغ إنتاج الكهرباء أقل من ربع ما كان عليه قبل الصراع، وسيبلغ إنتاج النفط الخام في عام 2023 حوالي 10 % من مستواه في عام 2009. وقد فاقمت هذه المشاكل المعاناة الإنسانية الهائلة، فقد أدى نقص الطاقة والوقود إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في سوريا. وفي خضم الانتقال السياسي الصعب في سوريا، تتمتع بعض الدول الإقليمية بعلاقات جيدة مع الحكام الجدد في دمشق بمكانة جيدة للمساعدة في تخفيف عوامل عدم الاستقرار، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالطاقة.