انشغلت الساحة اللبنانية بالتطور الأمني المفاجئ الذي وقع في جنوب لبنان حيث أقدمت جهة مجهولة على اطلاق خمسة صواريخ من منصة بدائية باتجاه إسرائيل تم اعتراض ثلاثة فيما سقط اثنان داخل الأراضي اللبنانية مما استدعى ردة فعل عنيفة من الحكومة الإسرائيلية حيث حملت المسؤولية للحكومة اللبنانية وهددت بقصف بيروت فيما شن طيرانها عشرات الغارات على عدد من القرى في الجنوب.
وعلى اثر ذلك اجرى رئيس الجمهورية جوزاف عون اتصالات واسعة مع كل الجهات الدولية المعنية ومع الجيش اللبناني وقيادة اليونيفيل لأجل اتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط الوضع على الحدود. وابقى عون الاتصالات مفتوحة مع رئيس الحكومة نواف سلام، للتنسيق في سبيل منع التصعيد الإسرائيلي.
وقالت مصادر سياسية ان حزب الله أبلغ جميع المعنيين بأنه لا علاقة له بما جرى وأنه يقف خلف الدولة اللبنانية ويلتزم بقرار وقف إطلاق النار، ويطالب بتطبيق القرار 1701. ومن الممكن أن يصدر الحزب بياناً ينفي فيه أي علاقة له بإطلاق الصواريخ باتجاه مستوطنة المطلة.
وأدان عون محاولات استدراج لبنان مجدداً إلى دوامة العنف، معتبراً أنّ «ما حصل في الجنوب، وما يستمر هناك منذ 18 فبرايرالماضي، يشكل اعتداءً متمادياً على لبنان وضرباً لمشروع انقاذه الذي أجمع عليه اللبنانيون».
عون دعا القوى المعنية في الجنوب اللبناني كافة، والجيش إلى متابعة ما يحصل بجدية قصوى لتلافي أي تداعيات، وضبط أي خرق او تسيّب يمكن ان يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة، طالباً من قائد الجيش اتخاذ الاجراءات الميدانية الضرورية للمحافظة على سلامة المواطنين، والتحقيق لجلاء ملابسات ما حصل.
ونفى حزب الله أي علاقة له بإطلاق الصواريخ من جنوب لبنان على الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكداً أنّ «ادعاءات العدو الإسرائيلي تأتي في سياق الذرائع لاستمرار اعتداءاته على لبنان والتي لم تتوقف منذ الإعلان عن وقف إطلاق النار». وفي بيان، جدد حزب الله «التأكيد على التزامه باتفاق وقف إطلاق النار، وأنّه يقف خلف الدولة اللبنانية في معالجة هذا التصعيد الصهيوني الخطير على لبنان».
ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الجيش اللبناني والسلطات القضائية والأمنية وكذلك لجنة مراقبة وقف اطلاق النار الى المسارعة لكشف ملابسات ما حصل صباح أمس في الجنوب. بري أكدّ «أنّ المستفيد الأول والأخير من جر لبنان والمنطقة إلى دائرة الانفجار الكبير هي إسرائيل ومستوياتها الأمنية والعسكرية التي خرقت القرار 1701 وبنود وقف اطلاق النار بأكثر من 1500 خرق حتى الآن، في وقت التزم لبنان ومقاومته بشكل كلي بهذا الاتفاق».