من كان يصدق أن الأرجنتين، التي عانت من أزمات اقتصادية متتالية لعقود، ستشهد تحولًا جذريًا في غضون شهور قليلة.ولقد تمكن رئيس الأرجنتين خافيير ميلي، المعروف بأفكاره المثيرة للجدل، من تحقيق ما وصفه بـ"المعجزة الاقتصادية"، حيث حوّل الميزانية العامة من عجز مزمن إلى فائض للمرة الأولى منذ 123 عامًا.وأعلن ميلي بفخر أن ميزانية الأرجنتين أصبحت "مُحصّنة من التخلف عن السداد".لم تقف إنجازات ميلي عند هذا الحد؛ فقد نجح في خفض التضخم الشهري الذي كان يشكل عائقًا تاريخيًا أمام أي رئيس أرجنتيني، من 25% إلى 2.7% فقط.وجاء هذا الإنجاز بفضل سلسلة من الإصلاحات الجذرية التي تهدف إلى تحويل الاقتصاد الأرجنتيني إلى رأسمالي بالكامل.سياسة "اقتصاد المنشار" المثيرة للجدلوطبق "ميلي" سياسته المعروفة بـ"اقتصاد المنشار"، التي تضمنت تخفيضًا حادًا في الإنفاق الحكومي، من خلال إلغاء أكثر من 30 ألف وظيفة حكومية، والتي أثارت موجة من الغضب في الشارع الأرجنتيني، لكنها كانت أساسية لضخ 20 مليار دولار في الاقتصاد الرسمي وسد الفجوة بين سعر الدولار في السوق الرسمية والسوق السوداء، التي بدأت تتلاشى تدريجيًا.وفي خطوة جريئة أثارت جدلًا