في قلب الخرطوم، حيث تعصف الحرب بكل شيء، تظهر جبهتان صحيتان جديدتان تتصاعدان تدريجيًا لتصبحا تهديدًا أشد قسوة من ساحة المعركة نفسها، العشى الليلي الذي يبتلع البصر، والسعار الذي يفتك بحياة الأبرياء.في هذا المشهد المرير، تتشابك الأوجاع وتترسخ المخاوف، وتتحول الخرطوم إلى ساحة موت صامت يضرب بلا هوادة كل شيء يقف في طريقه.العشى الليلي.. الظلام يقتحم العيونفي مخيمات الإيواء التي تعج بالنازحين الذين فقدوا كل شيء، حيث يفتقر الناس هناك إلى أبسط مقومات الحياة، بدأ الظلام يغزو عيونهم.العشى الليلي لم يعد مجرد اضطراب بصري، بل أصبح بداية رحلة نحو العمى، وكابوسًا يزداد عمقًا مع كل يوم. مع تدهور الظروف الصحية وسوء التغذية، تفشى هذا الاضطراب بشكل مروع، ليصبح الظلام في أعينهم أكثر من مجرد حالة طبية؛ بل هو علامة على انهيار الأمل. رغم محاولات الجهات الصحية، تظل الحلول محدودة في ظل أزمة الرعاية الصحية الطاحنة.وكشفت مصادر طبية لـ"العربية.نت" أن العشى الليلي انتشر بسرعة البرق في العديد من المناطق منذ بداية الحرب، ليصيب الآلاف في الخرطوم ويزيد من معاناتهم، خصوصًا في أماكن الإيواء المكتظة. هذا الاضطراب البصري